شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"إنجاز أخير لإدارة ترامب"... كوشنر يزور السعودية وقطر سعياً لحل الأزمة الخليجية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 30 نوفمبر 202008:48 م

ستحط طائرة أمريكية أخرى في الشرق الأوسط خلال أيام، حاملةً جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف دفع السعودية وقطر نحو توقيع اتفاق مصالحة قبل تولي جو بايدن الحكم، وفق ما ذكر تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي.

يشكك كثيرون في أهداف زيارة كوشنر إلى الخليج، ويرون أن زوج نجلة ترامب يأتي إلى المنطقة لتعزيز علاقاته مع الأثرياء العرب، قبل مغادرة الحكم مع الإدارة الحالية، في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.

بموازاة ذلك، يعتقد متابعون أن حل الأزمة الخليجية بات قريباً، لأن السعودية وحلفاءها يريدون تجنب دفع غرامات تُقدر بمليارات الدولارات، بعدما فرضوا على الدوحة حظراً جوياً منذ عام 2017.

زيارة كوشنر

أفاد "أكسيوس" أن كوشنر سوف يسافر في الأيام المقبلة إلى السعودية وقطر، في محاولة أخيرة لحل الخلاف بين دول الخليج، وكشف في تقرير كتبه الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد أن هدف الزيارة هو إصلاح الخلاف بين السعودية وقطر، ما يعيد الاستقرار إلى الخليج ويحقق إنجازاً أخيراً لكوشنر وإدارة ترامب، قبل تولي المرشح الديمقراطي جو بايدن الحكم.

ويجتمع كوشنر مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد، بينما يرافقه مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط آفي بيركويتز، والرئيس التنفيذي للمؤسسة الأمريكية للتمويل والتنمية الدولية آدم بوهلر والمبعوث السابق لإيران بريان هوك.

"يتجه جاريد كوشنر إلى الشرق الأوسط الآن للحفاظ على علاقته برجال المال، حيث يعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون سيئة"... يسافر كوشنر في الأيام المقبلة إلى السعودية وقطر، في محاولة أخيرة لحل الخلاف بين دول الخليج، حسب تقرير نشره "أكسيوس" الأمريكي

وتأتي رحلة كوشنر إلى الشرق الأوسط بعد أسبوع من الحديث عن لقاء سري عُقد بين بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة نيوم على البحر الأحمر.

فرص المصالحة

في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، أفادت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن السعودية كثّفت من جهودها لحل نزاعها مع قطر.

وقال مستشار للسعودية والإمارات للصحيفة إن المصالحة "هدية للرئيس الجديد جو بايدن"، مضيفاً أن بن سلمان "يشعر وكأنه في مرمى النار" بعد خسارة ترامب في الانتخابات ويريد صفقة مع قطر "للإشارة إلى أنه مستعد لاتخاذ خطوات".

ورأى المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي علي الشهابي إن القيادة السعودية كانت منذ أشهر "منفتحة على طرح هذه القضية". وقال لـ"فايننشال تايمز": "منذ بعض الوقت، كانوا يعملون على إغلاق العديد من الملفات الساخنة ومن الواضح أن هذا واحد منها".

ويبدو أن قطر تريد التأكد من وجود شروط مسبقة قبل أية محادثات ثنائية، إذ قال دبلوماسي للصحيفة ذاتها إن من المحتمل أن تكون هناك إجراءات "بناء ثقة" مثل رفع الحظر الجوي، والاحتمال الآخر هو السماح للمواطنين القطريين بالتنقل إلى الدول التي فرضت الحظر عليهم.

في المقابل، قال مستشار للرياض وأبو ظبي إن القيادتين السعودية والإماراتية تريدان من قطر "تخفيف حدة" قناة "الجزيرة" التلفزيونية الناطقة باللغة العربية، وأن تنهي انتقادها للسعودية، لكن إذا كانت السعودية والإمارات تريدان تقديم هدية إلى بايدن، فإن المصالحة لن تتم في وجود ترامب.

ومع ذلك تفيد التقارير أن ترامب يريد إنجاز المصالحة في عهده، إذ كتبت الصحافية لورا كيلي في "ذا هيل" في 16 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي أن الإدارة الحالية تحاول تحقيق إنجاز دبلوماسي قبل مغادرة الرئيس منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، بينما قال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين إن إدارة ترامب تعمل على رفع الحصار الخليجي المفروض على قطر خلال الـ70 يوماً المتبقية.

شكوك حول المصالحة

بحسب تقارير عدة، يعود السبب في الضغط الأمريكي لتحقيق مصالحة كذلك إلى أن إدارة ترامب تريد السماح للطيران القطري بعبور الأجواء الخليجية بدلاً من إيران حتى لا تحصل طهران على ملايين الدولارات من الدوحة مقابل هذه الخدمة.

ويشكك مغردون في الدوافع التي ترويها وسائل الإعلام الغربية لسعي السعودية وكوشنر للمصالحة، إذ يؤكدون أن الرياض تريد إنهاء الأزمة لتجنب تغريمها مليارات الدولارات بسبب فرض حظر جوي على قطر، أما كوشنر فيريد تعزيز علاقته بالأثرياء العرب قبل رحيل ترامب.

وقال المدون القطري أحمد اليهري، في تغريدة له على تويتر، إن "التسريبات التي ظهرت مؤخراً حول شروط حل الأزمة الخليجية غير صحيحة".

وأضاف: "تسريبها كان متعمداً لصرف النظر عن المطالب الحقيقية والتي يصب أغلبها حول تنازل قطر عن القضايا التي رفعتها ضد دول الحصار، لا سيما قضية إغلاق المجال الجوي التي قد تغرم دول الحصار مالا يقل عن 5 مليار".

وغرّدت المحامية والكاتب الأمريكية إيمي فاندربول: "لنكن واضحين، يتجه جاريد كوشنر إلى الشرق الأوسط الآن للحفاظ على علاقته برجال المال، حيث يعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون سيئة".

يشكك متابعون في الدوافع التي ترويها وسائل الإعلام الغربية لسعي السعودية وكوشنر للمصالحة مع قطر، فيشيرون إلى الرياض التي تريد إنهاء الأزمة لتجنب تغريمها مليارات الدولارات بسبب فرض حظر جوي على قطر، أما كوشنر فيريد تعزيز علاقته بالأثرياء العرب قبل رحيل ترامب

وشكك أيضاً سعوديون في تحقيق المصالحة، إذ غرّد منذر آل الشيخ مبارك، قائلاً: "لتسقط سقوطاً نهائياً من أعين الشعب السعودي والخليجي والعربي تحدث عن المصالحة مع قطر، فهذه نقطة حساسة حيث بلغ (القرف) من نظام الدوحة منتهاه".

وأضاف مبارك: "الشعوب تثق كل الثقة في الرياض، فهي من تقرر متى وكيف يكون الحل بعد أن تعيد تأهيله وكرامته ليكون صالحاً كنظام عربي حر، سقط أحدهم يوم أمس".

في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي، صرّح سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة بأنه لا يعتقد أن الخلاف بين قطر ودول الخليج الأخرى سيتم حله "في أي وقت قريب".

وقال خلال حلقة نقاش مع نظيريه الإسرائيلي والبحريني، استضافها النادي الاقتصادي في واشنطن: "إنها ليست على قائمة أولويات أي شخص. إنهم يريدون أن يسلكوا طريقهم، وسنذهب نحن في طريقنا".

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي للتحضير لجدول أعمال القمة الخليجية السنوية، في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، والتي قد تعقد افتراضياً أو بحضور القادة في البحرين أو في الرياض إذا حدث اختراق في ملف المصالحة الخليجية المعطل حالياً.

وفي هذا السياق، رجّح الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط كريستيان أولريتشسن أن تكون هناك مصالحة بين السعودية وقطر فحسب، وذلك لخلو أبو ظبي من أجندة زيارة كوشنر إلى الخليج.

وقال أولريتشسن في تغريدة على تويتر: "لاحظوا غياب أبو ظبي عن مسار رحلة كوشنر. يعكس ذلك على الأرجح وجهة نظر إدارة ترامب بأن المصالحة السعودية القطرية هي الأكثر قابلية للتطبيق في الوقت الحاضر".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image