شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!

"الترطيب سرّ اللذة"... ما هي الأمور التي يجب مراعاتها عند استخدام المزلقات الجنسية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 17 نوفمبر 202006:49 م

في بعض الأحيان، قد تكون العملية الجنسية غير مريحة بالنسبة لأحد الطرفين أو كليهما، فيتم اللجوء إلى بعض المزلقات الجنسية لتهدئة الأمور، بخاصة حين يكون هناك تفاوت في وتيرة الرغبة الجنسية، أو حين يكون مهبل المرأة غير قادر على إفراز السوائل الطبيعية التي تبقيه رطباً لفترة طويلة، وذلك بسبب عوامل نفسية وفيزيولوجية عديدة، من بينها: الرضاعة الطبيعية وانقطاع الحيض.

والحقيقة أن هناك العديد من الحلول لهذه المشكلة الشائعة بين النساء، كاستخدام الواقي الذكري المزلق، بالإضافة إلى توافر العديد من أنواع المزلقات (lubricants) التي قد يحتار الأفراد في اختيار الأفضل من بينها، لضمان تجربة جنسية مرضية وآمنة في آن.

ما هي أنواع المزلقات الجنسية واستخداماتها، وكيف يمكن اختيار الأفضل؟

المهبل... منطقة حساسة

قد يكون شراء المزلقات الجنسية أمراً مربكاً للبعض، غير أنه ضروري، بخاصة للنساء اللواتي يعانين من الجفاف المهبلي، بحيث يكون المهبل لديهنّ غير مرطب بما فيه الكفاية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة والألم أثناء العملية الجنسية.

وكما أشرنا في مقال سابق على موقع رصيف22، تحت عنوان "ينبوع شبابي قد جفّ"... كيف تتجاوز المرأة الجفاف المهبلي؟ فإن الجفاف المهبلي يمكن أن يحدث لدى عدد كبير من السيدات بسبب التقلّبات الهرمونية، بخاصة عند الخضوع للعلاج الكيميائي أو عند الرضاعة الطبيعية، كما في فترة انقطاع الحيض، من هنا، من المهم حلّ هذه المشكلة من خلال مستحضرات آمنة لا تلحق الأذى بهذه المنطقة الحساسة ولا تسبب الفطريات.

قد تكون العملية الجنسية غير مريحة بالنسبة لأحد الطرفين أو كليهما، فيتم اللجوء إلى بعض المزلقات الجنسية لتهدئة الأمور، بخاصة حين يكون هناك تفاوت في وتيرة الرغبة الجنسية، أو حين يكون مهبل المرأة غير قادر على إفراز السوائل الطبيعية التي تبقيه رطباً لفترة طويلة

في حديثها مع موقع رصيف22، أوضحت القابلة القانونية فرح كنج، أنها في العادة تنصح النساء اللواتي يعانين من الجفاف المهبلي، سواء كان ذلك نتيجة الرضاعة الطبيعية أو لدخولهنّ مرحلة ما قبل انقطاع الحيض Perimenopause)) أو في حالة انقطاع الطمث (menopause) باستخدام اللوبريكانت لتسهيل العملية الجنسية.

وشددت كنج على ضرورة اختيار المزلقات المائية، لكونها لا تلحق ضرراً بصحة المهبل: "من المهم أن نتذكر دائماً أن المهبل كالجلد لديه نسبة امتصاص عالية، وبالتالي من الضروري الانتباه إلى المواد المستخدمة على هذه المنطقة الحميمة والحساسة".

واضافت فرح: "هناك مثل شعبي يقول: يلي ما بتحطو بتمك ما تحطو عجلدك، وبالتالي أنصح الأفراد باستخدام المزلقات المائية أكثر من تلك المصنوعة من السيليكون، لكون هذه الأخيرة تحتوي على الكثير من المواد الكيميائية التي قد تلحق ضرراً بالبشرة".

أنواع المزلقات الجنسية

هناك أنواع مختلفة من المزلقات الجنسية في السوق، فهناك مزلقات مصنوعة من الماء وأخرى من السيليكون أو مستحضرات مكونة من مواد طبيعية، بالإضافة إلى توافر مزلقات لذيذة المذاق، غير أنها تؤثر على توازن درجة الحموضة في المهبل، وتؤدي إلى تهيج هذه المنطقة الحساسة.

فما هي حسنات وسيئات كل فئة من المزلقات؟

يجب اختيار المزلقات بعناية وإلقاء نظرة على المكونات التي لا تسبب التهاباً أو تهيجاً للبشرة أو تؤثر سلباً على صحة المهبل

المزلقات المائية: تعتبر المزلقات الجنسية المائية من أكثر المزلقات شيوعاً، وهي متوفرة بأسعار مدروسة للغاية لضمان نسبة معقولة من الترطيب الإضافي أثناء العملية الجنسية.

تمتاز هذه المزلقات بأنه ليس لديها طعم، لون أو رائحة، كما يقل احتمال تسببها في تهيج البشرة الحساسة، هذا ولا تتداخل مع الجنس الفموي، كما أنها تتمتع بميزة إضافية تتمثل في كونها متوافقة تماماً مع الواقي الذكري، على عكس غالبية المزلقات القائمة على الزيت والتي تؤدي لتآكل اللاتكس.

ولكن نظراً لكون هذه المزلقات مصنوعة من الماء، فإن البشرة تمتصها بسرعة، وقد يتسبب ذلك في جفاف المزلق بشكل أسرع من غيره، وبالتالي ضرورة تكرار استخدامه لإعطاء نتيجة أفضل.

وبهدف التخلص من هذه المشكلة، تم صنع الكثير من المزلقات الجنسية المائية بعناية تامة، عبر استخدام مرطبات عالية الجودة، مثل الألوفيرا التي تهدىء البشرة، تقلل من الجفاف ولا تتداخل مع التجربة الجنسية.

ومع ذلك، يجب الانتباه لشيء واحد: تحتوي الكثير من المزلقات الجنسية المائية على الغليسرين (سائل سميك عديم اللون والرائحة)، ما قد يؤدي إلى إصابة النساء بالعدوى بسهولة، ويمكن أن يجعل التنظيف بعد ممارسة الجنس أمراً ضرورياً، كما أن هذه المزلقات تتوافق مع غالبية الألعاب الجنسية، إلا أنها ليست مثالية للاستحمام أو الدش لأنها ليست ذات صلاحية طويلة الأمد.

المزلقات الجنسية القائمة على الزيوت: يمكن العثور على المزلقات الجنسية التي تحتوي في تركيبتها على الزيوت بسهولة.

واللافت أن هذه المزلقات تجعل المرء يشعر بالرضا لكونها تضاعف المتعة ووقت التدليك المثير، أما الجانب السلبي فيكون عند استخدامها مع الواقي الذكري اللاتكس، حيث تزيد من احتمال تمزقه.

بالإضافة إلى ذلك، ترتبط المزلقات الجنسية القائمة على الزيوت بمعدلات أعلى للعدوى، مثل التهاب المهبل البكتيري، كما أنها تلحق ضرراً بالملاءات والملابس، ما يجعل تنظيفها صعباً للغاية.

يمكن اعتبار هذا النوع من المزلقات مثالياً للأزواج الذين تربطهم علاقات طويلة الأمد ولا يحتاجون لاستخدام الواقي الذكري، وللأشخاص الذين يرغبون في تجنب بعض المواد الحافظة الموجودة عادة في مزلقات أخرى.

المزلقات القائمة على السيليكون: غالباً لا تحتوي المزلقات المصنعة من مادة السيليكون في تركيبتها على الماء، وهو أمر قد يشكل ميزة لدى البعض.

هذه المزلقات تختلف عن غيرها لأن الجلد لا يمتص السيليكون، وهو ما لا يحدث مع المزلقات المائية أو تلك المصنوعة من الزيوت، الأمر الذي يوفر الإثارة ويشعل الحياة الجنسية لمدة أطول.

ونظراً لكون السيليكون لا يسبب الحساسية، فلن يكون هناك في العادة أي ردة فعل سلبية عليه من قبل الجسم على هذه المزلقات، مع العلم بأن مشكلتها تكمن في صعوبة تنظيفها.

التشحيم الطبيعي: يحاول بعض الأفراد تجنب التركيبات الكامنة وراء المزلقات من خلال اللجوء إلى التشحيم الطبيعي، أي استخدام مواد طبيعية موجودة في المنزل، مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند، غير أنه يمكن لمثل هذه الزيوت الطبيعية أن تزيد من خطر تمزق الواقي الذكري وتلطيخ الملاءات والملابس، بالإضافة إلى اعتبارها غير مناسبة كثيراً لصحة المهبل.

كيفية استخدام المزلقات؟

في حديثه مع موقع رصيف22، أوضح الأخصائي في العلاقات الجنسية، أنطوني حكيم، أن المزلقات الجنسية هي عبارة عن جيل أو سائل يمكن للنساء أو شركائهنّ وضعه أثناء الجماع لجعل المهبل أكثر رطوبة، كما يمكن وضع كمية من اللوبريكانت على العضو الذكري أو على الألعاب الجنسية المختلفة، لجعلها أكثر انزلاقاً.

وعند استخدام الواقي الذكري يجب وضع اللوبريكانت على الجزء الخارجي منه، أما في حال كان الثنائي يستخدم أشكالاً أخرى من وسائل تحديد النسل، فيمكن تطبيق المزلقات الجنسية مباشرة على المهبل أو على العضو الذكري.

وبالإضافة إلى حلّ مشكلة الجفاف المهبلي وتسهيل العملية الجنسية، كشف حكيم أن استخدام المزلقات يعد مثالياً لفترة المداعبة بين الشريكين وحتى للاستمناء، مشيراً إلى أن بعض الأزواج لا يحبذون فكرة اللجوء إلى المزلقات لاعتبارها عنصراً "دخيلاً" على العملية الجنسية: "البعض بيعتبر أنو الlubricants (المزلقات) بيوقفوا وتيرة العملية الجنسية وبيأثروا على الرومانسية والانسجام"، منوهاً بأنه بإمكان الأفراد أن يعتادوا تدريجياً على إدخال المزلقات بشكل طبيعي إلى علاقاتهم الجنسية، كأن تقوم المرأة مثلاً بوضع المزلق على عضو الرجل والعكس صحيح، بشرط أن يُحسنا اختيار المزلق الذي يناسبهما لضمان عملية جنسية لذيذة وآمنة.

 المزلقات الجنسية هي عبارة عن جيل أو سائل يمكن للنساء أو شركائهنّ وضعه أثناء الجماع لجعل المهبل أكثر رطوبة، كما يمكن وضع كمية من اللوبريكانت على العضو الذكري أو على الألعاب الجنسية المختلفة، لجعلها أكثر انزلاقاً

وفي معرض الحديث عن أهميتها في إشعال الرغبة الجنسية، أكد أنطوني أن المزلقات مهمة جداً عند ممارسة الجنس الشرجي، لأن الشرج لا يفرز السوائل مثل المهبل، كما أن جدران الشرج تكون أكثر رقة ونحافة مقارنة بجدران المهبل، وبالتالي فهي تحتاج إلى مزلق جنسي يمكن أن يبقيها زلقة، لتقليل مخاطر التمزق والجروح داخل المستقيم.

بشكل عام، يعتبر الجنس الشرجي محفوفاً بالمخاطر عندما يتعلق الأمر بانتقال الأمراض المنقولة جنسياً، وهذا يجعل استخدام الواقي الذكري ضرورياً في معظم الحالات، بالإضافة إلى أنه من الضروري التأكد من استخدام مزلقات جنسية لا تسبب تمزقاً في الواقي الذكري.

أما بالنسبة للجنس الفموي، فأوضح حكيم أن هناك بعض المزلقات الجنسية المتوفرة بنكهات معيّنة، والتي تشكل لدى البعض حافزاً للعلاقة الجنسية، غير أنه من الضروري الانتباه إلى آثارها الجانبية.

في نهاية المطاف، يمكن القول إن "الرطوبة هي مفتاح اللذة"، وهناك خيارات عديدة من المزلقات الجنسية المتوفرة في الأسواق.

وعلى الرغم من أن العديد منها قد يكون ممتعاً ويزيد من الإثارة الجنسية أثناء ممارسة الجنس، إلا أنه يجب اختيار المزلقات بعناية وإلقاء نظرة على المكونات التي لا تسبب التهاباً أو تهيجاً للبشرة، أو تؤثر سلباً على صحة المهبل، بحيث يبقى من المهم الحفاظ على درجة الحموضة في المهبل (3.5 إلى 4.5).

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard