عَمّت أجواء الفرح نفوس عشرات المشاركين من جميع الطوائف المسيحية، والمؤسسات الدينية، والجمعيات، ورجال الدين في حفل إضاءة شجرة العيد المجيد، معربين عن سعادتهم خلال برنامج أقيم للمناسبة، وتخلَّله ارتداء الثوب التراثي، وعرض الكشافة، والدبكة الفلسطينية، وكلمات مقتضبة من رجال الدين، ورئيس مجلس ادارة جمعية الشبان المسيحية.
وسط الأنوار الملونة، وفرحة العيد والزينة، أٰضيئت شجرة عيد الميلاد في ساحة جمعية الشبان المسيحية، في قطاع غزة، معبّرةً عن رسالة مَحَبَّة وعطاء، وعن أهمية الاحتفال بهذا العيد وما يحمله من بهجة لسكان المدينة من مسيحيين ومسلمين.
إلياس الجلدة، عضو مجلس ادارة جمعية الشبان المسيحية، يقول لرصيف22: "كل معاني ذكرى الميلاد المجيد جميلة، والشجرة التي ترمز للأمل، والمحبة، وميلاد السيد المسيح".
ويربط الجلدة إحساسه الاحتفالي الديني بقوميته الفلسطينية قائلا: "نحن والشعب الفلسطيني نحتفل اليوم بذكرى مولد السيد المسيح، الذي ولد على هذه الارض رسول السلام ورسول المحبة، ونحن أصحاب هذا الحق التاريخي بالاحتفال في ميلاده وقيامته".
ويتابع الجلدة: "نحن، في جمعية الشبان المسيحية، نقيم هذا الاحتفال للعام الثاني على التوالي، حتى نؤكد للعالم الخارجي أنَّ غزة تحتفل رغم كل الظروف الذي نعيشها ورغم الحصار والأوضاع الاقتصادية والأجواء السياسية المعقدة التي تحل بأبناء الشعب الفلسطيني، ولا نزال نطمح الى الحرية والحياة الآمنة حتى نعيش بسلام على هذه الأرض، ونطمح أيضاً إلى رفع الحصار الظالم على شعبنا وإنهاء الانقسام البغيض الذي سبب معاناة لشعبنا. نأمل أن نقيم دولتنا ونعيش كما نشاء".
وعبرت ندى (27 عاماً) عن فرحتها في يوم الميلاد المجيد، وقالت: "إنّ الأجواء جميلة، تسودها فرحة العيد والتعاون بين الناس، الألوان والأضواء تزين ساحة الجمعية، وتنثر السرور على أبنائها، وليس هناك أجمل من أن ترى البسمة على وجوه الجميع، وخاصة الأطفال رغم الصعوبات التي يعيشها قطاع غزة، والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 12 عاماً"."نحتفل اليوم بذكرى مولد السيد المسيح، الذي ولد على هذه الأرض، رسول السلام ورسول المحبة، ونحن أصحاب هذا الحق التاريخي بالاحتفال في ميلاده وقيامته"
"بابا نويل وزيارة كنيسة المهد والتراتيل الدينية لم تزل باقية عند زيارتنا الى الكنائس، نحتفظ بهذا الارث التاريخي لأنه رمز ولادة السيد المسيح وإن حرمنا الاحتلال الاسرائيلي من السفر وزيارة المعالم المقدسة"
"إرث باق من الزمن الجميل"
يتذكر رفيق عياد، في العقد السابع من عمره، احتفاله في الماضي، متأملاً مظاهر البهجة، يقول لرصيف22: "منذ مئات السنين تضيء شجرة عيد الميلاد المجيد في كل بلاد العالم، وهي رمز الديانة المسيحيّة، فأشواك الصنوبر التي تعلق عليها ترمز إلى إكليل الشوك الذي وضع على رأس السيد المسيح عند صلبه، والكرات الحمراء ترمز إلى دم المسيح الذي فدانا به ليخلّص البشرية، واللون الأخضر يرمز إلى الحياة والمحبة".
وأضاف : "بابا نويل وزيارة كنيسة المهد والتراتيل الدينية لم تزل باقية عند زيارتنا الى الكنائس، نحتفظ بهذا الارث التاريخي لأنه رمز ولادة السيد المسيح وإن حرمنا الاحتلال الاسرائيلي من السفر وزيارة المعالم المقدسة، فالمسيحي الفلسطيني لا يحتاج إلى تصريح للوصول الى هذه الاماكن، والمسلم الفلسطيني لا يحتاج الى تصريح دخول الى مدينة القدس لأن الأصل قائم في هذه بلادنا التي حرمنا من الذهاب إليها وأداء العبادات".أما منتصر، يحترف الخياطة والتطريز، يقول لرصيف22 وعينه تشع بفرحة الاحتفال: "نحتفل اليوم بإضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد مع إخوتنا المسيحيين والمسلمن برهاناً على وحدتنا الوطنية، ولأننا نحن المسيحيين غير قادرين على الاحتفالات في هذه البلاد المقدسة قررنا أن نحتفل في قطاع غزة، ونتمنى من الله أن يعيد المحبة والتسامح إلى كل الشعوب" .
ويعبر نديم جاد، أحد أعضاء جمعية الشبان المسيحية، في العقد الثاني من عمره، عن سعادته خلال مشاركته في يوم إضاءة شجرة عيد الميلاد، ويقول: "نحن كمسلمين نشارك في كل عام إخوتنا المسيحيين أعيادهم وطقوسهم، ولا نفرق بين مسيحي ومسلم، جميعنا نعيش في غزة بلد الحب والسلام، تربينا منذ الصغر، وتعودنا مبدأ الأخوة وعدم التمييز في الديانات، فهم يشاركونا في عيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي ونتبادل الزيارات في الافراح والأحزان".
"الاحتلال" يرفض منح التصاريح
ينقسم المسيحيون في غزة ثلاثة أقسام، منهم من هاجر خلال النكبة الفلسطينية عام 1984، ومنهم من يقيم في غزة منذ القدم، ومنهم من جاء مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات خلال عودته إلى قطاع غزة وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994، معظمهم من الروم الأرثوذكس.
"قريباً سنحتفل في بيت لحم والقدس"
ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يرفض منح تصاريح للعديد من مسيحيي غزة، للاحتفال بطقوسهم الدينية في بيت لحم، تقول ساندرين العمش (31 عاماً) إنها تقدمت بطلب تصريح لها ولأسرتها من أجل قضاء عيد الميلاد في بيت لحم مثل باقي المسيحين في غزة، إلا أن الرفض الإسرائيلي أجبرها على البقاء في غزة. وتابعت: "سنحتفل اليوم في غزة رغم هذه الظروف، وقريباً سوف نحتفل في بيت لحم والقدس".
احتفال إضاءة شجرة الميلاد في غزة حمل أمنيات كثيرة، بحسب من تحدثنا معهم، منها أن يكون العام الجديد بداية للتلاحم بين أبناء الشعب الفلسطيني، والاحتفال يوماً ما بتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون