أطلق مجلس الصحة الخليجي حملةً عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتوعية حول خطورة التحرش الجنسي بالأطفال وتبعات السكون عنه أو عدم دعم الطفل الضحية، مصححاً بعض المفاهيم المخطئة في هذا الشأن.
عبر وسم #ما_ينسكت_عنه، انطلقت الحملة، مساء 11 تشرين الأول/ أكتوبر، بمقطع فيديو يظهر التعامل المخطىء للأهل مع محاولات الأبناء الإفصاح عما قد يتعرضون له في حالات التحرش الجنسي وحتى الاغتصاب.
وعرّف مجلس الصحة الخليجي التحرش بالأطفال بأنه "كل تلميح أو لفظ أو فعل صادر عن رغبة جنسية لطفل تحت عمر الـ18 سنة"، مبرزاً أن ذلك قد يكون "لفظياً بالعبارات والمصطلحات الجنسية الصريحة وغير الصريحة، أو بصرياً بمشاركة الطفل صوراً أو فيديوهات إباحية بشكل مباشر أو عبر الإنترنت، أو جسدياً بالاعتداء باللمس أو الاغتصاب بجميع مراحله".
"الصمت ليس حكمة والسكوت ليس علامة رضا"... مجلس الصحة الخليجي يطلق حملةً للتوعية بشأن خطورة السكوت على التحرش الجنسي في دول الخليج، ويحذر من تفلّت الجناة ولوم الضحايا
ونبّه إلى أن التحرش بالأطفال لا يتطلب اتصالاً جسدياً كاملاً بين المتحرش والطفل، معتبراً أن "الإيماءات والملاطفة غير اللائقة من أشكال التحرش بالأطفال التي قد تنتهي بالاغتصاب". وقال إن 90% من حالات التحرش بالأطفال تقع في الدائرة القريبة للطفل.
تصحيح المفاهيم
في سلسلة تغريدات، ركّز المجلس الخليجي المتخصص على تصحيح المفاهيم الشائعة المخطئة، فأوضح أن "الصمت ليس حكمة، لأن صمت العائلة عن المتحرش يهدم شخصية الطفل، ويجعل المتحرش يتمادى".
وتابع: "السكوت ليس من ذهب، لأن عدم خلق بيئة آمنة بين أفراد العائلة للحديث بكل أمان يجعل الطفل أكثر عرضة للتحرّش والخوف من الحديث عن هذا التحرش".
وأضاف المجلس: "هذه ليست قصة الراعي والذئب!"، في إشارة إلى تلك القصة الشهيرة التي تروى للأطفال عن الراعي الكاذب. وحث الأهل على تصديق الأبناء وخلق بيئة آمنة تدفعهم إلى عدم الإخفاء.
وأشار إلى أن "السكوت ليس علامة الرضا، لأن سكوت الطفل عن المتحرش لا يعني رضاه، فالطفل دائماً ضحية، وليس شريكاً في الجريمة".
وعبر موقع مخصص للحملة، قدم المجلس الخليجي بعض النصائح لـ"الوقاية" من التحرش بالأطفال، أبرزها: الاستماع إلى الطفل وتصديقه دائماً، وتعريفه على جسده وعلى الفرق بين اللمسات الآمنة وغير الآمنة، والحذر من الأشخاص الذين يبالغون في التودد للأطفال أو يميلون إلى قضاء وقت طويل معهم، وتدريب الطفل على التصرف في المواقف المخيفة أو غير المريحة.
وحث الأهل على ضرورة تقديم العلاج الجسدي والنفسي للطفل عقب هذه التجربة الأليمة للتغلب على آثارها، لافتاً إلى جدوى تقوية الروابط الأسرية في مثل هذه الحالات.
ومن التوصيات التي تقدمها الحملة للأهل لدى تعرض طفلهم لمثل هذه التجربة: الهدوء وطمأنة الطفل، وتشجيعه على الحكي، وإبلاغ الجهات الأمنية، وطلب المساعدة الطبية، وحماية الطفل من تكرار التجربة، مع الترداد على مسامع الطفل أنه ليس مذنباً.
"المتحرش يبحث عن الصامت، يبحث عن الذي اعتاد أهله الانشغال عنه وإسكاته، يبحث عن الذي هيأه أهله ليسهل التحرش به"... أطباء نفسيون يسعون إلى توعية الخليجيين بشأن خطورة صمت الأهل عن التحرش بأطفالهم
"حملة مُرعبة لكن مهمة"
وقال معلقون خليجيون إنه على الرغم من أن فكرة الحملة "مُرعبة لكن الموضوع مُهم جداً ويجب على الأهالي استيعابه"، داعين إلى تثقيف الأطفال في هذا الشأن كون السكوت "مصيبة".
وحذر بعضهم من أن الطفل قد يتشجع للبوح بما يتعرض له من تحرشات واعتداءات مرة واحدة فقط، لافتين إلى أن "ردة فعل الأهل" هي التي تحدد ما إذا كانوا سيتخطون هذه التجربة وتتعزز ثقتهم في أنفسهم، أو يمضون حياتهم مع مشاعر لوم الذات والإحساس بالذنب والإخفاء.
وحثت مها المنيف، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري في السعودية، متابعيها على التفاعل مع الحملة قائلةً إن "فيها الكثير من المعلومات العلمية القيمة لحماية الأطفال من التحرش... تابعوها وشاركوا أطفالكم المعلومات". وأعاد حساب وزارة التعليم السعودية مشاركة فيديو الحملة.
وقال عبدالله غازي، الطبيب والاختصاصي في الاستشارات النفسية العائلية، "ساهموا معنا في نشر الوعي". وقالت استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين، سميرة علي الغامدي، إن الحملة "رائعة وتمس كل طفل"
وأثنى المعالج النفسي أسامة الجامع على ما جاء في الحملة، مؤكداً أنه "لا يمكن أن يتمادى المتحرش إذا رأى طفلاً واثقاً من نفسه، ومتصلاً بأسرته، ومعتاداً التعبير عن مشاعره".
وتابع: "المتحرش يبحث عن الصامت، يبحث عن الذي اعتاد أهله الانشغال عنه وإسكاته، يبحث المتحرش عن الذي هيأه أهله ليسهل التحرش به".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون