"بسبب خطأ فني، أزلنا أخيراً عدداً قليلاً من الملفات الشخصية، التي جرت استعادتها الآن. لم نكن نحاول تقييد قدرة أي شخص على النشر أو التعبير عن نفسه، ونعتذر عن الإزعاج الذي نجم عن ذلك".
بهذه الكلمات ردت عملاقة التواصل الاجتماعي، فيسبوك، على تساؤلات صحيفة الغارديان البريطانية بشأن تعطيل عشرات الحسابات الخاصة بمدوّنين وناشطين سياسيين في تونس خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وكان قد تردد أن 60 حساباً لصحافيين وناشطين سياسيين تونسيين بارزين على فيسبوك، بينهم الصحافي هيثم المكي، عُطّلت "من دون سابق إنذار". لاحقاً، جرت استعادة 14 منها بدون أن يقدم الموقع تفسيراً للتعطيل.
وشددت الناشطة الحقوقية وخبيرة الاتصالات التونسية آمنة الميزوني على أن أصحاب الحسابات المعطلة "لم يتلقوا أي تحذير أو إشعار مسبق، ولا يوجد حتى الآن أي تفسير"، مبيّنةً "في النهاية تمكنا من استعادة 14 حساباً من خلال الاستعانة بهيئة مراقبة مكافحة الفساد ‘أنا يقظ‘... ولكن لا نعرف شيئاً عن بقية الحسابات".
وفيسبوك أحد أوسع مواقع التواصل الاجتماعي انتشاراً في تونس، ويعزو الكثيرون ذلك إلى الدور الذي لعبه افي توفير نقطة تجمع للناشطين إبان الثورة التي أطاحت رئيس الجمهورية الأسبق زين العابدين بن علي (بين 18 كانون الأول/ ديسمبر عام 2010 و14 كانون الثاني/ يناير عام 2011).
وأضافت الميزوني: "الإنترنت في تونس يعني فيسبوك. كان أداة مهمة حقاً خلال الثورة. استخدمناه لتنظيم الأحداث ومشاركة مقاطع الفيديو حول ما كان يحدث في جميع أنحاء البلاد".
بعد ترسيخ مكانته في النقاشات العامة بتونس، بات الساسة والوزارات يستخدمونه للتواصل مباشرة مع الناس.
بحسب AccessNow، فإن نحو 60% من التونسيين هم من مستخدمي فيسبوك، وهذا ما يجعل تونس واحدة من أعلى نقاط استعمال المنصة في المنطقة.
"خطأ فني. لم نكن نحاول تقييد قدرة أي شخص على النشر أو التعبير عن نفسه"... فيسبوك تعلق على تعطيل عشرات الحسابات عبر منصتها لناشطين سياسيين تونسيين بارزين "من دون سابق إنذار"
قمع الأصوات الناقدة؟
علم الصحافي المكي أن حسابه عُطّل في 29 أيار/ مايو الماضي. قال: "ورد فقط أن حسابي قد تم تعطيله… كان هذا الإشعار الأخير الذي أتلقاه. لم تكن هناك أي مفاوضات".
وبرغم مكانته البارزة في المشهد السياسي والإعلامي التونسي وتعليقاته اللاذعة في بعض الأحيان، جاء تعطيل حسابه بشكل تعسفي مفاجأة صادمة له. قال: "لا أعرف ما الذي حدث. سيكون من الإطراء الاعتقاد بأننا تعرضنا لاستهداف. ربما خرجت الخوارزميات عن السيطرة".
أياً تكن الأسباب وراء غلق حسابات الناشطين والمدونين، فقد تغيرت علاقة الدولة بفيسبوك في السنوات التسع الماضية، أي بعد الثورة.
ورأت الميزوني "أن أحد المخاطر الرئيسية هو أنه (فيسبوك) ليس شفافاً مع التونسيين".
وتابعت: "على سبيل المثال، خلال انتخابات العام الماضي، لم نتمكن من معرفة من الذي يدفع ثمن الإعلانات السياسية ولماذا على الرغم من مطالبة المنظمات غير الحكومية الموقع بإيضاح ذلك".
بعد بضعة أشهر، لبّى فيسبوك مطالبة تلك المنظمات، إلا أن رسالته فشلت في معالجة مخاوف فريق كبير من جمهوره.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...