شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
لقاح كورونا و

لقاح كورونا و"تيك توك"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 17 ديسمبر 202002:04 م

نتداول دوماً أسماء العلماء المشاهير بوصفهم جزءاً من الثقافة الشعبيّة، إذ نستذكر اقتباسات عن ألسنتهم ونراجع مواقفهم الفكرية التي جعلتهم أقرب لنجوم الموسيقى والتمثيل، كحالة ألبيرت أينشتاين الأشهر ونيكولاي تسلا، وهناك معاصرون، كبيل ناي ونيل دغراس تايسون، اللذين اشتهرا بظهورهم الإعلامي للحديث عن العلم والوقوف بوجه الأكاذيب والخرافات، أي محاولة لجعل العلم ليس ممتعاً فقط، بل أيضاً مقبولاً ضمن شرط الاستعراض الحالي، بوصفه حامل "الحقائق" التي لا يجوز أن نشكّ بها.

نتعرف اليوم  من خلال "تيك توك" على علماء من مختلف أنحاء العالم، كما نتعرّف على المراحل المتبعة لتطوير لقاح كورونا والجهود العلمية المبذولة للحد من انتشار الوباء

التواصل بين العلماء والجمهور

التواصل المباشر بين القطاع العلمي والفاعلين فيه وبين "الجمهور" ما زال متواضعاً، هناك بعض الأشكال من هذا التواصل، لكنها لا تمس ما يحدث الآن، كحالة الفيديوهات التي تنشر من محطة الفضاء الكندية، وتجيب على تساؤلات الناس وفضولهم عن طبيعة الحياة في الفضاء، مثلاً: كيف يشرب رواد الفضاء في ظل انعدام الجاذبية؟ أو كيف يفرشون أسنانهم؟

لكن شرط العصر الحالي تغيّر، خصوصاً في ظل التواصل المباشر والآني بين "المؤثرين" وجمهورهم، هذه العلاقة الديناميكية واللحظية التي تحول شخصاً إلى مشهور بسبب "تفاهات"، كحالة إنستغرام وتيك توك، لكن، هذا لا يعني نفي أهمية هذه المنصات ودورها في التأثير على الناس.

لقاح كورونا وتيك توك

حالياً، وفي ظل الهجمات التي تتعرّض لها المؤسسة الطبّية بسبب فيروس كوفيد 19، خصوصاً التشكيك بجدواها أو فعاليتها، أطلقت منصة "Teamhalo"، مبادرة لربط العلماء الذي يشتغلون حالياً في أنحاء العالم على لقاح كورونا مع "الجمهور"، عبر منصتي تيك توك وتويتر.

في ظل الهجمات التي تتعرّض لها المؤسسة الطبّية بسبب فيروس كوفيد 19، خصوصاً التشكيك بجدواها أو فعاليتها، أطلقت منصة "Teamhalo"، مبادرة لربط العلماء الذي يشتغلون حالياً في أنحاء العالم على لقاح كورونا مع "الجمهور"، عبر منصتي تيك توك وتويتر

تحاول المبادر خلق علاقة بين العلماء "الجديين" في أنحاء العالم، والذين فعلاً يعملون لمصلحة البشرية، مع الجمهور المتنوّع والشكّاك والمختلف، وأولاً للتأكيد بأنهم لا يعملون وفق منطق نظرية المؤامرة التي تنكر الوباء ولقاحه، أو تتهم جهات مختلفة بأنه مصنّع لتصفية البشرية، أي تحاول المبادرة كسر تلك الصورة النمطية عن العلماء، والتأكيد على أنهم بشر يعملون ليل نهار لأجل مصلحة الجميع، في ذات الوقت تعرّفنا عليهم، ولا تبقى كلمة "علماء" مجهولة المعنى، أو حكراً على الصورة النمطيّة التي تتحرك بين العلوم غير المفهومة أو تلك التعليمية والتربوية الموجهة للأطفال.

تبدو هذه المبادرة كخطوة إيجابية في إعادة "التواصل" بين الناس، خصوصاً في ظل الإجراءات الاستثنائية التي هددت أسلوب حياتنا كبشر، منع التجمع والخوف من اللمس وخطر العدوى، كلها تقف بوجع فاعليتنا كجماعات. وهنا يظهر التواصل مع العلماء والعاملين على اللقاح كأمل من نوع ما في ظل ما نشهده، خصوصاً أنهم المسؤولون المباشرون عن "حل" المشكلة. هذا المجتمع من الأفراد الذين يعملون، يمتلكون الحلّ الذي قد يبدو سحرياً الآن، لكنه قابل للتحقيق، والوقت والجهد هما اللازمان للوصول إليه، وهذا ما نراه حين نتابع هؤلاء العلماء.

وجود العلماء الجدّيين على تيك توك هدفه التركيز عليهم بوصفهم بشراً يستحقون المتابعة، لا فقط لجدية عملهم وأهميته، بل أيضاً لجعل المراحل العلمية أكثر قرباً من الناس وأشدّ انفتاحاً على آرائهم

يوظّف الفاعلون المتطوعون في هذه المبادرة أساليب التواصل والاستعراض التي توظّفها المنصات، إذ نشاهد مثلاً فيديوهات صغيرة على تيك توك تبشّر باللقاح، نرى صفائح الاختبار محاطة بالإيموجي الخاصة بالفيروسات، ليخاطبنا العلماء والمختصون من المختبرات، من المكان الجدّي للعمل، لكنه في ذات الوقت قائم على الأفراد.

نتعرف حين نشاهد الفيديوهات وتفاعل الناس مع العلماء، على المراحل المتبعة لتطوير اللقاح والجهود العلمية المبذولة، فمن نشاهدهم ونتابعهم ينتمون لمختلف الجنسيات، من قطر والبرازيل وفرنسا والولايات المتحدة، لكن ما يجب معرفته أن هذا التواصل لا يهدف لنقل العلم، بل التركيز على العلماء بوصفهم بشراً يستحقون المتابعة، لا فقط لجدية عملهم وأهميته، بل أيضاً لجعل المراحل العلمية أكثر قرباً من الناس وأشدّ انفتاحاً على آرائهم، للوقوف بوجه عبارات كـ "لا نعلم ما يحصل في المختبرات" و"ربما لا يقومون بما عليهم القيام به".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image