في تقرير مقتضب، أعلنت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في 30 تشرين الثاني/ نوفمبر، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستعد لزيارة رسمية إلى العاصمة المصرية القاهرة "في غضون أسابيع قليلة"، نقلاً عن مصادر سياسية.
أشارت الصحيفة إلى أن الزيارة المزعومة سيتخللها لقاء بين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وستكون المباحثات خلالها محصورة في "القضايا الاقتصادية" بحضور وفود اقتصادية من البلدين.
ورأت "معاريف" أن "روح ذوبان الجليد في العلاقات مع العالم العربي تهب في اتجاه مصر" بعد أن أبلغتها مصادر سياسية -لم تسمها- بالزيارة المحتملة التي تعقب اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والثنائي الخليجي، الإمارات والبحرين، والتي ركزت بشكل أساسي على التعاون الاقتصادي.
تطبيع اقتصادي
وأضافت: "بدأت تل أبيب في العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر إذ يجري مسؤولون من البلدين حالياً محادثات قبل زيارة رسمية لنتنياهو إلى القاهرة في الأسابيع المقبلة، يلتقي خلالها بالرئيس السيسي".
وتحدثت عن اجتماع ثنائي مزمع بين الوفدين الاقتصاديين لإسرائيل ومصر، من أجل "بحث المشاريع الاقتصادية المشتركة وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين".
فيما لم تهدأ غضبة المصريين إزاء "تطبيع" محمد رمضان، صحيفة إسرائيلية تعلن عن "زيارة رسمية علنية" لنتنياهو إلى القاهرة لبحث "التعاون الاقتصادي بين البلدين" حصراً
واستفاضت في استعراض "تاريخ نتنياهو الحافل باللقاءات مع القادة المصريين". عام 2010، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس المصري آنذاك محمد حسني مبارك في شرم الشيخ السياحية حيث بحث الجانبان محاولات فتح مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إبان توتر الأجواء بينهما على خلفية دعوة وزير الخارجية آنذاك أفيغادور ليبرمان لفك الارتباط مع قطاع غزة.
شتاء عام 2016، أي عقب عامين من تولي السيسي الحكم، خطط مكتب نتنياهو لزيارة أخرى للقاهرة. لكنها ألغيت من قبل المصريين في ضوء تصريحات لوزير الطاقة الإسرائيلي آنذاك يوفال شتاينتز، قال فيها إن مصر أغرقت أنفاق حماس بناء على طلب إسرائيل.
في أيلول/ سبتمبر عام 2017، عقد نتنياهو والسيسي لقاءً قصيراً في نيويورك، ظهر خلاله العلم المصري فقط خلفهما، واستهله السيسي بالقول: "شكراً جزيلاً لكم على حضوركم اللقاء مع الضيوف الكرام".
تكرر اللقاء في أيلول/ سبتمبر عام 2018 في نيويورك أيضاً هذه المرة في مقر إقامة السيسي الذي كان يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ73. في المقابلتين، أكد المتحدث باسم الرئيس المصري أن المباحثات تناولت سبل إحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
هذه المرة، وبعد أن انهمك الإسرائيليون خلال الأشهر الماضية ببريق ذهب الإمارات التي انهمرت عليهم الاتفاقات الاقتصادية معها في كل المجالات تقريباً منذ توقيع "اتفاق السلام" بينهما منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، يبدو أنهم شعروا بالحنين إلى توطيد العلاقات مع مصر التي يراها البعض الحب الأول لإسرائيل، في إشارة إلى أنها كانت أول بلد عربي يوقع اتفاق سلام مع تل أبيب، معاهدة كامب ديفيد عام 1978.
وبشكل مختلف عن ذي قبل، ستقتصر المحادثات على التعاون الاقتصادي بين البلدين لا على تنسيق جهود إنهاء الصراع مع الفلسطينيين كما جرت العادة.
وبينما كانت مصادر مختلفة قد تحدثت عن "زيارة سرية" أجراها نتنياهو إلى مصر مع عدد قليل من مستشاريه وأفراد حراسته، استمرت عدة ساعات وتضمنت وجبة الإفطار في شهر رمضان، في أيار/ مايو عام 2018، أكدت مصادر إسرائيلية أن الزيارة هذه المرة ستكون "علنية".
طالما جرت العادة أن يلتقي القادة المصريون بالإسرائيليين لتنسيق جهود السلام وإنهاء الصراع مع الفلسطينيين. هذه المرة، ستكون المباحثات "اقتصادية" خالصة لبحث المشاريع بين البلدين. هل حنّ الإسرائيليون إلى حبهم الأول، مصر، بعد أن خفت بريق ذهب التعاون الإماراتي؟
المصريون يرفضون التطبيع
تتزامن زيارة نتنياهو المزعومة هذه المرة مع الغضب الذي لم يهدأ في مصر حيال مشاركة الفنان المصري محمد رمضان في حفل بدبي حضره عدد من الإسرائيليين وعزفت خلاله ألحان وأغانٍ إسرائيلية.
اضطر الغضب الشعبي نقابة المهن التمثيلية في البلاد إلى اتخاذ قرار بوقف فنان يصف نفسه بأنه "نمبر وان" -أي رقم واحد- وإلغاء المسلسل الذي كان سيشارك فيه بالموسم الرمضاني المقبل، وهو الذي لم يفوّت موسماً رمضانياً من دون المشاركة فيه منذ أصبح "سوبر ستار".
اعتبر الكثيرون الهجوم مع رمضان برغم محاولاته التبرير بأنه لم يكن يعرف أن من التقطت الصور معهم هم إسرائيليون، دليل على أن التطبيع ليس مقبولاً شعبياً برغم الاتفاقية الموقعة بين البلدين.
مساء 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، وخلال تكريم له في دبي، ربما رمى الإماراتيون منه إلى تعويضه عما تسببوا له من متاعب أخيراً، تعرض رمضان لموقف محرج إذ سقط أثناء صعوده على المسرح. جددت هذه السقطة هجوم المصريين عليه والسخرية منه.
ويأتي الإعلان عن الزيارة المزعومة بينما استقبل السيسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر الاتحادية لبحث مستجدات القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أعلن الرئيس المصري أن "القضية الفلسطينية ستظل لها الأولوية في السياسة المصرية"، وفق وسائل إعلام محلية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...