شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"نسعى لرفع حصار قطر خلال 70 يوماً"... أفق حل الأزمة الخليجية بين ترامب وبايدن

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 17 نوفمبر 202006:28 م

في محاولة أخيرة لتحقيق إنجاز دبلوماسي قبل مغادرة الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض، تسعى إدارته إلى رفع الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر قبل تولي الديمقراطي جو بايدن مقاليد الحكم.

تعكس تصريحات الإدارة الحالية حول أولوية المصالحة بالنسبة لها ما أوردته تحليلات لباحثين يرون أن فرص رفع الحصار عن قطر في عهد ترامب أفضل من المتوقع في عهد بايدن.

ويرجع ذلك إلى أن ترامب يريد السماح للطيران القطري عبور الأجواء الخليجية بدلاً من إيران حتى لا تحصل طهران على ملايين الدولارات من الدوحة مقابل هذه الخدمة، لكن إدارة بايدن لن تهتم كثيراً بمسألة التعاون القطري الإيراني، حسب محللين. 

"إمكانية حل الأزمة"

قال مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، في مقابلة نُشرت 16 تشرين الثاني/نوفمبر، إن إدارة ترامب تعمل على رفع الحصار الخليجي المفروض على قطر خلال الـ70 يوماً المتبقية.

وأضاف أوبراين: "أتمنى أن أرى الطائرات القطرية تعبر الأجواء السعودية والإماراتية قبل مغادرة البيت الأبيض في حال كانت نتيجة الانتخابات لمصلحة جو بايدن”.

ولفت أوبراين، في مقابلة مع صحيفة "ذا هيل" الأمريكية على هامش مشاركته في منتدى الأمن العالمي، إلى وجود "إمكانية" لحل أزمة الخليج، حيث تخضع قطر لحصار بري وبحري وجوي من السعودية ومصر والبحرين والإمارات العربية المتحدة منذ حزيران/ يونيو عام 2017.

وقال أوبراين: "من مصلحة أمريكا أن تكون لها علاقات متناغمة داخل مجلس التعاون الخليجي لأن ذلك يوفر قوة موازنة مهمة لإيران".

وتابع: "سيفتح هذا التناغم الفرصة لمزيد من صفقات السلام مع إسرائيل وخلق منطقة اقتصادية حقيقية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ثم نقل هذه التجربة إلى أجزاء أخرى من العالم الإسلامي والعربي"، قائلاً إن حل الأزمة بين دول الخليج "أولوية" بالنسبة للرئيس ترامب، وشبّهه بـ"نزاع عائلي".

وخلال المؤتمر ذاته، صرّح وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بأن هناك زخماً كبيراً من جانب الرئيس ترامب وإدارته لحل الأزمة، مؤكداً أن الدوحة منفتحة للحوار منذ البداية.

وعلّق وزير الخارجية القطري بأن ليس هناك من رابح أو خاسر من الأزمة التي أثرت على استقرار المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده تُثمّن جهود أمير الكويت الراحل صباح الأحمد الجابر الصباح، ومواصلة خلفه الأمير نواف الأحمد الجابر الصباح لمساعي حل الخلاف الخليجي.

دفعت قطر ملايين الدولارات لتحليق طيرانها في أجواء إيران بسبب الحصار، وهو ما دفع إدارة ترامب للسعي إلى تحقيق مصالحة خليجية، أما بايدن فسيركز على آسيا أكثر من الخليج، بحسب محللين ناقشوا تصريح مسؤول أمريكي حول الأزمة الخليجية والعمل على حلها خلال 70 يوماً

وفي إشارة إلى علاقة قطر بإيران، قال بن عبدالرحمن: "نقدر فتح إيران أجواءها أمامنا في ظل الحصار المفروض علينا"، مؤكداً أن الدوحة تسعى إلى إقامة "حوار بناء وعادل مع جميع الأطراف، ومنها إيران و أمريكا لضمان السلم في منطقة الخليج والحيلولة دون أي مخاطر".

وتحتفظ الولايات المتحدة بعلاقات قوية مع قطر التي تستضيف القيادة المركزية الأمريكية في قاعدة العديد الجوية، وهي نقطة انطلاق رئيسية للعديد من العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة.

هل تنجح جهود ترامب؟

بحسب تقرير لورا كيلي في صحيفة "ذا هيل"، فإن إدارة ترامب تحاول تحقيق إنجاز دبلوماسي قبل مغادرة الرئيس لمنصبه في حال تولي بايدن الحكم في كانون الثاني/ يناير المقبل.

وقالت كيلي إن تصريحات أوبراين تعكس وجود تفاؤل لدى الإدارة بأن الخلاف بين دول الخليج من المرجح أن يتم حله قريباً، وذلك لخلق تحالف في الشرق لمواجهة إيران وتمهيد الطريق أمام مزيد من الدول العربية لفتح علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

ومع ذلك، فإن التصريحات الواردة من دول الخليج، خصوصاً من الإمارات، لا تؤشر إلى وجود أي حل قريب للأزمة، كما أن هناك شكوكاً في قدرة إدارة ترامب على حل الأزمة.

في 15 تشرين الثاني/نوفمبر، صرّح سفير دولة الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة بأنه لا يعتقد أن الخلاف بين قطر ودول الخليج العربي الأخرى سيتم حله "في أي وقت قريب".

وقال خلال حلقة نقاش مع نظيريه الإسرائيلي والبحريني، استضافها النادي الاقتصادي في واشنطن: "إنها ليست على قائمة أولويات أي شخص. إنهم يريدون أن يسلكوا طريقهم، وسنذهب نحن في طريقنا".

حول هذه التصريحات، كتب الباحث والأستاذ في الدراسات الأمنية في "كينغز كولدج"  أندرياس كريغ في تغريدة له على تويتر: "يبدو أن الإمارات تعمل بنشاط لمنع حدوث اختراق في أزمة قطر، وسط دعوات من إدارة ترامب لجعل أزمة الخليج أولوية في السبعين يوماً القادمة".

من جانبه، رأى الصحافي الكويتي سعد السعيدي في تغريدة له أنه ليس هناك نية جدية لدى أمريكا على مساعدة حلفائها الخليجيين بتخطي خلافاً تعدى تأثيره هرم السلطة، متجاوزاً إياها الى الشعوب التي تأذت كثيراً.

وأضاف السعيدي: "ترامب جزء من المشكلة، نفخ بشطحاته وابتزازه في تطويرها وإطالة أمدها كما هي قناعة كثير من الخليجيين".

وعبّر الصحافي وأستاذ الإعلام في الجامعة الأمريكية في القاهرة حافظ الميرازي عن مخاوفه من عقد دول الخليج مصالحة مع قطر دون مصر، وذلك تحسباً لتولي بايدن الرئاسة.

وكتب الميرازي على فيسبوك: "هل تكون المصالحة الخليجية على حساب مصر، تحسباً لأجندة إدارة بايدن الجديدة، أم للحد من تحريض قطر على بقية تلك الدول، وإسكات الجزيرة عن السعودية فحسب؟".

وأضاف: "سننتظر حتى نرى، خصوصاً بعد نهاية الجولة الحالية لوزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو لسبع دول تنتهي بعد اسرائيل بالإمارات ثم قطر والسعودية. ودون أن تشمل مصر".

وخلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إنه في حال التزام "الأشقاء" في قطر بمعالجة الدواعي الأمنية للدول الأربع، فسيكون ذلك جيداً لأمن المنطقة واستقرارها.

فرصة في عهد ترامب

أشار تقرير نشره أندرياس كريغ مع الباحث في العلوم السياسية في جامعة بروكسل سيباستيان بوسو إلى أن فرص المصالحة الخليجية في عهد ترامب أكثر منها في عهد بايدن.

وقال الباحثان: "عند النظر إلى الشرق الأوسط، والخليج على وجه الخصوص، سيكون لدى الرئيس الجديد خيارات قليلة… فهناك اعتماد متساو لواشنطن على الإمارات والسعودية وقطر، لذلك ستواصل إدارة بايدن الكفاح للتغلب على أزمة الخليج".

وأضافا: "على الرغم من أن ترامب ربما كان حافزاً للحصار المستمر ضد قطر من قبل جيرانها، إلا أن إدارته كانت تمتلك أيضاً مفتاح حله".

الإمارات تعمل بنشاط لمنع حدوث اختراق في الأزمة الخليجية وسط دعوات من إدارة دونالد ترامب لجعل المصالحة أولوية في السبعين يوماً المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكي الحالي… ومخاوف في مصر من تنفيذ مصالحة مع قطر دون القاهرة

في رأي الباحثين، قد تعطي إدارة بايدن الأولوية بشكل غير متناسب للصين وشرق آسيا على حساب الشرق الأوسط، تاركة الخليج لنفسه.

ولفتا إلى أن إعادة انضمام واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني أو الدخول في مفاوضات جديدة مع طهران يخدم غرضاً واحداً، وهو تصعيد التوترات غير الضرورية في المنطقة.

في المقابل، كانت إدارة ترامب تعتمد خيار "الضغط الأقصى" على إيران، وهو ما دفع إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة لتجديد مشاركتها في جمع أطراف الأزمة لخلق تحالف ضد طهران.

على سبيل المثال، اضطرت قطر إلى دفع عشرات الملايين من الدولارات لإيران كرسوم تحليق طيرانها في أجواء طهران بسبب الحصار وهو ما لم يرض الصقور المناهضين لإيران في البيت الأبيض، بحسب الباحثين اللذين استبعدا أن يرى الرئيس المنتخب الجديد تقارب قطر مع إيران كشيئ مزعج، على عكس إدارة ترامب التي عبّرت عن غضبها من مرور الطيران القطري عبر طهران.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image