شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
في اليوم العالمي للطفل… هذا حال أطفال العالم والمنطقة العربية

في اليوم العالمي للطفل… هذا حال أطفال العالم والمنطقة العربية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الجمعة 20 نوفمبر 202012:16 م

في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يتلوّن العالم باللون الأزرق، ويحتفل بأطفاله. هذا العام، ألقت جائحة الفيروس التاجي بظلالها وزادت تداعياتها الحالية والمحتملة المخاوف من ضياع ما يطلق عليه "جيل كورونا".

في تقرير بعنوان "تفادي ضياع جيل الكورونا"، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من تداعيات "كبيرة ومتعاظمة" على الأطفال مع قرب بداية العام الثاني لجائحة كوفيد-19.

التقرير، وهو الأول لليونيسف الذي يشمل توضيحاً شاملاً لتبعات الوباء على الأطفال، يلفت إلى أنه فيما تظل أعراض الإصابة بالفيروس بين الأطفال معتدلة، إلا أنها "تتزايد، وثمة تأثيرات طويلة الأجل على التعليم والتغذية والعافية لجيل كامل من الأطفال وقد تؤدي إلى تغيير مسار حياتهم".

وتقول هنرييتا فور، المديرة التنفيذية لليونيسف: "ظلت هناك خرافة مستمرة على امتداد الجائحة بأن الأطفال يتأثرون تأثراً طفيفاً بالمرض، ولكن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. فبينما يمكن أن يصاب الأطفال بالمرض وأن ينشروا عدواه، فما ذلك سوى غيض من فيض التأثيرات الناجمة عن الجائحة".

وتابعت شارحةً: "تعطيل الخدمات الأساسية وتصاعد معدلات الفقر يشكّلان التهديد الأكبر على الأطفال. وكلما طالت مدة الأزمة اشتد تأثيرها على تعليم الأطفال وصحتهم وتغذيتهم وعافيتهم. إن مستقبل جيل كامل معرض للخطر".

بمناسبة اليوم العالمي للطفل… اليونيسيف تحذر من تبعات "كبيرة ومتعاظمة" لفيروس كورونا تهدد بـ"ضياع جيل كورونا"، وتؤكد: "أكثر من نصف الأطفال في الشرق الأوسط يعانون نفسياً وعاطفياً"

بالأرقام

بيّن التقرير أن واحدة من كل تسع إصابات بفيروس كورونا تقع في صفوف الأطفال والمراهقين دون سن العشرين، وذلك في 87 بلداً توفر بيانات مصنفة بحسب العمر. يعادل هذا نسبة 11% من مجموع الإصابات المسجلة في هذه البلدان حتى مطلع الشهر الجاري. مع ذلك، تبرز الحاجة إلى بيانات أكثر موثوقية مصنفة حسب العمر حول الإصابات والوفيات والفحوص لأجل فهم أفضل لكيفية تأثير الأزمة على الأطفال الأشد ضعفاً، ولتوجيه الاستجابة.

وفي حين قد ينقُل الأطفال عدوى الفيروس بعضهم إلى بعض وإلى الفئات العمرية الأكبر سناً، هناك أدلة قوية على أن فوائد إبقاء المدارس مفتوحة مع اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة يفوق تكاليف إغلاقها. علماً أن الأطفال معرضون للعدوى خارج مدارسهم.

يفصّل تقرير اليونيسيف التبعات الخطيرة للجائحة على الأطفال على الخدمات الصحية والاجتماعية الضرورية باعتبار ذلك التهديد الأكبر لهم، مستنداً إلى نتائج حديثة من 140 بلداً.

على سبيل المثال، تراجعت التغطية الصحية 10% من الأطفال على الأقل في نحو ثلث البلدان التي شملها التحليل، بما في ذلك اللقاحات الروتينية، والرعاية العيادية للأمراض المعدية بين الأطفال. كما انخفضت تغطية خدمات التغذية للأمهات والأطفال في 135 بلداً بنحو 40%.

حتى تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خسر 265 مليون طفل حول العالم وجباتهم المدرسية، مقارنةً بخسارة أكثر من 250 مليون طفل دون الخامسة فوائد برامج مكملات فيتامين ألف الضرورية لحماية حياتهم.

لكن أكثر النتائج إثارة للقلق، وفق المنظمة، وصول عدد الطلاب المتأثرين بالإغلاق المدرسي الشامل في 30 بلداً إلى 572 مليون طالب (أي 33% من الطلاب الملتحقين بالمدارس في العالم) حتى الشهر الماضي.

كذلك يرجح أن تحدث نحو اثني مليون وفاة إضافية في صفوف الأطفال و200 ألف حالة إملاص (ولادة جنين ميت) إضافية خلال 12 شهراً بسبب التعطل الشديد للخدمات وتزايد معدلات سوء التغذية.

كما قد يعاني بين ستة وسبعة ملايين طفل إضافي دون الخامسة من الهزال أو سوء التغذية الحاد عام 2020، بزيادة تعادل 14% قد تترجم إلى أكثر من 10 آلاف وفاة إضافية في صفوف الأطفال شهرياً، معظمها في منطقتي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا.

"كلما طالت مدة الأزمة اشتد تأثيرها على تعليم الأطفال وصحتهم وتغذيتهم وعافيتهم. إن مستقبل جيل كامل معرض للخطر"... ليس صحيحاً أن الأطفال أقل تضرراً بالجائحة، واحد من كل تسعة مصابين طفل أو مراهق والتبعات الأخرى أكثر خطورةً

تشير التقديرات أيضاً إلى زيادة عدد الأطفال الذين يعيشون فقراً متعدد الأبعاد بلا إمكانية حصول على التعليم والصحة والسكن والتغذية والصرف الصحي والمياه بنسبة 15%؛ 150 مليون طفل إضافي، حتى منتصف عام 2020.

أطفال المنطقة يعانون نفسياً وعاطفياً

لم يكن الأطفال في المنطقة العربية أفضل حالاً إذ أجرت المنظمة استطلاعات عبر الهاتف، شملت نحو سبعة آلاف عائلة، لديها 13 ألف طفل تقريباً، في سبعة بلدان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لفهم تأثير الوباء على الأطفال. قال ما يقرب من 95% من المشاركين إن أطفالهم تأثروا سلباً بعواقب الجائحة.

وشددت المنظمة على أن وجود أكثر من ثلاثة ملايين حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في المنطقة أدى إلى اضطراب حياة ملايين الأطفال، بما في ذلك رفاهيتهم وتغذيتهم وصحتهم النفسية والتعليم. وأبرزت أن "أكثر من نصف أطفال المنطقة يعانون نفسياً وعاطفياً بسبب الجائحة". 

وعبّر نصف أولياء الأمور عن اعتقادهم أن التعلم عن بعد لم يكن فعالاً، فيما أكد واحد من كل خمسة أشخاص أن الأزمات المالية اضطرته إلى خفض الإنفاق على الطعام.

وقال تيد شيبان، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "كان للقيود المفروضة على الحركة وإغلاق المدارس تأثير شديد على الروتين اليومي للأطفال وتفاعلاتهم الاجتماعية وفي النهاية على صحتهم النفسية".

وأردف: "كلما طالت الجائحة زاد تأثيرها على الأطفال. من الضروري أن نواصل البحث عن حلول مبتكرة لمواجهة تأثير ‘كوفيد‘ ودعم أطفالنا بالرعاية النفسية الاجتماعية والتعلم المدمج أو عن بعد وتدابير الحماية الاجتماعية، بما في ذلك الحوالات النقدية".

في تونس، على سبيل المثال، رفعت الجائحة معدلات الفقر في صفوف الأطفال إلى 21.2%، الخمس تقريباً، بينما المعدل العام للفقر في البلاد 15.2%

أطفال تونس أكثر فقراً

في سياق متصل أشارت دراسة حديثة أطلقتها اليونيسيف قبل أيام عن وضع الأطفال في تونس في ظل الجائحة أن 21.2% منهم (الخمس تقريباً) يعيشون في فقر بينما المعدل العام للفقر في البلاد 15.2%.

وفيما حذرت الدراسة من ارتفاع مؤشر الأمراض العقلية والنفسية في صفوف الأطفال، لفتت إلى الإبلاغ عن 17500 حالة عنف جسدي ضدهم عام 2018، مقارنةً بنحو ستة آلاف حالة نهاية عام 2011.

وقالت إن 72% من الأطفال في البلاد لا يمتلكون مهارات أساسية في العمليات الحسابية وإن 34% منهم لا يمتلكون المهارة في القراءة.

ما العمل؟

لمواجهة تلك الآثار الخطيرة، وتفادي هلاك "جيل كورونا"، حثت اليونيسيف حكومات العالم على انتهاج ست سياسات بالتزامن، أبرزها "ضمان حصول جميع الأطفال على التعليم، بما في ذلك من خلال سد الفجوة الرقمية" و"ضمان إمكانية حصول كل طفل على خدمات التغذية والرعاية الصحية، واللقاحات الميسورة الكُلفة".

ونبهت إلى ضرورة "دعم وحماية الصحة العقلية للأطفال واليافعين وإنهاء الإساءات والعنف الجنساني والإهمال في الطفولة" مع "زيادة إمكانية الحصول على المياه المأمونة والصرف الصحي والنظافة الصحية والتصدي للتدهور البيئي وتغيّر المناخ" والعمل على "عكس اتجاه الصعود في فقر الأطفال وضمان التعافي الشامل للجميع".

وأخيراً، طالبت بـ"مضاعفة الجهود لحماية الأسر والأطفال الذين يعيشون في أوضاع نزاعات وكوارث وتهجير".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard