في العام 1982، عندما سأل الفيلسوف والناقد الأدبي الفرنسي جيل دولوز في حواره مع الكاتب والمؤرخ الفلسطيني إلياس صنبر، وهو من مؤسسي مجلة الدراسات الفلسطينية التي تصدر في باريس ورئيس تحريرها، "شيء ما نضج عند الفلسطينيين برغم عدم تحقيقهم لأهدافهم، ماذا حدث بالضبط؟"، أجاب صنبر "لقد درسنا فلسطين، وحققنا وجودنا خارج إطار اللجوء".
أوضح صنبر حينها أن الدراسات الفلسطينية أظهرت أن فلسطين ليست شعباً لاجئاً فقط، ولكنها أرض أيضاً: "إنها الرابط بين هذا الشعب وأرضه المنهوبة، وهي المكان الذي يحدث فيه الغياب والرغبة العارمة بالعودة". هذا المكان الفريد، على حد تعبير صنبر يحمل ضمن مكوناته كل عمليات التهجير التي عاشها شعبنا منذ عام 1948، "فعندما يضع المرء فلسطين في عينيه ويدرسها ويبحث فيها ويتبع كل حركة تحصل فيها، سيلاحظ كل تغيير حتى قبل أن يحدث، لأنه يخزن تاريخاً من الصور عنها، باختصار، هذا يعني أنها لم تغب يوماً عن ناظريه".
وبرغم غنى التجربة الفلسطينية مع الاحتلال واتساعها وفرادتها، إلا أن هذه الاستثنائية لا تنسحب على الاستيطان الاستعماري فيها، الذي لا يعدو كونه نمطاً شبيهاً بالهيمنة الاستعمارية الأوربية، ادعى التفوق الغربي تيمناً بها، واستحقر الفلسطينيين على غرار ما فعلت مع السكان الأصليين في مستعمراتها. من هنا، نشأ بعد نكبة الـ48 نهج ظهر في الأعمال الأدبية والبحثية للكتاب والباحثين الفلسطينيين وصف الحركة الصهيونية على أنها حركة استيطانية مستعمرة تعتدي على الشعوب الأصلية.
فلسطين هي الرابط بين الشعب وأرضه المنهوبة، وهي المكان الذي يحدث فيه الغياب والرغبة العارمة بالعودة، لذلك عندما يضع المرء أرض فلسطين في عينيه ويدرسها، فإنه يخزن تاريخاً من الصور عنها، وكأنها لم تغب يوماً عن ناظريه
وفي أغسطس من عام 2018، حضرت العديد من منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية المؤتمر السنوي للأمة الحمراء The Red Nation في نيو مكسيكو، لتصرح بأن يوم الثامن من أكتوبر، الذي يصادف "يوم الشعوب الأصلانية"، يحتفل به رسمياً في الولايات المتحدة على أنه "يوم كولومبوس"، أي وصول كريستوفر كولومبوس في عام 1492 إلى أراضي السكان الأصليين التي تعرف الآن باسم "الأمريكتين"، ووصول الهيمنة الأجنبية إلى شعوبها الأصلية.
وبالمثل، فإن تاريخ النكبة الفلسطينية في عام 1948، حين تم تهجير 85٪ من الشعب الفلسطيني قسراً من أرضهم ودمرت أكثر من 500 قرية من أجل إقامة دولة إسرائيل، يصادف يوم "استقلال إسرائيل"، ولكي تقصي سلطات الاحتلال الذاكرة الجماعية الفلسطينية بشكل "قانوني" أقر الكنيست الإسرائيلي عام 2011 "قانون النكبة" الذي يتضمن منع التمويل العام لأي مؤسسة تحتفل بيوم استقلال إسرائيل على أنه يوم حداد، منتهكة بذلك حقوق 1.6 مليون فلسطيني من مواطني إسرائيل بالحفاظ على تاريخهم.
انطلاقاً من هذا السياق، طرحت جلسة من الاجتماع السنوي لجمعية دراسات الشرق الأوسط (MESA) دراسة عن سكان فلسطين الأصليين، بتاريخ 8 أكتوبر من العام الجاري الموافق لـ"يوم الشعوب الأصلانية"، والتي أعدتها أماندا بطارسة، بروفيسورة الأدب العربي والأدب المقارن في جامعة كاليفورنيا، بعنوان "أنا من هناك، أنا من هنا: دراسة عن سكان فلسطين" I Am from There, I Am from Here": Indigenous Studies, "Placing" Palestine, and Epistemological Possibilities.
MESA هي جمعية غير ربحية تعنى بدراسات أكاديمية وأبحاث من منطقة الشرق الأوسط تهدف إلى تكوين فهم للمنطقة وشعوبها، وكجزء من هدفها لتطوير التعلم وتسهيل التواصل وتعزيز التعاون، ترعى المنظمة منذ عام 1967 اجتماعاً دولياً في خريف كل عام، لعرض الأبحاث والتبادل الفكري والابتكار التربوي في المنطقة.
الأصلانية كحركة سياسية واجتماعية
دائماً ما تعود فكرة الأصلانية للظهور عند الحديث عن فلسطين، وسواء دار النقاش حول الأدب أو الجغرافيا البشرية أو النظريات العرقية، تبرز مواجهة الفلسطينيين للاحتلال الاستيطاني بصفتهم شعباً أصلانياً. ولهذا تضمن المنتدى باحثين من عدة تخصصات في الأنثروبولوجيا والأدب وعلم الاجتماع، ليضع دراسات الأصلانية ضمن إطار سياسي ومفاهيمي كرسه تعاون منظمة دراسات الشرق الأوسط مع مركز دراسات السكان الأصلانيين في العالم CWIS.
تناولت الأبحاث مختلف الممارسات التي يعمد إليها الفلسطينيون داخل وخارج فلسطين لتأكيد جذورهم وتقويض منطق الاحتلال باستعمار الأرض ونزع الملكية والإبادة. وقد ساهم هذا التعاون في تعزيز الحوار بين المنظمتين حول مفاهيم الوطنية والتحرر التي تواجه إرثاً من القوميات البائدة في خضم ممانعتها لسياسات الاحتلال الاستيطاني.
ومن خلال التطبيق العملي لمختلف التخصصات على أرض فلسطين- كالاستفادة من الصيغ الشعبية للمعرفة الجغرافية المكانية، والممارسات الزراعية اليومية، وسرديات المكان في الأدب- حمّل الباحثون التحليلات الاستعمارية الاستيطانية المسؤولية عن ظهور الأصلانية، لأن وجودها كفئة سياسية ونظرية اجتماعية تهدف للحفاظ على الهوية والذاكرة، يتأتى بسبب سيطرة هياكل القوى الاستعمارية الاستيطانية على خرائط الحياة الأصلانية- بمختلف أبعادها البشرية ومعارفها وعلاقاتها وبيئتها الطبيعية وحياتها البرية – ومحاصرتها ومنعها من قبل هذه القوى.
خلق المكان في الرواية الفلسطينية
يتسم المنطق الزمني، بالنسبة للفلسطينيين، بالتكرار والركود والانهيار، ما يحصر تجاربهم التاريخية في تبعات نكبة عام 1948 التي لم تنته حتى اليوم. يعبّر "الحيز الزمني" الفلسطيني إذن، عن استمرار حاضر لصدمات الماضي، ولذلك تشكل إعادة "الحيز المكاني" إلى المركز، كموضوع لتحليل التاريخ الفلسطيني، عامل تصدٍ لأدوات التفوق الاستعماري المزعوم.
تعيد دراسة فلسطين كمكان جغرافي وبيئة طبيعية وثقافية، جريان التاريخ إلى المنطقة بعد أن حصرته تبعات النكبة المستمرة منذ عام 48 في دوامة التكرار والركود والانهيار
وفي بحثها "خلق المكان في الرواية الفلسطينية"، تناقش أماندا بطارسة أهمية المكان والزمان بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون الترويج الاستعماري الاستيطاني لنظريات التفوق الغربي التي تزيح السكان الأصليين من كلا الحيزين. تحاول بطارسة، من خلال فتح الأبواب أمام السرد الأدبي الفلسطيني الذي يعيد خلق المكان، "تمزيق شرك الخطاب الاستعماري الليبرالي الذي يصور تحرر السكان الأصليين على أنه نضال محصلته صفر مقابل تقدم وامتيازات دولة المستوطنين".
يركز تحليل بروفيسور الأنثروبولوجيا كيث باسو لـ "خلق المكان" على المعارف الأصلانية، أي التحول من التحليل المرتكز على الزمن إلى التحليل الذي يركز على المكان، لأن المكان على حد تعبيره هو جزء لا يتجزأ من الهوية والذاكرة، ووسيلة لإعادة كتابة التاريخ. ولذلك تعتمد بطارسة على دراساته بالإضافة إلى ما قدمه باحث الفولكلور الفلسطيني توفيق كنعان في العشرينيات من القرن الماضي عن الجغرافيا البشرية.
بحث كنعان في مكونات البيئة الطبيعية بالنسبة للفلاح الفلسطيني من أشجار ومحاصيل وموارد مائية وبشرية وصولاً إلى مزارات الأولياء، التي دافع عنها ودعا إلى احترامها حتى لو قامت على الخرافة لأنها تدخل في نسيج المكان والسكان. وبناء على هذا، تجادل بطارسة أن البناء السردي لـ "عوالم المكان" الأصلاني يملي منطقه التحليلي حسب المكان وليس الزمان.
من خلال تتبع السردية الفلسطينية من التراث الشعبي وحتى الأنماط الأدبية الفلسطينية المعاصرة، تتضح قدرة سرديات خلق المكان على حفظ الثقافة الأصلانية من جهة، وعلى زعزعة ادعاء الأحقية بالانتماء المكاني كما تطرحه النماذج الاستعمارية، من جهة أخرى. نجد هذا في المثال الذي تطرحه بطارسة من كتاب ليلى الحداد وماغي شميت "مطبخ غزة: رحلة طهي فلسطينية" (2012) The Gaza Kitchen: A Palestinian Culinary Journey.
الكتاب عبارة عن مزيج من وصفات الأطعمة الغزاوية، ورحلة ثقافية في التأثيرات الاجتماعية والسياسية على الطعام وطرق تحضيره، استغرق إعداده من المؤلفتين قرابة عامين من الترحال عبر قطاع غزة بدأ منذ صيف 2010، والتعمق في التاريخ والاقتصاد والعلاقات الحدودية والتحولات الثقافية، من خلال جمع معلومات من الناس، عن تحضير الطعام والحصول على المكونات، وتصوير رحلتهما بأكملها.
أما كتاب "سرحات فلسطينية: ملاحظات حول مشهد متلاشٍ" (2007) Palestinian Walks: Notes on a Vanishing Landscape للمحامي الفلسطيني رجا شحادة، والذي فاز بجائزة أورويل البريطانية للعام 2008، فيقوم على وصف مكاني بلغة أدبية تسبر تغير المعالم الطبيعية والجغرافية والقانونية في الضفة الغربية تحت الاحتلال.
يسلط التحليل المتمحور حول المكان، في هذين المثالين، الضوء على نوع من السرد الوطني/ سرد الأرض يوسع نطاق التحليل الأدبي الفلسطيني ليشمل أجناساً أدبية متنوعة، ويقدم في الوقت نفسه فرصة لإعادة تقييم القراءات الشائعة للرواية الفلسطينية، لفصولها أو دوائرها الزمنية أو حالة السكون في أحداثها التي غالباً ما تُعزى إلى أزمة انقطاع التاريخ الفلسطيني بالنكبة.
لقاء الأصلانيين العالميين
يقول إلياس صنبر "نحن أيضاً هنود أمريكيون بالنسبة للمستوطنين اليهود في فلسطين. في نظرهم مهمتنا الوحيدة تتلخص في الاختفاء. وبهذا فمن المؤكد أن تأسيس دولة إسرائيل يعيد إنتاج العملية التاريخية التي ساهمت بتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية".
وبالفعل، فإن تكرار التاريخ لدورته عند الشعبين قد أدى إلى لقاءات وتبادلات حصلت بين نشطاء وعلماء وكتاب فلسطينيين وهنود أمريكيين على مدار الخمسين عاماً الماضية. وفي بحثها "العلاقات العالمية: خريطة تاريخية للصلات بين الفلسطينيين والسكان الأصلانيين"، تؤرخ إيمان غنايم، طالبة دراسات عليا في جامعة إلينوي الإنجليزية، لتلك المحاورات.
الفلسطينيون، هنود أمريكيون بالنسبة للمستوطنين اليهود في أرضهم، وفي نظرهم مصيرهم الوحيد هو الاختفاء، كما لو أن تأسيس دولة إسرائيل يعيد إنتاج العملية التاريخية التي ساهمت بتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية
يمكّننا البحث في العلاقات التي أقامها الفلسطينيون والهنود الأمريكيون على مدى العقود الماضية، من أن نقيس التأثير الفعلي لمقاومة السكان الأصليين واستمرارها وعالميتها، كما يكشف هذا التاريخ عن المكون العضوي لهذه العلاقات عبر لحظات من الاعتراف المتبادل والتجارب المشتركة للشعوب الأصلانية مع العنف الاستعماري.
تؤكد الباحثة على أهمية مد جسور بين المفاهيم النظرية والتجريبية لدراسات السكان الأصليين ودراسات الشرق الأوسط ودراسات اللاجئين والشتات. وتستعين، لهذه الغاية، بأبحاث إدوارد سعيد وليان هاو وستيفن ساليتا ولين بيتاساموساكي سيمبسون وأمل عقيق ونيك إستس، لتضع تصوراً لمفهوم "الانتقال" (بني على فرضية "انتقال النظريات" لإدوارد سعيد) لوصف فعل هذا الاتصال.
ولأن محو التاريخ والهوية الثقافية يشكل أداة جوهرية من أدوات الاستعمار الاستيطاني، فإن الحوار العالمي يبرز القوة الثابتة لحراك الفلسطينيين ومقاومتهم، ليس في الجغرافيا فحسب، بل عبر الأبحاث المتخصصة العابرة للحدود أيضاً.
جغرافيات متصارعة
لقد طورت إسرائيل تقنيات للمعرفة الجغرافية الحصرية على الضفة الغربية، لكن على الرغم من هذه التقنيات لاحتكار المكان، أعمل المشاركون العاديون في نظام النقل العام الفلسطيني، المفاهيم الأصلانية ضمن مساحة الضفة الغربية من أجل التنقل، كتعبير عملي عن رفضهم لهذا الاحتكار. وقد تجسد هذا في خرائط محلية اعتمدوها في التنقل اليومي.
شكلت هذه الخرائط موضوع بحث أعدته بروفيسورة الفنون في جامعة كاليفورنيا مريم غريفين، بعنوان "خرائط الطرق والجغرافيات المتصارعة: التنقل الجماعي الفلسطيني عبر الفضاء المستعمَر". جمعت غريفين بين المفاهيم الأساسية للجغرافيات المتصارعة، ومقاومة الاستعمار، وآليات النجاة، ولعل ما يثري البحث، بشكل أساسي، هو ما يتضمنه من خرائط مرسومة يدوياً لطرق سيارات الأجرة من قبل سائقين متمرسين في الضفة الغربية.
تجادل الباحثة، بالاستناد إلى دراسات السكان الأصليين والنظريات الجغرافية، أن المعرفة المكانية التي يتم تشكيلها بشكل جماعي والتي تمثلها هذه الخرائط أو ترمز إليها هي مصدر قوة لمقاومة الاستعمار. هذه المعرفة ترفض وتقوض المنطق الاستعماري الاستيطاني لحصرية ملكية المكان والمزاعم المزيفة عن أصل المستوطنين.
فبينما فرض سياق التوسع الاستعماري الاستيطاني الإسرائيلي عبر أراضي الضفة الغربية، قيوداً على سهولة حركة الفلسطينيين، سعت المجتمعات الفلسطينية إلى جعل التنقل الذاتي يعمل كفعل مقاومة في وجه استراتيجيات الحشد والتعبئة الإسرائيلية، لتشكل قوة المعرفة المكانية إحدى الآليات الفاعلة الرافضة للتحكم بتنقل الفلسطينيين وتقييده أو منعه أو الحد منه.
طلبت غريفين، كجزء من عملها الميداني، من سائقي سيارات الأجرة في مركز عبور بيت لحم رسم خرائط يدوية لطرقهم المعتادة بين المدن، وقد عكست هذه الخرائط الطبيعة الجماعية الروتينية لعملية تجميع ونشر المعرفة المكانية بين السكان. "تمثل الخرائط التي قاموا بإنشائها الممارسات اليومية لصراع الجغرافيا" تقول غريفين، "وفي هذا الصراع، تمكن الفلسطينيون من القبض على دفة التحكم في التنقل الجماعي عبر الفضاء المستعمَر".
انتفاضة الزيتون
في كتابه "التطهير العرقي في فلسطين" (2007)، ختم إيلان بابيه، مؤرخ يهودي ألماني معادٍ للصهيونية، بإشارته إلى أن محولات الصهاينة في زراعة غابات صنوبرية تشبهاً بالطابع الأوربي على أنقاض كروم الزيتون في القرى الفلسطينية المحتلة، باءت بالفشل. وفي ظاهرة هي الأولى من نوعها في علوم الزراعة، بحسب بابيه، شوهدت هذه الصنوبريات وقد فلقها فرع الزيتون ليحيا من جديد، كما لو أن الزيتون ينتفض في وجه الاحتلال الذي حاول أن يطمسه.
هذا ما حاولت طرحه ليلى شريف، بروفيسورة علم الاجتماع والإثنوغرافيا وباحثة في الدراسات الأمريكية الآسيوية، في بحثها "انتفاضة الزيتون: صراع الفلسطينيين لتحرير الطرق الغذائية والأرض والشجرة". فاعتبرت أن أشجار الزيتون هي من أقدم سكان فلسطين التي يعود تاريخها لأكثر من 5000 عام، وأحد مكونات الهوية الوطنية والذاكرة الشعبية والمكانية.
أنى يتم إعداد الطعام وحصاد الزيتون في فلسطين، هناك ذاكرة تقاوم الاحتلال بكل أشكاله، لأنها تقوم على سرد قصص تؤرخ لمكان وتعيد حركة لزمان يُراد القول إنهما اختفيا أو لم يكونا موجودين من الأساس
ولأن سبل عيش الفلسطينيين تعتمد بشكل كبير على زراعة الزيتون ومنتجاته لأغراض طهوية وجسدية وروحية وثقافية، بحسب شريف، أصبح استهلاك زيت الزيتون الفلسطيني شائعاً وعابراً للحدود الوطنية. وبرغم انتهاك أراضيهم، لا يزال الفلسطينيون يزاولون الصناعات القائمة على زيوت الزيتون والصابون لتظهر على رفوف المراكز التجارية في جميع أنحاء العالم.
"تسترجع فلسطين في الذاكرة من خلال الممارسات اليومية المتعلقة بالزيتون وصناعاته، والتي تربط الفلسطينيين بأرض وثقافة يراد القول إنهما اختفيتا أو غير موجودتين"، تقول الشريف، لذلك حرصت على تقديم فهم لطرق الطعام الفلسطينية الأصلانية وممارسات الحصاد والذاكرة المتعلقة بهما، بصفتها مكاناً لإنتاج المعرفة الجغرافية والتطبيق العملي المناهض للاستعمار.
تؤدي النساء الفلسطينيات أيضاً دوراً محورياً في مواجهة المحو الممنهج للتقاليد والتراث من قبل الاحتلال. ومن خلال إضفاء الطابع السياسي على الأعمال المنزلية اليومية واللحظات الأسرية الحميمة، تكشف المرأة الفلسطينية عن أشكال التمرد في المواقع التي تبدو وكأنها ساكنة، لتثبت أن الشعوب الأصلية ليست خاملة أو متلقية سلبية لاختفاء تقاليدها: أنى يتم إعداد الطعام وحصاد الزيتون، هناك ذاكرة تقوم على سرد قصص تؤرخ المكان والزمان، وتقاوم الاحتلال بكل أشكاله.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع