حصل حوالى 80 كلباً ضالاً في لبنان على ملاذ آمن في مونتريال، كندا، بعد أسابيع من انفجار مرفأ بيروت المروع الذي أسفر عن خسائر هائلة ودفع أصحاب هذه الكلاب وغيرها من الحيوانات الأليفة إلى مغادرة البلاد تاركينها خلفهم.
الانفجار الذي وقع في 4 آب/ أغسطس، ترك العاصمة اللبنانية في حالة خراب وفوضى تامّين: أكثر من 200 قتيل وستة آلاف مصاب ومئات آلاف المشردين وخراب عدد كبير من المنازل. لكنه أيضاً أثر سلباً على عدد لا يحصى من الحيوانات الأليفة في بيروت.
ترك الانفجار مئات الحيوانات مذعورة ومصابة. لم يكن وقعه بسيطاً على الحيوانات التي انهار عالمها فجأة ولم تعد حتى تجد أحضان ملاكها الذين تواروا.
غادر مربّوها البلاد وتركوها خلفهم… إيواء 80 كلباً ضالاً في مونتريال بكندا. برغم نجاتها من انفجار مرفأ بيروت، فقدت أصحابها و"الدفء" الذي يساعدها على تخطي الصدمة
في الأيام الأولى، فُقد نحو ألف من الحيوانات الأليف، وفق ناشطين. لحسن الحظ، شعرت بعض الحيوانات بالانفجار قبل ثوانٍ من وقوعه، فاختبأت وساهم هذا في إنقاذها، حسب ما أظهرت مقاطع فيديو متداولة.
لاحقاً، عاد الكثير منها -أو عثر عليها- وكانت في حاجة إلى استعادة رعاية أصدقائها أكثر من أي وقت مضى.
لكن، فيما يمر لبنان بأسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه المعاصر، ويشكو مواطنوه "فساداً لا يحتمل" من سلطته الحاكمة، قرر الكثيرون منهم مغادرة البلاد، وتركوا حيواناتهم وراءهم.
الجدير بالذكر أنه حين وقع الانفجار، كانت الحيوانات الأليفة تعيش وضعاً بائساً إذ أدت جائحة الفيروس التاجي إلى تخلي عدد كبير من المواطنين عن حيواناتهم الأليفة لعدم القدرة على الإنفاق عليها أو خشية من انتقال عدوى كوفيد-19 عبرها عقب ظهور أعراض المرض على بعض الحيوانات في مناطق مختلفة من العالم.
ملاذ آمن في كندا
بمساعدة عدد من جمعيات الرفق بالحيوان المحلية، يسعى الناشطون إلى تأمين سكن دائم وآمن لهذه الحيوانات. أسفر هذا الجهد أخيراً عن نقل نحو 80 كلباً ضالاً من بيروت إلى مونتريال وتبناها كنديون هناك.
تولّت إيواء هذه الكلاب الضالة منظمة "إنقاذ جميع الكلاب" (RAD) الكندية، ومقرها مونتريال، حيث سافر أعضاؤها إلى بيروت واصطحبوا الكلاب لدى عودتهم.
"فرصة ثانية للحياة في كندا"... انفجار مرفأ بيروت زاد بؤس الحيوانات الأليفة في لبنان بعدما تخلى الكثيرون عنها بسبب جائحة الفيروس التاجي لعدم القدرة على الإنفاق عليها أو الخوف من نقلها العدوى
وفي لبنان، تعاونت مع المنظمة الكندية جمعيات الرفق بالحيوان، أبرزها جمعية "Animals Lebanon"، التي تسعى إلى حماية الحيوانات عبر التشريع والتثقيف والتوعية وعمليات الإنقاذ، وجمعية "Beta Lebanon" التي تعرف اختصاراً بـ"BETA"، وهي معنية بـ"المعاملة الأخلاقية" للحيوانات وإنقاذها ورعايتها.
قالت هيلينيا حسيني من "بيتا لبنان" إن كلاباً كثيرة تُركت وفر أصحابها من البلاد، مبرزةً أنه عثر على نحو 80 كلباً بلا مأوى عقب انفجار المرفأ.
وتحاول RAD إنقاذ أكبر عدد ممكن من الكلاب لتخفيف الضغط على الملاجئ المحلية التي تحتاج إلى دعم مالي ومساعدات عدة. وهي تركز على تبني أقل الكلاب حظاً في لبنان، مثل الكلاب المريضة.
وساهم تبني كنديين الكلاب اللبنانية في منحها "فرصة ثانية للحياة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...