أخبر الرئيس التنفيذي لعملاق مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مارك زوكربيرغ، موظفيه أن المستشار السابق للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، ستيف بانون، لم ينتهك سياسات المنصة على نحو كافٍ لحظره بشكل دائم، حين دعا إلى "قطع رأس" اثنين من المسؤولين الأمريكيين البارزين.
وفي وقت تتزايد الانتقادات بشأن القيود على حرية التعبير عبر المنصة الاجتماعية، ذكرت صحيفة "الغارديان" أن زوكربيرغ قال في اجتماع داخلي في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر إن بانون لم ينتهك ما يكفي من سياسات الشركة لتبرير حظره في المنصة عندما دعا إلى قطع رأسي اثنين من المسؤولين الأمريكيين وتعليقهما خارج البيت الأبيض كـ"تحذير".
في مقطع مصوّر نشره عبر فيسبوك طوال 10 ساعات، شاهده خلالها نحو 200 ألف شخص، قبل حذفه، دعا مستشار ترامب السابق إلى قطع رأس كل من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي، وخبير الأمراض المعدية الدكتور أنتوني فوتشي. تم تنزيل الفيديو وانتشر على نطاق واسع.
"معايير على ناس وناس"... صاحب فيسبوك، زوكربيرغ، يقول إن دعوة مستشار سابق لترامب إلى قطع رأسَيْ اثنين من المسؤولين الأمريكيين البارزين لا تستوجب حظر حسابه، بينما يشكو البعض حظرهم لمجرد ذكر كلمات مثل "خوَل" و"زبالة". بأي منطق يُدار فيسبوك؟
فيسبوك يختلف عن الآخرين
حظر "تويتر" حساب بانون عبر منصته بشكل دائم، لانتهاكه سياسته بشأن تمجيد العنف، كما حذفت "يوتيوب" الفيديو لكنها أبقت قناة بانون.
وفي الاجتماع مع موظفيه، شرح زوكربيرغ: "لدينا قواعد محددة حول عدد المرات التي تحتاج فيها لانتهاك سياسات معينة قبل أن نقوم بإلغاء تنشيط حسابك تماماً. في حين أن الجرائم هنا، على ما أعتقد، اقتربت من عبور ذلك الخط، من الواضح أنها لم تتجاوز الخط"، في إشارة إلى فيديو بانون.
وكان آندي ستون، المتحدث باسم فيسبوك، قد صرّح لوكالة "رويترز" بأن الشركة قد تتخذ المزيد من الإجراءات ضد حساب بانون "إذا كانت هناك انتهاكات إضافية".
وذلك بعدما أزالت المنصة شبكة من الصفحات المرتبطة ببانون، والتي كانت تروج لمزاعم كاذبة حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بعد الإبلاغ عنها. في مقطعه المصور، زعم بانون أيضاً أن ترامب فاز بالانتخابات الأمريكية قائلاً إن إحصاء الأصوات لم ينتهِ.
لعبت منظمة آفاز المعنية بمكافحة الفساد ودعم حرية التعبير عبر الحملات المجتمعية دوراً في حذف الحسابات المروجة للمعلومات الكاذبة. وقالت إن الأمر يتعلق بسبع من أكبر الصفحات التي كان يتابعها نحو 2.5 مليون شخص.
ولفت ستون إلى أن فيسبوك أزالت "عدة مجموعات من الأنشطة لاستخدامها تكتيكات سلوكية غير أصلية لزيادة عدد الأشخاص الذين شاهدوا محتواها بشكل مصطنع".
في الاجتماع الداخلي، أقر زوكربيرغ بالانتقادات التي وجهها المرشح الديمقراطي الفائز بالانتخابات جو بايدن، وقال إن الشركة تشارك بعض مخاوف فريق بايدن حيال وسائل التواصل الاجتماعي. وسبق أن قال بايدن إنه "لم يكن يوماً معجباً بفيسبوك" ووصف زوكربيرغ بأنه "مشكلة حقيقية" في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي.
"حظرني فيسبوك ثلاث مرات بسبب ألفاظ: عرص وخَوَل وزبالة. لكن حين أبلغت عن حساب يحرض على قتل جنود الجيش المصري، ردت إدارته: ‘نتفهم أن المنشورات قد تكون أزعجتك، لكن لا يبدو أنها تنتهك معاييرنا‘"
في غضون ذلك، انتقد بيل روسو، مسؤول الاتصالات في حملة بايدن، أداء فيسبوك في ما يتعلق بالانتخابات في سلسلة تغريدات. وقال: "إذا كنت تعتقد أن المعلومات المضللة على فيسبوك كانت المشكلة أثناء انتخاباتنا، فما عليك سوى الانتظار حتى ترى كيف تمزق نسيج ديمقراطيتنا في الأيام التالية".
كذلك ذكّر بالدعوات إلى العنف التي تلت إعلان فوز بايدن، وتُرِكت على المنصة "لساعات إن لم يكن لأيام".
قوانين "على ناس وناس"
يأتي هذا كله بينما تتزايد الشكاوى من القيود على حرية التعبير على الموقع. كاتبة هذه السطور تم حظرها من النشر أو التفاعل ثلاثة أيام في مناسبتين هذا الأسبوع والأسبوع الماضي لذكرها مفردتَيْ: "خول" و"زبالة"، في تعليقين عبر مجموعة خاصة لا يتجاوز عدد أعضائها الـ50.
إشعار الموقع أبلغ عن "انتهاك معايير مجتمعنا" مبرزاً "هذا الحساب مقيد، قد يتم تقييد حسابك إذا حدث انتهاك مرة أخرى"، في حين أن العديد من المنشورات والتعليقات المسيئة تمر.
في مناسبة ثالثة، ورد إشعار بحظر الحساب ثلاثة أيام بسبب تعبير ساخر (دُعابة). عقب مراجعة إدارة الموقع رُفع تعليق الحساب.
اللافت أن العديد من الصفحات العامة تعج بالتعليقات المسيئة ودعوات العنف وخطاب الكراهية ولا تُحذف حتى عقب التبليغ عنها. سبق أن أبلغتُ عن حساب يدعو إلى العنف ضد جنود الجيش المصري و"يهدر دماءهم" بألفاظ صريحة لا تقبل التشكيك. لكن رد إدارة فيسبوك كان: "نتفهم أن المنشورات قد تكون أزعجتك، لكن لا يبدو أنها تنتهك معاييرنا".
إلى ذلك، ليس واضحاً وفق أي منطق يُدار فيسبوك، أو هل هناك حسابات لا تُطبق عليها "معايير المجتمع"؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 ساعاتحبيت اللغة.
ادريس حسن -
منذ 13 ساعةسلام عليكم
أحضان دافئة -
منذ يوممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين