"يعني كل يلي صار لهلق كوم وينقطع البوتوكس من لبنان كوم تاني". كان هذا أحد التعليقات على ما أثاره طبيب الجراحات التجميلية البارز رولان طعمة عن انقطاع البوتوكس في لبنان على خلفية الأزمة الاقتصادية الطاحنة في البلاد.
في مقطع متداول، قال طعمة: "ما رح يكون في بوتوكس بلبنان فترة النويل (عيد الميلاد). انقطعوا كل الشرك (يقصد الشركات) ما رح يعطوا. بعتقد أنو إحنا بمصيبة كبيرة ما بعتقد البلد يتحملها، في خطر هيصير، فترة نويل ما في أي شي إله علاقة بالبوتوكس. الشعب اللبناني بمأساة هلأ".
انقطاع البوتوكس في لبنان بسبب تردي الاوضاع الاقتصاديه pic.twitter.com/grorNudOiF
— تولي وسيطة ايهرب (@iherb_4u) October 22, 2020
ونصح: "الرك على الجمال الداخلي، بدو يرك الواحد على العطاء والمحبة وبعتقد إذا تكاتفنا كلنا بنقدر نقطع هالمرحلة الصعبة".
وأوضح لرصيف22 أن الأزمة "مؤقتة" بفعل توقف أكبر علامتين انتشاراً في لبنان عن بيع البوتوكس للأطباء منذ نحو شهرين وانتظارهما بداية العام الجديد لتبيعا وفق "التسعيرة الجديدة"، مبرزاً أن بعض الأطباء لن يتأثر عملهم لاحتفاظهم بكميات كبيرة مسبقاً في ما قد يلجأ آخرون إلى الشراء من ماركات بديلة.
"الرك على الجمال الداخلي، بدو يرك الواحد على العطاء والمحبة وبعتقد إذا تكاتفنا كلنا بنقدر نقطع هالمرحلة الصعبة"... جراح تجميل بارز يُقلِق اللبنانيات بشأن اختفاء البوتوكس خلال فترة الأعياد لكن "أزمة اختفاء الدواء" أهمّ بكثير
ولفت إلى أن اختفاء البوتوكس لا يؤثر بأي حال على لبنان لأنه سوق مزدهرة للجراحات التجميلية في العالم العربي، منبهاً إلى أن "البوتوكس مجرد حقن والجراحات التجميلية جميعها مستمرة ولا يوجد نقص بالمستشفيات"، مشيراً إلى أن حديثه المتداول "كاريكاتوري"، أي من قبيل الدعابة.
أزمة دواء بأبعاد أخطر
لكن علاوةً على ما قاله طعمة عن توقف أكبر شركتين للبوتوكس عن إمداد الأطباء به حتى بداية 2021، كان قد شكا البعض ارتفاع ثمن حقنة البوتوكس (900 ألف ليرة لبنانية أحياناً للجرعة الواحدة)، لافتين إلى أن المرحلة المقبلة هي مرحلة "الرك على الأخلاق". وتحدث آخرون عن انتشار "البوتوكس الصيني" غير المضمون والمنخفض الجودة أيضاً.
علماً أن الوضع الراهن لا يدعو إلى التفاؤل الذي يتحلى به طعمة في ظل الأنباء المتواترة عن انقطاع أدوية ومستلزمات صحية مهمة "بلا رجعة محتملة"، بينما يمر الاقتصاد اللبناني بأسوأ تدهور في تاريخه المعاصر.
"أكثر من 40 ألف مصابة بسرطان الثدي في لبنان لا تجد الدواء. 30 ألفاً منهن حياتهن عرضة للخطر. ونصف اللبنانيات لا يستطعن شراء مستلزمات الدورة الشهرية" وبعضهن مشغول بالبوتوكس
قبل أيام، أشارت إحصاءات واردة من لبنان إلى أن "نصف النساء والفتيات لا يستطعن شراء مستلزمات الدورة الشهرية". وأثيرت على مدار الأسابيع الماضية أزمة اختفاء الفوط الصحية موارتفاع أسعارها وعدم دعمها كسلعة أساسية تحتاجها النساء باستمرار.
كذلك هناك أكثر من 40 ألف لبنانية مصابة بسرطان الثدي تعاني لعدم توفر دواءين هما "تاموكسيفين" و"نولفادكس" في الصيدليات، بحسب رئيس الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، ناجي الصغير. في حين أن حياة 30 ألفاً منهن "عرضة للخطر".
بشكل عام، أدت الأزمة الاقتصادية إلى أزمة أدوية يعتقد أنها بلغت ذروتها في لبنان حالياً، فبينما يحرص القادرون على شراء كميات كبيرة من علب الدواء خشية اختفائها، هناك 60% من الشعب مصنفون "فقراء" و"يشترون الدواء بالظرف (الشريط) وليس بالعلبة"، وفق ما ذكره رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لمواقع محلية.
تهدد هذه الأزمة، بشكل خاص، ذوي الأمراض المزمنة والأمراض النفسية والعقلية والجلدية والمعدية.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...