شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
كان ناقصنا نابغة البحرين... شرعنة الاحتلال من أكثر نظام عنصري في الخليج

كان ناقصنا نابغة البحرين... شرعنة الاحتلال من أكثر نظام عنصري في الخليج

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 4 ديسمبر 202001:38 م

في تماهٍ جديد مع السياسة الأمريكية، وعلى خطى جارتها الخليجية الإمارات، تعتزم البحرين التعامل مع منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية على أنها منتجات إسرائيلية وحسب، وفق ما صرح به وزير الصناعة والتجارة والسياحة البحريني زايد الزياني لصحافيين إسرائيليين.


خلال زيارته إلى تل أبيب، التي وقعت بلاده معها حديثاً "اتفاق سلام"، قال الزياني، في 3 كانون الأول/ ديسمبر، إنه ستتم معاملة جميع البضائع والخدمات التي يعرضها الإسرائيليون على أنها منتجات إسرائيلية، بما في ذلك بضائع المستوطنات المقامة على أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية والجولان، من دون الحاجة إلى "ملصقات خاصة".


يتناقض هذا بشدة مع سياسات الاتحاد الأوروبي الذي لا يميّز منتجات المستوطنات المخالفة للقانون الدولي ويفرض منذ عام 2015 وضع عبارة تميز المنتجات المصنوعة في المستوطنات علماً أنه ليس هنالك توافق على وصفها بأنها منتجات إسرائيلية فقط.


لكن الزياني اعتبر أن بلاده ليست مهتمة بمصدر المنتج الإسرائيلي "المدينة أو المنطقة"، مضيفاً "نحن نتعامل مع إسرائيل والشركات الإسرائيلية كما نتعامل مع شركة إيطالية أو هندية أو صينية أو ألمانية، أو شركة سعودية في هذا الشأن. لا توجد قيود أو معاملة أو قواعد خاصة. لقد بدأنا فصلاً جديداً مع إسرائيل".

"لا توجد قيود أو معاملة أو قواعد خاصة. لقد بدأنا فصلاً جديداً مع إسرائيل"... وزير بحريني يشرعن منتجات المستوطنات الإسرائيلية في بلاده، سيراً على نهج أمريكا والإمارات


لا فرق بين الجزء أو المدينة؟

حين سألت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الزياني حول ما إذا كانت بضائع المستوطنات في الأراضي المحتلة ستكون موضع ترحيب داخل البحرين مع إمكانية تسويقها على أنها "منتجات إسرائيلية"، رد الوزير البحريني بالإيجاب، مضيفاَ: "من دون الخوض حقاً في التفاصيل والخطوط الحدودية، سننظر في المنتجات الإسرائيلية – أو الخدمات، لأن إسرائيل لديها قطاع تكنولوجيا معلومات وابتكار مزدهر وقد لا يعطيك بالضرورة منتجاً مادياً، بل حلولاً أو استشارات تكنولوجيا المعلومات – ستُعامل على أنها إسرائيلية".


"لن ندخل في التفاصيل، لكن سنعترف بها كمنتجات إسرائيلية. ونأمل أن يتم الاعتراف بجميع المنتجات البحرينية في إسرائيل على أنها منتجات بحرينية. لا أرى، بصراحة، أي فرق على أساس الجزء أو المدينة أو المنطقة التي تم تصنيعها فيها أو مصدرها"، استطرد.


وكانت الإدارة الأمريكية قد اعتمدت الشهر الماضي السياسة نفسها التي تسمح بوضع علامة "منتج من إسرائيل" أو "صُنع في إسرائيل" على جميع المنتجات داخل نطاق سيطرة دولة الاحتلال، بما فيها المستوطنات على الأراضي الفلسطينية.

وفق مبدأ لا يهمني اسمك ولا عنوانك… وزير التجارة البحريني زايد الزياني يقول "سنعترف بالمنتجات الإسرائيلية من دون الخوض حقاً في التفاصيل والخطوط الحدودية"، زاعماً: "لا أرى، بصراحة، أي فرق على أساس الجزء أو المدينة أو المنطقة التي تم تصنيعها فيها أو مصدرها "


وذلك على الرغم من قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، رقم 2334 لعام 2016، الذي حث جميع بلدان العالم على "التمييز، في تعاملاتها ذات الصلة، بين أراضي إسرائيل والأراضي المحتلة منذ عام 1967".


الإمارات صاحبة السبق

قبل الزياني، الذي وصل إسرائيل مطلع الشهر مترئساً وفداً من 40 رجل أعمال ومسؤولاً بحرينياً، في ثاني زيارة من نوعها إلى إسرائيل خلال أسبوعين بعد وزير خارجية بلاده عبد اللطيف بن راشد الزياني، زار وفد من رجال الأعمال وأصحاب المصانع والشركات في المستوطنات دبي لبحث ترويج منتجات المستوطنات فيها وكان ذلك عقب الإعلان عن تسويق نبيذ المستوطنات المعتق من عنب مزروع على أرض الجولان السوري المحتل في دبي.


في وقت لاحق، نشر عدد من الإسرائيليين صوراً لمنتجات إسرائيلية، بما فيها منتجات مستوطنات على أرفف متاجر دبي.


ويبدو أن الزياني كان يشعر بالأسف لأن دبي كان لها السبق في تسويق منتجات المستوطنات، لذا صرّح عقب لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن ملتزمون تماماً. الوتيرة التي نتحرك بها هي وتيرة سريعة لأننا نريد اللحاق بالوقت الضائع. نعتقد أن هناك إمكانات هائلة وضخمة".

"تطبيع مع أرض إسرائيل الكبرى"... لشعوره بالأسف على تأخر بلاده في اللحاق بركب التطبيع، وزير التجارة البحريني يتعهد التحرك بوتيرة سريعة لأجل "اللحاق بالوقت الضائع. نعتقد أن هناك إمكانات هائلة وضخمة" في إسرائيل

واصل أبو يوسف، من منظمة التحرير الفلسطينية، ندد بتصريحات الزياني التي "تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي". وحث الدول العربية على عدم استيراد المنتجات الإسرائيلية، وخاصة المصنوعة في المستوطنات، ومنعها من "التوسع في الأسواق العربية لتقوية اقتصادها".


ساخرةً من تصريح الوزير البحريني، قالت د. هنيدة غانم، مديرة مركز مسارات الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، عبر فيسبوك: "وزير تجارة البحرين وخلال زيارة لأورشليم العاصمة الأبدية لمملكة إسرائيل العظمى صرح بأن بلاده لن تفرق بين منتجات المستوطنات وباقي المنتجات الإسرائيلية… يعني حتبلعها كلها".


وأضافت: "وعشان هو فش عنده يما ارحميني بالتطبيع مش حيعمل أي تمييز ولا حسابات خيار وفقوس"، معتبرةً أن "التطبيع مع إسرائيل أصلاً موضة قديمة، إسا (الآن) التطبيع مع أرض إسرائيل الكبرى". 


يشار إلى أن الوزير البحريني أعلن خلال الزيارة أن شركة "طيران الخليج"، الناقل الوطني في بلاده، تعتزم بدء تسيير رحلات مباشرة إلى تل أبيب في 7 كانون الثاني/ يناير المقبل.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard