تتحدث الدراسة عن أن أعلى نسبة طلاق جاءت بين المتزوجين حديثاً لمدة أقل من سنة، مسجلة 29.703 ألف حالة طلاق بنسبة 13.1%، بينما سجلت الفترة الممتدة من 9 سنوات إلى 10 أقل نسبة انفصال، مع 4640 حالة طلاق بنسبة 2.1% من إجمالي عدد الحالات.
كشفت دراسة مصرية عن أن أعلى نسبة طلاق جاءت بين المتزوجين حديثاً لمدة أقل من سنة
كرات دم بيض وحمر وستات
"كل شيء كان خاطفاً. خطوات سريعة جداً وكأنني في غيبوبة تامة، هي غيبوبة الفرح والزواج". بهذه الكلمات بدأت إيمان حديثها عن مأساتها مع الطلاق بعد مرور أول عام من الزواج.
تقول إيمان البالغة من العمر 32 عاماً إنها تزوجت زواجاً تقليدياً مثل أي فتاة ولكنه متوج بمقولة "دا راجع من السفر"، وهي مقولة تُفني كثيراً من أحلام الفتيات في مصر، فقد اعتادت العائلات المصرية اعتبار أي رجل عائد من بلاد أخرى "عريساً لقطة" فهو يملك الكثير من الأموال، ولأن إيمان كانت في عمر يعتبر متأخراً على الزواج، وافقت.
لم تكن فترة الخطبة طويلة حسب قول إيمان التي فضلت استخدام اسم مستعار، وإنما بضعة أشهر فقط كانت كفيلة بأن تشعر بالحب تجاه الشاب الجديد. وبعد الزواج بأشهر قليلة تغير كل شيء. تقول: "كان زوجي ينام خارج البيت كثيراً، وإن عاد للمنزل أراه ليلاً يتحدث مع فتيات، وفي بعض الأحيان يتبادل صوراً عارية معهن، رغم عدم تقصيري معه".
وتصف زوجها بأنه محب للخيانة، ولا تكفيه امرأة واحدة، وهو أمر لم تكن تتحمله على الإطلاق، وعندما صارحته قال لها برسالة نصية: "إنت فاكرة أني متجوزك علشان بحبك. أنا اتجوزتك علشان مناسبة وخلاص، وأهلك رموكِ".
"حاولت ألملم شتات روحي"، تُنهي إيمان حديثها بأنها قررت في أول عام للزواج تناول حبوب منع الحمل حتى لا تلد وتربط حياتها بهذا الشخص طوال العمر. تقول: "لقد نجوت بنفسي من هذا المستنقع. شعور الخيانة الدائم وإعطاء الزوج مشاعره لأخريات يقهر المرأة ويجعلها تموت مكسورة القلب، ولكني اخترت أن أحافظ على قلبي مقابل طلاقي".
جحيم زوجي ولا جنة أهلي
تقول سهيلة إنها تطلقت بعد شهرين من الزواج، حتى إنها لم تستكمل عامها الأول، مؤكدة أن حالتها ليست الأولى، ويوجد غيرها الكثير.
وتضيف سهيلة -وهو اسم مستعار- أنها كانت تعيش في كنف أسرة تعيسة كثيرة الشجار بين أبيها وأمها مذ ولدت حتى صار عمرها تسعة وعشرين عاماً، فكانت تقول قبل زواجها "جحيم زوجي ولا جنة أهلي"، إذ كانت تريد الخروج من بيت الأسرة بأي شكل، فهو كان بمثابة بيت أشباح بالنسبة لها بدل أن يكون بيت دفء وحنان، وكانت تكره العودة إليه، "ولكني اكتشفت بين شهرين العكس تماماً، فجحيم بيت أهلي كان أرحم"، تقول بشيء من الحسرة.
تستكمل حديثها قائلة إن شاباً وسيماً يعمل بوظيفة مرموقة تقدم لخطبتها فوافقت وتم الزواج خلال شهرين دون فترة خطبة، وتقول إنها كانت تشعر بأنه "العوض من الله" ولكن الواقع كان صادماً لها. تقول: "من اليوم الثاني للزواج بدأ زوجي بضربي إن عارضته في أي أمر. تلقيت صفعات على وجهي لم أتلقاها من قبل، وتطور الأمر حتى أصبحت أمه تشارك في تعنيفي وضربي ضرباً مبرحاً وكأنني وقعت وسط عائلة مريضة نفسياً".
في النهاية، تخلت عن جميع مستحقاتها مقابل الطلاق، تقول: "خسرت كل حاجة بس كسبت نفسي"، ونصحت الفتيات بعدم التسرع في الزواج، والإصرار على فترة الخطبة، فهي مهمة حتى يتعارف الشريكان جيداً.
من اليوم الثاني للزواج بدأ زوجي بضربي إن عارضته في أي أمر. تلقيت صفعات على وجهي لم أتلقاها من قبل، وتطور الأمر حتى أصبحت أمه تشارك في تعنيفي وضربي ضرباً مبرحاً وكأنني وقعت وسط عائلة مريضة نفسياً
التأني سلامة والسرعة ندامة
"في التأني السلامة وفي السرعة الندامة، مثل مصري لم أقتنع به حتى وقعت في فخ الزواج بسرعة". بهذه الكلمات بدأ محمد (اسم مستعار) في سرد قصته وطلاقه بعد ستة شهور من الزواج.
يقول إنه دكتور صيدلاني ومقتدر مادياً، وبسبب بلوغه ستة وثلاثين عاماً بدأت أسرته في الإلحاح عليه بالزواج، واختارت له والدته فتاة من عائلة متدينة وتصغره بست سنوات، "ولكنها كانت متدينة ظاهرياً ولم أعلم إنني سأقع في فخ النصب بهذه السذاجة"، يقول.
ويضيف أن أهل الفتاة اشترطوا عليه كتابة صيدلية ومنزل وسيارة باسمها، وقد وافق لأن ظروفه المادية تسمح بذلك، وتم الزواج خلال شهر دون فترة خطبة، وهو الخطأ الكبير حسب تقديره، إذ سارت الأمور على ما يرام في الأسابيع الأولى، ولم يكن هناك حب وإنما تعامل جيد، لكن كل شيء تغير بعد عدة أسابيع، فبدأت الزوجة تعامل والدته بطريقة مهينة، وتهمله وتهمل منزلها، وفي أول خلاف تركت المنزل.
يقول: "كنت أسعى لمراضاتها حتى ترجع، وهنا كانت المفاجأة"، استكمل محمد حديثه بأنها ذهبت إلى بيت أبيها ورفعت قضية خلع وقضية أخرى هي تبديد العفش، وحصلت على الصيدلية وجميع أثاث المنزل، وسجن الزوج لمدة عام. يقول: "حتى الآن لا أعرف ما الذنب الذي اقترفته غير الخلافات الزوجية البسيطة التى تحدث فى أول عام للزواج. اكتشفت في ما بعد أن هذا أسلوب نصب للعائلة وأنني لم أكن الضحية الوحيدة لها، لكن القانون لا يحمي المغفلين".
ويرى محمد أن من أهم أسباب الطلاق فى أول عام للزواج السرعة وعدم التريث في اختيار شريك الحياة، خاصة أن العادات والتقاليد في مصر تعتبر الرجل الذي يتجاوز عمره الثلاثين دون زواج "عانساً"، وهذا ما يثير غضب عائلته ويدفعه للارتباط بتسرع ودون اقتناع تام.
"أبرزها الجنس وتدخل الأهل"
تشير الطبيبة أميرة الفيشاوي، استشارية العلوم الإنسانية والاجتماعية، إلى أن أسباب الطلاق في مصر كثيرة، خاصة في العام الأول من الزواج وفي مراحل عمرية صغيرة، مؤكدة أن السبب الأول هو تمرد الأجيال الحالية على مؤسسة الزواج بسبب الثقافة المجتمعية التى أساءت لسمعة هذه المؤسسة.
وتقول في لقاء مع رصيف22: "نسمع في مصر كثيراً من الأقاويل السلبية عن الزواج خاصة عن طريق الأعمال الدرامية والأفلام، مثل أن فستان الزواج الأبيض مثل الكفن، وأن العروس "هتقصقص للعريش ريشه". كل هذه العبارات، وإن كانت مزاحاً، فهي تؤثر بشكل سلبي على سمعة الزواج، فيدخل الطرفان هذه المرحلة الجديدة بتحفز كبير وكأنهما في حلبة مصارعة أو ضمن سباق للسيطرة على العلاقة، وهذا يحدث من كلا الطرفين".
أسباب الطلاق في مصر كثيرة، خاصة في العام الأول من الزواج وفي مراحل عمرية صغيرة، ومنها تمرد الأجيال على مؤسسة الزواج، والخيانات المتكررة خاصة من الرجال، وظروف الحياة الاقتصادية الصعبة مع عدم القدرة على تحمل المسؤولية، إلى جانب تدخلات الأهل والعائلة بحياة الزوجين
وتستكمل الطبيبة حديثها حول السبب الثاني والأبرز للطلاق المبكر وهو الخيانات المتكررة خاصة من الرجال، مؤكدة أن الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإباحية خلال السنوات العشر الأخيرة على وجه الخصوص أدى إلى حالة من عدم رضا الرجال عن زوجاتهن، فهن لا يشبهن ما يرونه عبر الانترنت رغم أنه عالم مزيف ومليء بالخداع ومساحيق التجميل والإضاءة، حسب تعبيرها، "لذلك تختفي متعة العلاقة الزوجية نتيجة الصدمة بعد العام الأول".
السبب الثالث، وفق الفيشاوي، هو ظروف الحياة الاقتصادية الصعبة، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية. تقول: "قديماً كانت الأسر مستقرة رغم ضيق الأحوال المادية، وكان الزوجان يدركان معنى الرضا وتحمل المسؤولية، أما حالياً فكثير من الشباب المصريين تزوجهم أمهاتهم وآباؤهم ويشترون لهم المنزل وكل مستلزمات الزواج، وبعد أول عام ومع إنجاب أول طفل، يصابون بحالة من الصدمة لأنهم أصبحوا في موضع مسؤولية".
وتضيف الطبيبة حول السبب الرابع، وهو الأكثر خطورة، ويتمثل بتدخلات الأهل والعائلة بحياة الزوجين الجديدين، وهو أمر منتشر بشكل كبير في مصر على وجه الخصوص: "الأهل في مصر لديهم التصاق شديد بأبنائهم، ويريدون السيطرة عليهم وعلى تفكيرهم سواء كانوا رجالاً أو فتيات. أحياناً تبث الأم لدى ابنتها أو ابنها أفكاراً تريد من خلالها مساعدتهما في حياتهما الزوجية، لكنها في واقع الأمر تؤدي لتسميمها وتدميرها في نهاية المطاف".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 23 ساعةمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع