في أواخر عام 35 هـ، توجه معترضون على سياسة الخليفة عثمان بن عفان، قادمون من مصر والكوفة والبصرة إلى المدينة المنورة، عاصمة الخلافة الإسلامية، ودخلوا في الكثير من المناقشات مع الخليفة الثالث، والتي انتهت بقتله في بيته على يد مجموعة منهم في ذي الحجة من العام نفسه.
في ما بعد، عملت الذاكرة السنية على تقييم تلك الواقعة بالشكل الذي يتوافق مع مبادئها وأصولها، فأكدت على مظلومية عثمان بن عفان وخيريته، فيما رمت المعترضين عليه بالفسق والجور والظلم، إذ اعتادت أغلبية المصادر السنية أن تصفهم بكونهم خوارج أو مجرد مجموعة من الدهماء والمجرمين المتعطشين لسفك الدماء في سبيل تحقيق مكاسب دنيوية، واعتمدت في ذلك على ما أجاب به الحسن البصري عندما سُئل "أكان في من قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟"، فنفى قائلاً "كانوا أعلاجاً من أهل مصر"، حسب ما ورد في تاريخ خليفة بن خياط العصفري.
البحث الدقيق في سير من شاركوا في تلك الواقعة، من شأنه أن يثبت تهافت الادعاء السابق، وكيف جرى التغافل عن بعض الحقائق بهدف شيطنة المعترضين وتبرئة عثمان بشكل مطلق، كما يؤكد على أن الكثير من هؤلاء كانوا من الصحابة أو من كبار التابعين الذين لعبوا دوراً مهماً في مرحلة الفتوحات التوسعية المبكرة.
الصحابة من الأنصار
من الثابت في المصادر التاريخية، أن الكثير من الأنصار اشتركوا في أحداث الثورة على الخليفة الثالث، وربما يشهد على ذلك أن عثمان قُتل في المدينة المنورة، دون أن يتحرك عامة أهلها لحمايته أو الدفاع عنه.
تتفق المصادر التاريخية على أسماء مجموعة من الصحابة المدنيين الذين لعبوا دوراً مهماً في الثورة على عثمان، وهم رفاعة بن رافع والحجاج بن غُزية وأسلم بن بجرة وجهجاه الغفاري ومحمد بن عمرو بن حزم.
يذكر ابن الأثير، في كتابه "أُسد الغابة في معرفة الصحابة"، أن رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الخزرجي كان من أوائل الأنصار الذين اعتنقوا الإسلام، فقد شهد بيعة العقبة، كما كان أيضاً من ضمن الذين قاتلوا مع الرسول في غزوة بدر الكبرى، وغيرها من المشاهد حتى فتح مكة في العام الثامن من الهجرة.
وبحسب ما يذكر ابن أيبك الداوداري في كتابه "كنز الدرر وجامع الغرر"، فقد كان رفاعة واحداً من أهل المدينة الذين اشتركوا في حصار الخليفة الثالث، وبعد مقتل عثمان قام رفاعة بمبايعة علي بن أبي طالب، وأصبح واحداً من قادته وأنصاره، واشترك معه في قتال الخارجين عليه في موقعة الجمل وموقعة صفين.
الصحابي الحجاج بن عمرو بن غزية الأنصاري المازني كان أيضاً من ضمن الثائرين الذين حاصروا دار عثمان، ويروي ابن عبد البر المالكي في كتابه، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"، أنه قام بقتال مروان بن الحكم يوم الدار "حتى سقط، وحمله أبو حفصة مولاه، وهو لا يعقل".
في أواخر عام 35 هـ، توجه معترضون على سياسة عثمان بن عفان إلى المدينة المنورة، ودخلوا في نقاشات مع الخليفة الثالث، انتهت بقتله على يد مجموعة منهم... جرت شيطنة هؤلاء في الذاكرة السنية، لكن عند البحث في سيرهم تظهر الصورة مختلفة
أما الصحابي أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي، فقد شهد أُحد وغيرها من المشاهد مع الرسول، بحسب ما يذكر ابن سعد في "الطبقات الكبير"، وكان ممن يحرض الناس على قتل عثمان، وظهر ذلك بوضوح عندما رفض أن يتم دفن عثمان في البقيع ومنع بني أمية من ذلك، قائلاً: "لا والله، لا يدفن في مقابر المسلمين ابداً"، حسب ما يذكر ابن جرير الطبري في "تاريخ الرسل والملوك".
الصحابي المدني الرابع الذي اُشتهر بخبر معارضته لعثمان، كان جهجاه بن قيس الغفاري، وهو من ضمن المسلمين الذين شهدوا بيعة الرضوان، وبايعوا الرسول على الموت، حسب ما يذكر ابن عبد البر.
جهجاه كان ناقماً على سياسات الخليفة الثالث، ولذلك أعلن رفضه لها جهراً، ومن مظاهر نقمته أنه قاطع الخليفة أثناء خطبته في المسجد، ولم يكتف بذلك بل "أخذ القضيب من يده وكسرها"، حسب الطبري، وكان ذلك القضيب هو عصا الرسول، ويمكن تخيّل ما كانت تمثله تلك العصا من رمز معنوي لسلطان الخلافة.
أما خامس الأنصار الذين ثاروا على عثمان، فهو محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري الذي ولد في عهد الرسول، وهناك اختلاف حول كونه من الصحابة أو من التابعين، إذ كان من أشد الناس نقمةً وسخطاً على عثمان وعلى سياسته، حسب ما يذكر أبو العرب التميمي في كتابه "المحن".
وتذكر بعض الروايات أن الخارجين على عثمان دخلوا من دار محمد بن عمرو للتسلق والوصول لدار الخليفة، حيث أن الدارَين كانتا ملاصقتين لبعضهما البعض، وقد عدّه اليعقوبي من ضمن الرجال الذين اشتركوا في قتل عثمان.
صحابة خزاعة
من المعروف أن الكثير من الصحابة من قبيلة خزاعة تحديداً شاركوا في أحداث الثورة ضد عثمان، وتحتفظ المدونات التاريخية بأسماء ثلاثة من أهمهم، وهم عمرو بن الحمق، وعبد الله بن بُديل وعبد الرحمن بن بُديل.
بحسب ما يذكر ابن حبان البستي في كتابه "تقريب الثقات"، كان عمرو بن الحمق ممن أدرك النبي وصحبه وسمع منه الحديث، وهناك خلاف بين المؤرخين حول توقيت إسلامه، ففي حين ترى معظم المصادر أنه هاجر إلى الرسول بعد صلح الحديبية فإن بعض الروايات تحدد توقيت إسلامه بحجة الوداع.
وتوجد روايات عدة تؤكد فضله وثناء الرسول عليه ودعاءه له، إذ ورد أنه سقى الرسول ذات مرة، فدعا له النبي قائلاً: "اللهم أمتعه بشبابه فمرت عليه ثمانون سنة لا ترى في لحيته شعرة بيضاء".
ويروي ابن الاثير في كتابه "الكامل" ويتابعه في ذلك ابن الجوزي في كتابه "المنتظم" أن عمرو بن الحمق كان واحداً من الرجال الذين أمر الخليفة الثالث عثمان بن عفان بترحيلهم من العراق الى الشام، عندما اعترضوا على سياسات والي الكوفة سعيد بن العاص.
وكان ابن الحمق أحد زعماء الثورة الذين خرجوا للقاء الخليفة الثالث وإبداء اعتراضهم على سياسته الإدارية والمالية، وهناك الكثير من الروايات التاريخية التى ترى أن عمرو كان واحداً ممن اشتركوا فى اغتيال الخليفة المحاصر.
وتوجد رواية شهيرة أوردها كل من المسعودي في "مروج الذهب" واليعقوبي في تاريخه، تشير إلى حديث عمرو عن دوره في عملية قتل عثمان فيقول: "طعنت عثمان تسع طعنات، فأما ثلاث منها طعنتهن إياه لله تعالى، وأما ست لما كان في صدري عليه"، وبعد مقتل عثمان، قام عمرو بمبايعة علي بن أبي طالب وصار من شيعته وشهد معه حروبه فى الجمل وصفين والنهروان.
كان عبد الله بن بُديل بن ورقاء الخزاعي وأخوه عبد الرحمن أيضاً من بين الصحابة الخزاعيين الذين ثاروا على عثمان.
وبحسب ما يذكر ابن حجر العسقلاني، في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة"، فإن الأخوين أسلما بعد فتح مكة، واتخذهما النبي رسولين له إلى أهل اليمن، كما شارك الأخوان في ما بعد في فتوح بلاد فارس وخراسان في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، بينما ذكرت بعض الروايات أن الأخوين شاركا في قتل عثمان وأنه "ضربه بمشقص –مقص- فى أوداجه"، بحسب المطهر بن طاهر المقدسي في كتابه "البدء والتاريخ".
ابن الصديق وربيب علي بن أبي طالب
هو محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة، وأمه هي أسماء بنت عميس، ولد في الطريق من المدينة إلى مكة فى حجة الوداع، ومعنى ذلك أنه حضر زمن الرسول لكنه لم يسمع منه شيئاً، ويضعه البستي في كتابه ضمن مراتب الصحابة، إذ نشأ في حجر علي بن أبي طالب، وذلك لأن أمه أسماء بنت عميس تزوجت من علي بعد وفاة أبي بكر.
كان محمد بن أبي بكر قد انتقل للإقامة في مصر زمن خلافة عثمان، وأظهر اعتراضه وغضبه على سياسته، وظهر ذلك بشكل واضح أثناء غزوة ذات الصواري عام 34 هـ وبعدها، فقام ومن معه من المعترضين على عثمان من المصريين بإظهار عيوب الخليفة "وما غيّر وما خالف به أبا بكر وعمر"، وذلك حسب ابن الأثير.
ابن أبي بكر كان أحد زعماء الثائرين المصريين الذين خرجوا من الفسطاط لمقابلة عثمان، وأثناء تطور الأحداث في المدينة، عمل -قدر طاقته- على الحشد ضد الخليفة، حتى أنه استثار بني تيم جميعهم ضد عثمان، حسب ما يذكر جلال الدين السيوطي في "تاريخ الخلفاء"، كما أن الكثير من الروايات تجعل من محمد، أحد الرجال الذين اشتركوا فى قتل الخليفة الثالث، حسب ما ورد في تاريخ اليعقوبي.
فرسان النخع
قبيلة النخع اليمنية كانت من بين القبائل التي جاهرت بعداوتها لسياسات الخليفة الثالث، إذ شارك العديد من فرسانها المشهود لهم بالشجاعة والقوة في أحداث الثورة عام 35 هـ.
أول هؤلاء الفرسان، كان مالك بن الحارث، المشهور بلقبه الأشتر، وكان قد أدرك الرسول، علماً أن هناك اختلاف في كتب التراجم والمصادر حول صحبته للرسول، فيورد البستي أن الأشتر كان من التابعين في حين نجد أن ابن إياس الحنفي يجعله في كتابه "بدائع الزهور في وقائع الدهور" من مشاهير الصحابة.
كان مالك من سادات قومه ومن رؤسائهم، ووردت الكثير من الأخبار عن بطولاته في جهاده ضد الروم في معارك وفتوح الشام، حتى أن لقبه الأشهر الذي لطالما عُرف به، الأشتر، كان قد اكتسبه بعدما "ضربه رجل يوم اليرموك على رأسه فسالت الجراحة قيحاً إلى عينيه فشترتها".
الأشتر كان من ضمن من أمر عثمان بترحيلهم إلى المدينة بعدما اعترضوا على والي الكوفة سعيد بن العاص، ولعب دوراً مؤثراً في تحريض أهل الكوفة ضد الخليفة، عندما قال لهم: "جئتكم من عند أمير المؤمنين عثمان، وتركت سعيداً يريده على نقصان نسائكم على مائة درهم، ورد أهل البلاء منكم إلى ألفين، ويزعم أن فيئكم بستان قريش".
وكان الأشتر أحد زعماء المعترضين من أهل الكوفة الذين خرجوا منطلقين إلى عاصمة الخلافة لعرض مطالبهم على عثمان، وبعد مقتل الأخير، أقبل الأشتر على مبايعة علي بن أبي طالب ودعا الناس لمبايعته، وصار أبرز قادة جيشه وأحد أهم رجاله على الإطلاق.
عامر بن عبد القيس التيمي واحد ممن ثاروا على عثمان بن عفان، والخلاف بينهما أظهر طبيعة الصراع بين فئات المجتمع المسلم وقتها، فعامر كان من الصحابة لكنه لم يكن محسوباً على الطبقة العليا كعثمان، وخلافهما عَكَس صداماً وشيكاً بين طبقة مسلمين زاهدين وأخرى أرستقراطية
كان عمرو بن زرارة النخعي كذلك واحداً من أهم فرسان النخع الذين ثاروا على عثمان. ويذكر أبو نُعيم الأصبهاني في كتابه "معرفة الصحابة" أن عمرو أدرك الرسول وكانت له صحبة، وكان من ضمن الرجال الذين اعترضوا على سعيد بن العاص والي الكوفة، ولذلك قام عثمان بن عفان بتسييره من العراق إلى الشام.
عمرو كان واحداً من الرجال الذين أعلنوا عن سخطهم وغضبهم من سياسة الخليفة الثالث وكان يجاهر بذلك ويؤلب الناس ضده داعياً إلى خلع عثمان من منصب الخلافة، ويقال إن عمرو بن زرارة هو "أول من خلع عثمان في حياته وبايع علي بن أبي طالب"، بحسب ما يذكر أبو الهلال العسكري في كتابه "الأوائل".
"راهب الأمة"
هو عامر بن عبد القيس التيمي، من بني عامر، وكان من ضمن الوفد الذي قدم إلى الرسول وأعلن إسلامه أمامه، وكان من الذين عُرفوا أيضاً بزهدهم وتنسكهم وبعدهم عن ملذات الحياة والإقبال على العبادة والطاعة، ولذلك عُرف بلقب "راهب الأمة"، حسب ما يذكر شمس الدين الذهبي في كتابه "سير أعلام النبلاء".
عامر كان من أكثر الناس درايةً وعلماً بالقرآن وأحكام الشريعة والدين، ولذلك لما ازدادت شكاوى الكوفيين ضد عثمان في زمن واليه سعيد بن العاص اتفقوا بأن يرسلوا بعامر إلى المدينة ليكون سفيراً لهم عند الخليفة ويوضح له طلباتهم وشكاويهم.
يحكي مسكويه، في كتابه "تجارب الأمم وتعاقب الهمم"، أنه عندما وصل عامر بن عبد القيس إلى المدينة قابل عثمان فقال له: "ناس من المسلمين اجتمعوا ونظروا في أعمالك، فوجدوك قد ركبت أموراً عظاماً، فاتق الله، وتب إليه، وانزع عنها"، فقال عثمان: "انظروا إلى هذا، فإن الناس يزعمون أنه قارئ، ثم يأتي فيكلمني في المحقرات ويزعم أنها عظائم، فوالله ما يدري أين الله"، فردّ عامر: "أنا لا أدري أين الله؟"، فأكد عثمان: "نعم والله لا تدري أين الله"، فأنهى عامر الحديث مع الخليفة قائلاً: "بلى والله، إني لأدري إن الله لك بالمرصاد".
والحقيقة أن ذلك الحوار القصير الذي دار بين راهب الأمة وخليفتها، يوضح طبيعة الصراع الذي دار بين فئات المجتمع المسلم في ذلك الوقت، فعامر بن عبد القيس وإن كان من الصحابة الذين كان لهم شرف رؤية الرسول، إلا أنه لم يكن محسوباً من الطبقة العليا من الصحابة التي كان عثمان على رأسها في ذلك العهد، فكان الحوار بين الرجلين تعبيراً عن صدام وشيك بين طبقة من المسلمين الزاهدين العابدين الذين فهموا الإسلام على كونه عقيدة ثورية تعلي من قيم الاشتراكية والزهد والثورة على الطاغوت وتوحيد الله، وبين طبقة أرستقراطية من كبار الصحابة القريشيين الذين تقلبت بهم الدنيا وانفتحت أمامهم أبوابها.
وبيّن النقاش الذي دار بين الرجلين الخلاف حول مفهوم الذنوب، فعامر كان يرى أن ما فعله عثمان يندرج تحت نطاق العظائم، أما الخليفة فكان يرى أن الذنوب نفسها تندرج تحت نطاق الصغائر والمحقرات، ويمكن أن تُعتبر المناظرة بين الرجلين بمثابة مقدمة تاريخية وفكرية لظهور فرقة القراء والخوارج في ما بعد.
حاول عثمان أن يتفادى المخاطر التي من الممكن أن تأتيه من جانب عامر وشيعته من القراء والزهاد الكوفيين، ولذلك أمر بنفيه إلى الشام عند معاوية بن أبي سفيان، بحسب ما يذكر الذهبي، وهناك بقي "راهب الأمة" حتى وفاته، وكان نفيه من العراق إلى الشام قد أثار غضب وسخط طبقة من القراء وأهل العلم والدين والزهد في الكوفة، ما ألّب على عثمان الكثير من المعترضين الناقمين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Mohammed Liswi -
منذ يومأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ يومينلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 5 أياممقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...
Nahidh Al-Rawi -
منذ أسبوعتقول الزهراء كان الامام علي متنمرا في ذات الله ابحث عن المعلومه
بلال -
منذ أسبوعحلو
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعالمؤرخ والكاتب يوڤال هراري يجيب عن نفس السؤال في خاتمة مقالك ويحذر من الذكاء الاصطناعي بوصفه الها...