في تطور جديد في قضية مقتل المعلم الفرنسي، صاموئيل باتي، الذي قُطع رأسه على يد طالب من أصل شيشاني إثر نشره رسوم مُسيئة للنبي محمد، اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حركة حماس، بالتورط في الحادثة.
في التفاصيل، أعلن ماكرون أن "جماعة أحمد ياسين" الموالي لحركة حماس "الضالعة مباشرة" في الاعتداء، سيتم حلها، وتعهد باتخاذ إجراءات مماثلة بحق جماعات مشابهة لها.
نفت "حماس" أي صلة لها بحادث مقتل المعلم، وتبرأت من "جماعة الشيخ ياسين" ورئيسه عبد الحكيم الصفريوي.
ونفت حماس تورطها في الحادثة، بل تبرأت من الجماعة ورئيسه، معتبرة أن حديث ماكرون محاولة من الرئيس الفرنسي الزج بالحركة في معارك داخلية لا علاقة لها بها.
من هي "جماعة أحمد ياسين"؟
كان والد إحدى طالبات المعلم الفرنسي قد انتقد الأخير على وسائل التواصل الاجتماعي لعرضه رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، وأفصح في منشور له على الفيسبوك عن اسم المدرسة وهوية المعلم.
نشر حساب تابع لـ"جماعة أحمد ياسين" وأحد المساجد في إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس منشور الأب الذي انتقد المعلم وكشف عن هويته وعنوان مدرسته.
وأعلنت السلطات الفرنسية غلق المسجد الذي يقع قرب باريس كجزء من حملتها ضد التطرف، التي أُوقف إثرها حتى الآن نحو 12 شخصاً.
وتبيّن أن المهاجم كان على تواصل قبل الجريمة مع والد الطالبة الذي كان غاضباً مما فعله المعلم.
واعتقلت الشرطة والد التلميذة لأن نظم حملة على الإنترنت تحرض على "التعبئة" ضد المعلم ووصل الأمر إلى نشر رقم هاتفه على فيسبوك.
وأظهرت التحقيقات أن والد التلميذة تبادل الرسائل مع المهاجم الشيشاني عبد الله أنزوروف البالغ من العمر 18 عاماً على تطبيق "واتساب" قبل أيام من الجريمة.
الذي نشر انتقاد الأب في "جماعة أحمد ياسين" هو الناشط عبد الحكيم الصفريوي الذي تبين أنه بث، قبل أيام، على موقع يوتيوب شريط فيديو ندد فيه بالمعلم ووصفه بـ"الوغد".
"هل سبق أن تورّطت ‘حماس‘ في أي عمل خارج الأراضي المحتلة.. ماكرون يهذي ويزايد على اليمين المتطرف طلباً للشعبية"... انتقادات للرئيس الفرنسي بسبب اتهامه لحركة حماس بالتورط في حادثة مقتل المعلم الفرنسي
تم إنشاء هذه الجماعة في فرنسا عام 2004، بعد وقت قصير من اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي للشيخ الفلسطيني أحمد ياسين، أحد مؤسسي حركة حماس.
رأس هذا الجماعة عبد الحكيم الصفريوي، وهو أحد الناشطين الفلسطينيين المعروفين لدى الشرطة الفرنسية بتنظيمه مسيرات ومظاهرات مناهضة لإسرائيل.
وُلد عبد الحكيم الصفريوي عام 1959 في مدينة فاس المغربية، ويُعتبر من قدامى مؤسسى النشاط الإسلامي في منطقة باريس.
اعتقلت الشرطة الفرنسية الصفريوي عدة مرات بتهم إلقاء خُطب اعتبرتها معادية للسامية ولتنظيمه مظاهرات غير مصرح بها في باريس ضد إسرائيل.
وذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن الصفريوي حافظ على علاقات غير رسمية لبعض الوقت مع محمد الشملان قائد مجموعة "فرسان العزة" السلفية التي تم تفكيكها في 2012 واعتقال كافة أعضائها.
نقلت شبكة فرانس 24، عن الداعية المغربي المقيم في فرنسا طارق أبرو، إمام مسجد بوردو، أنه يعرف الصفريوي عندما كان لا يزال يبيع الكتب الدينية.
وأضاف واصافاً الصفريوي: "إنه رجل مجنون، ومحرض وخطر على الجمهورية". وأكد أنه يؤذي المجتمع الفرنسي والمسلمين بالتحدث نيابة عنهم.
وأردف الإمام الذي يعارض لبس الحجاب: "الصفريوي مخطئ. وفوق كل شيء، فهو جبان يغذي عقول الأشخاص بشكل منهجي بأشياء تخالف قيم الجمهورية الفرنسية".
كان الصفريوي يدير دار نشر لبيع الكتب في شارع جان بيير تيمبو في باريس، والتي تقول شبكة فرانس 24 أنه كان ينشر كتباً تتحدث عن "حرية المرأة في ارتداء الملابس والحجاب".
في عام 2006، قدم الصفريوي كتاباً للشيخ يوسف القرضاوي، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والمقيم في دولة قطر.
"جماعة أحمد ياسين" المتهمة بالتورط في مقتل المعلم الفرنسي أسسها المغربي عبد الحكيم الصفريوي في باريس والذي قدم كتاباً للقيادي في جماعة الإخوان يوسف القرضاوي في عام 2006
رد حماس
في المقابل، نفت حركة "حماس" أي صلة لها بحادث مقتل المعلم، وتبرأت من "جماعة الشيخ ياسين" ورئيسه عبد الحكيم الصفريوي.
وقالت الحركة في بيان لها: "تؤكد حركة المقاومة الإسلامية حماس أن جماعة الشيخ ياسين ومقره فرنسا ليس له أو لرئيسه عبد الحكيم الصفريوي أي علاقة تنظيمية بالحركة".
واستنكرت بشدة "المحاولات الإعلامية المغرضة التي تسعى الى الزج باسم الحركة في معركة داخلية لسنا طرفا فيها"، مؤكدة أن "معركتنا فقط ضد الاحتلال الصهيوني، من أجل الحرية والاستقلال".
وعلق الكاتب والصحافي الفلسطيني ياسر الزعاترة على هذا القرار: "هل سمع أحد من قبل عن جماعة بهذا الاسم، وهل سبق أن تورّطت ‘حماس‘ في أي عمل خارج الأراضي المحتلة؟!".
وأضاف الزعاترة في تغريدة له على تويتر: "ماكرون يهذي ويزايد على اليمين المتطرف في استهداف المسلمين، طلباً للشعبية، صمت أنظمتنا يغريه".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...