شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"نقلُه يُغضب الله" و"الحياة بوجوده"... لماذا يقوم كثر بوضع مصحف أو إنجيل في السيارة؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 22 أكتوبر 202009:43 ص

في جولةٍ على إحدى الطرق السريعة في مصر، يبدو لافتاً أن أغلب السيارات لا تخلو من كتب دينية في مُقدمتها أو أسفل زجاجها الخلفي، ولا يختلف الأمر كثيراً بين مصحف وإنجيل، فالتوجه واحد وهو التبرك من الكتاب الديني والشعور بالأمان من فكرة وجوده في السيارة، أو حتى مجرد الالتزام بعادة متوارثة.

لا يقدر أحدٌ أن يجزم متى بدأت هذه الظاهرة، لكن روايات من يحتفظون بكتاب ديني في سياراتهم تُظهر أهمية هذه المسألة في حياة العديد من الأشخاص، وتمسكهم بوجود الكتاب الديني في سيارتهم حتى لو كانوا على قناعة بأن "الله وحده هو الحامي".

"قلبي يطمئن مع المصحف"

محمد أسامة هو سائق أجرة يبلغ من العمر 30 عاماً، ويسكن في حي الدقي. ينقل محمد بسيارته كل صباح الركاب إلى حي بولاق الدكرور، ثم يُعيد الدورة من بولاق إلى الدقي إلى أن تنتهي فترة عمله التي تتجاوز التسع ساعات يومياً.

عند سؤال محمد عن سبب وضع المصحف في سيارته، يقول: "هو في حد يقدر يتحرك والعربية ما فيهاش المصحف، طبعاً الحامي ربنا بس ده كلامه، وهو في أغلى من كلام ربنا نحطه في العربية (السيارة)، فيه ناس ما بتعرفش تنام إلا والمصحف جنب راسهم".

محمد أسامة

استلم محمد سيارة "الميكروباص" من صاحبها للعمل عليها منذ أربع سنوات، وخلال هذه الفترة لم يفارق المصحف السيارة حتى تراكمت فوقه الأتربة وفسد غلافه وتمزقت بعض صفحاته، ورغم ذلك يؤكد أنه يقضي وقت انتظار دوره في الموقف بين قراءة المصحف وغسل السيارة وصيانتها.

لا يؤمن محمد أن المصحف يحميه، فهو كما يقول يعرف أن الحماية لا تكن إلا من الله، لكنه يشعر أن قلبه يطمئن لوجود المصحف في السيارة، ولا يفكر في نقله لأن السيارة ليست ملكاً له ولا المصحف ذاته. هكذا استلمها وهكذا يعيدها لصاحبها، يختم كلامه.

"المصحف يصون أي شيء"

عمر الشحات هو مخرج مسرحي يبلغ من العمر 28 عاماً. اشترى سيارته منذ ثلاثة أعوام، ويخرج فيها كل يوم من منزله في منطقة شيبين القناطر إلى حي العجوزة حيث مسرح "الغد".

يقول عمر الذي درس الشريعة الإسلامية خلال فترة الدراسة قبل الجامعية في السعودية إنه حرص منذ اليوم الأول على وضع مصحفين في السيارة، الأول لحمايتها والثاني للقراءة، وهو يعتقد أن خلو السيارة من القرآن قد يُعرّضها أو يُعرّض صاحبها لمكروه.

عمر الشحات

ويعتقد المخرج المسرحي أن وضع المصاحف في السيارات يحفظها، نافياً أن يكون "كتاب الله" مجرد شيء للتبرك، فكما يقول: "المصحف كلام الله، يعني أنه يصون أي شيء ويحمي صاحبه، مثل الصلاة حيث كل فرض يحمي المصلي حتى موعد إقامة الفرض الذي يليه".

"نقل المصحف يُغضب الله"

يوافق عمر في هذه النظرة لدور القرآن في السيارة كل من شوقي شبايك وقاسم شريف.

الأول يبلغ من العمر 67 عاماً ويعمل في النجارة منذ أن كان في العاشرة عن عمره، ويمتلك ورشة في شارع الطالبية في حي فيصل. لم يتلق شوقي تعليماً جيداً ولم يكمل كما أقرانه حفظ القرآن في كُتّاب قرية "نكلا" في محافظة الجيزة، لكنه يعتقد أن المصحف يحفظ السيارة ويزيدها بركة، ولا يفكر في إزالة النسخة الممزقة منه والموجودة في سيارته منذ 21 عاماً.

شوقي شبايك

الحال نفسه مع قاسم الذي يعمل سائقاً على سيارته ميكروباص، فهو يؤمن أن نقل المصحف قد يغضب الله فيتعرض لضرر هو أو السيارة. والمصحف في سيارته حالياً موجود فيها منذ اشتراها قبل خمس سنوات.

قاسم شريف

قبل ذلك، عمل قاسم سائقاً لزوجة رجل أعمال في التجمع الخامس لمدة أربع سنوات، وفي تلك السيارة لم يكن المصحف يفارق ناظريه أبداً، كما يقول.

"عادة توارثها الناس"

ينظر البعض إلى وضع المصحف في السيارة نظرة منطقية تحليلية، ومن هؤلاء المحامي أشرف سليمان الذي يبلغ من العمر 50 عاماً.

وُلد أشرف في محافظة كفر الشيخ ولا يزال مقيماً فيها، وهو يخرج عادة من منزله متوجهاً إلى مقر عمله على بعد نص ساعة، وينتقل بسيارته بين محاكم ونيابات الوجه البحري في القاهرة ودمياط والدقهلية.

حَرِص عمر منذ اليوم الأول على وضع مصحفين في السيارة، الأول لحمايتها والثاني للقراءة، وهو يعتقد أن خلو السيارة من القرآن قد يُعرّضها أو يُعرّض صاحبها لمكروه... عمر كما كثر غيره لا تخلو سياراتهم من مصحف أو إنجيل، للتبرّك به أو للشعور بالأمان أو حتى لمجرد الالتزام بعادة متوارثة 

يصف أشرف وضع المصحف في سيارته منذ 20 عاماً بالقول: "ببساطة شديدة هي مجرد عادة محمودة طلعنا لقينا الناس بتعملها"، مستنكراً أن يتعامل البعض مع الأمر بعاطفة شديدة، لأن "الناس جميعاً في معية الله، ولا علاقة لوجود المصحف بجوار الإنسان أو غيابه"، وفق تعبيره.

أشرف سليمان

لا يرى أشرف تأثيراً سلبياً أو إيجابياً لوجود المصحف في السيارة، منوهاً بالقول: "سيارات كثيرة تتعرّض لحوادث وفيها مصاحف وأناجيل وسُبحات وصلبان"، معبّراً عن اعتقاده بأن "الله فقط هو من يحفظ العبد".

ورغم أن أشرف باع سيارته الأولى بالمصحف الذي كان فيها، ويرفض إزالة المصاحف من سيارته، إلا أنه يشير إلى عدم شعوره بالخوف لغيابه، مبرراً أن وجوده سببه الحرص على قراءته خاصة في أوقات الانتظار.

"سيبقى في السيارة"

"القرآن ليس معبوداً من حجارة أو من تمر، فهو كتاب لا يملك ضرراً أو نفعاً في التأثير على مصير سائق السيارة"، حسب ما يقول حسن السرجاني.

حسن هو شاب مصري درس الفلسفة الإسلامية في كلية الآداب في القاهرة، ويبلغ من العمر اليوم 29 عاماً. رغم حصوله على درجة الماجستير، لكنه يعمل سائقاً على سيارته مع شركة "أوبر"، ورغم رأيه حول تأثير وجود المصحف في السيارة، إلا أنه يؤكد حرصه على ألا تخلو الأخيرة منه.

حسن السرجاني

يربط حسن وجود المصحف في السيارة بكونه "حاجزاً يبعده عن المعاصي"، معلقاً بالقول: "أنا ممكن أكون رايح أرتكب معصية بسيارتي وماشي وعاقد العزم وفجأة أشوف المصحف قدامي، فأستغفر الله وألمس لحيتي وأقول لربنا أنا خجلان إني كنت ناوي أرتكب ذنب وكلامك في سيارتي".

يرى حسن أن "الخير بيد الله وهو وحده القادر على حماية العباد من الشر"، مع ذلك بات يشعر بـ"خوف غريب" من نقل المصحف، بعدما تعرض لحادث عندما أخذ ابنه المصحف من السيارة لحفظ "سورة يس".

"الله ينظر إلى نية العبد"

يضع أستاذ الفقه ورئيس جامعة الأزهر السابق عبد الحي عزب شرط النية لتحديد الحكم الشرعي في وضع المصحف في السيارة، مبتدئاً حديثه بالحديث النبوي القائل: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى..."، موضحاً بذلك أن النية هي الأساس الذي يدور حوله أي عمل للإنسان في الحياة.

ويشدد عزب على أن "الله وحده صاحب الحق المطلق في أمر النظر إلى نوايا العباد، حتى إذا كنا نظن أن وضع المصاحف للزينة من شأنه أن يأثم العبد؛ لأن المصحف الشريف منزه عن ذلك"، لافتاً إلى أنه "لا بد أن نتقرب لله بكل عمل نقوم به، لذلك إذا وضع الإنسان المصحف في سيارته بنية التبرك، فنيته خالصة لوجه الله".

في المقابل، يلفت عزب إلى ضرورة عدم التعامل مع المصحف على أنه "تميمة"، مؤكداً على "ضرورة العمل بما جاء في كتاب الله؛ لأن الله أنزله لضبط حياة الإنسان النفسية والروحية والاجتماعية مع الآخرين".

"النبي أجاز التبرك بما يخصه"

لا يرى أستاذ الشريعة الإسلامية والفقه المقارن في جامعة الأزهر سيد عبده خريشي مشكلة في وضع المصاحف في السيارات بنية التبرك أو الحفظ والرعاية.

يستشهد خريشي بما جاء في القرآن بأن "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد 28)"، ليقول إن الحماية التي يحققها المصحف هي حماية نفسية، مشدداً على "ضوابط" وضع المصحف في السيارة كـ"التقدير والحفاظ عليه والعناية به ووضعه في مكان طاهر وظاهر ومرتفع ونظيف يبعد عن القذارات ومواضع الأقدام".

يذكر خريشي بأن الأتراك في العصر العثماني كانوا يعظمون المصحف، فإذا أراد أحدهم الخروج من غرفة وضع فيها مصحفاً كان لا يولي ظهره للمصحف احتراماً له.

"أخاف أن أضع الإنجيل في سيارتي"

مارينا عماد نجيب هي فتاة قبطية من صعيد مصر تعيش في القاهرة، تبلغ من العمر 27 عاماً، وتعمل في مجال الدعاية والإعلان في إحدى الشركات في مصر الجديدة. لمارينا قصة مختلفة مع الكتاب المقدس، فرغم أنها تؤمن إيماناً قاطعاً بأنه يحميها دائماً ولا بد أن يكون بصحبتها لكنها تريد ألا يظهر أمام الناس، موضحة أن الأمر قد يثير غضب البعض وهو ما يؤدي إلى نتائج سلبية على سلامتها الشخصية.

رغم أن مارينا لم تتعرض لعنف بسبب دينها، لكنها تظن أن وجود الإنجيل في السيارة قد يؤدي إلى أذيتها، وتحكي قصة جارة لها تعرضت سيارتها للاعتداء في أحد شوارع بني سويف، ورغم أن نسخة الإنجيل لم تكن ظاهرة ولم تُسرق الحقيبة التي كانت في المقعد الخلفي، لكن مارينا تعتقد أن هذا "الحادث الغامض سببه وجود الإنجيل في السيارة"، خاتمة كلامها بالقول: "الإيمان في القلب، وأهم حاجة نعمل باللي في الكتاب".

"الإنجيل ليس للزينة"

مينا شكري حنا هو شاب قبطي يبلغ من العمر 32 عاماً، يعمل في إحدى شركات التسويق الإلكتروني في القرية الذكية في حي المعادي، ويؤمن إيماناً راسخاً بأن "الرب في قلوبنا في أي وقت وأي مكان"، لكنه لا يخرج من منزله في مدينة السادس من أكتوبر إلى المعادي قبل أن يتأكد من وجود الإنجيل في السيارة.

قبل الانطلاق يقرأ مينا عدة آيات من "مزامير داوود"، وخلال طريقه كثيراً ما تتعطل الحركة المرورية بسبب ازدحام السيارات، فيستغل ذلك الوقت في مراجعة الوصايا والتعاليم، وفق قوله. 

مينا شكري حنا

يؤمن مينا بأن الكتاب لا يملك نفعاً إلا إذا عمل الإنسان بما جاء فيه، موضحاً أنه ليس قطعة للزينة والأهم من وجوده أن "يكون في قلب العبد، فهناك الكثير من السيارات تُقلب على الطريق بداخلها الكتاب المقدس، وأيضاً العصاة يضعون الإنجيل لكنهم لا يعملون بما جاء فيه".

"نحن في حراسة الله وليس الإنجيل"

مايكل موسى شاب قبطي يعمل مهندساً وخادماً كنسياً في نطاق أبرشية شبرا الخيمة حيث يسكن.

اشترى مايكل سيارته الأولى منذ سبع سنوات، وكما جرت العادة وضع الإنجيل فيها، وبعد مرور أربع سنوات باع السيارة لأحد جيرانه فظل الكتاب المقدس بداخلها.

عندما اشترى مايكل سيارة جديدة لم يضع نسخة أخرى من الكتاب المقدس، وظل ينتقل بها من منزله إلى كنائس شبرا الخيمة ويقضي أغراضه ولم يفكر في وضع الكتاب مرة أخرى، فهو يرى أن "الأمر لن يختلف كثيراً سواء وضعت صليباً أو الكتاب المقدس في سيارتك؛ لأن الله هو الحامي والحارس، ونحن في يد الله شخصياً".

يؤمن مايكل أن لا أحد يقدر على حمايته إلا بإرادة الله، ولن يضع الكتاب لأنه لن يجد وقتاً للقراءة في السيارة، متسائلاً: "لماذا أضع الكتاب ولا أستخدمه؟".

"التبرك بالكتاب المقدس مُسَلَّم به"

يعزو الشماس كريستوفر النزهي الحاصل على دبلوم العلوم الكنسية من معهد الدراسات القبطية سبب وضع الكتاب المقدس في السيارات إلى النية في القلب، موضحاً أن الأقباط يعلمون جيداً أن الحماية بيد الله وحده وأن الله يتعامل مع البشر وفق إيمانهم القلبي؛ لأنه هو من خلق القلوب ويعلم ما بداخلها.

يؤمن مينا إيماناً راسخاً بأن "الرب في قلوبنا في أي وقت وأي مكان"، لكنه لا يخرج من منزله قبل أن يتأكد من وجود الإنجيل في السيارة... يبدو لافتاً أن أغلب السيارات لا تخلو من كتب دينية، ولا يختلف الأمر كثيراً بين مصحف وإنجيل، فالتوجه واحد وهو التبرك والشعور بالأمان

يرى كريستوفر أن "وضع الإنجيل في السيارة يهدف إلى التبرك المُسلّم به في العقيدة المسيحية، وهذه البركة تُستمد من كل ما يتعلق بيسوع المسيح مثل وضع الصلبان والأيقونات، ويبدأ الأمر من داخل المنازل وأبوابها ويمتد إلى السيارات فتوضع أيقونات القديسين مثل مار جرجس والملائكة مثل جبرائيل".

الإنجيل حياة ووجوده أمر جميل"

يصف القمص هارون وهو أحد رجال الكنيسة الأرثوذكسية الكتاب المقدس بقوله "فيه روح وحياة"، ويشير بهذا المعنى إلى ما ورد في الإنجيل من أن "اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي، أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا، اَلْكَلاَمُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ (إنجيل يوحنا 6: 63)"، معلقاً بأن "الإنجيل الذي هو كلمة الله فيه روح وحياة للمؤمنين، لذلك وجود الكتاب في أي مكان أمر جميل ولا بأس فيه، لكن ذلك يتطلب أن يكون للعبادة وليس الزينة أو التباهي على الآخرين". 

ويذكر القمص أنه "لا يوجد في الأمر حلال أو حرام، موضحاً أن ما لا يحقق الاستفادة لا بد أن نتركه ويحصل كل منا على ما يناسبه، فالأصل أن يعيش المؤمن كما يحق لإنجيل المسيح بما يحقق الاستفادة الروحية".

ويشير رجل الدين إلى أن الإنجيل ليس لمجرد حفظ السيارة فهو لن يقرأ نفسه، و"لا بد أن يتذوق الإنسان حلاوة الرب كما ورد في الإنجيل ′ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ (مز 34: 8)′، فهنا لا بد أن نهتم به قراءة وعناية ونعمل بما فيه وليس مجرد مظهر فقط"، مشدداً على أن "بركة الكتاب المقدس لا تحل إلا إذا عمل الإنسان بما جاء فيه، فهو ليس تميمة أو تعويذة تجلب الحظ أو الرزق".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image