شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
في فلسطين قبل 300 ألف سنة…

في فلسطين قبل 300 ألف سنة… "الرجل الجليلي" أول من اخترع "الألعاب النارية"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

ثقافة

الخميس 8 أكتوبر 202007:38 م

خَلُصت دراسة جديدة إلى أن أول من اخترع تقنية الألعاب النارية هو "الرجل الجليلي" الذي سكن كهف قاسم في فلسطين قبل 300 ألف عام، استناداً إلى الأدوات التي عثر عليها فيه.

تقوم الدراسة على فكرة أن أشباه البشر الذين عاشوا في الكهف منذ 420 ألف سنة إلى 200 ألف، قاموا بتسخين أحجار الصوان المنتشرة في فلسطين على الموقد لكن ليس في النار مباشرةً قبل تشكيلها في أدوات محددة.

اللافت أن الدراسة، التي أجراها باحثون في معهد وايزمان الإسرائيلي وجامعة تل أبيب، تتحدث عن "تعمد تسخين" هذه الأحجار لجعلها أسهل في التشكيل وابتكار الأدوات منها، وهي القدرات التي اعتُقِد طويلاً أنها مقصورة على الإنسان العاقل الذكي.

وكان صعباً التأكيد أن الأحجار جرى تسخينها عن عمد قبل 300 إلى 400 ألف عام، لكن الباحثين هذه المرة استخدموا تقنيات متطورة لتحليل الأدوات الحجرية التي اكتشفها علماء الآثار سابقاً في كهف قاسم، واستنتجوا أن هذه الأدوات -من شفرات تشبه السكين ورقائق- مصنوعة من الصوان المسخن بدرجات حرارة مختلفة، وهذا ما يدلل على القصد.

تحكم عالٍ في النار

إن الآثار البشرية التي عُثر عليها في الكهف هي عبارة عن أسنان 13 أو 14 من الأسلاف الذين سكنوه. وهي تبدو أكثر حداثة من أشباه البشر، كما تظهر فيها خصائص الإنسان الحديث والنياندرتال، وهذا ما يشير إلى نوع جديد من البشر. 

ذات يوم، اعتقد علماء الآثار أن الشفرات كانت خاصة جداً، ولا يمكن صنعها إلا بواسطة الإنسان العاقل.

"أول من اخترع تقنية الألعاب النارية كان ‘الرجل الجليلي‘ قبل نحو 300 ألف عام"... دراسة حديثة ترجّح

تفيد الترجيحات بأن سكان كهف قاسم كانوا "الرجل الجليلي" Galilean Man. 

وخلصوا من ذلك إلى أن "الرجل الجليلي" كان "أول من اشتهر باستخدام النار لغير طهو الطعام وأول من استخدم تقنية الألعاب النارية لصنع الأدوات الحجرية".

تدعم الدراسة الجديدة أيضاً النظرية القائلة إن سكان الكهف تمكنوا من "إشعال الحريق والسيطرة على النار، والاستخدام المنتظم لها".

ورأى الباحثون أنه كان باستطاعتهم السيطرة على الحريق -وحتى نقله- منذ اليوم الذي انتقلوا فيه إلى الكهف.

وهم لم يكونوا أول من سيطر على النيران حيث تم إثبات هذه المهارة أيضاً في موقع "جسر بنات يعقوب" في فلسطين الذي يمتد عمره إلى 800000 عام. لكن لا يبدو أن سكان هذا الموقع أتقنوا فن تسخين الصخور قبل تفتيتها. وهذا ما لم يكن معروفاً قبل الاكتشاف الحاصل في كهف قاسم.

وليس مستبعداً أن يكون "الرجل الجليلي" اكتشف قدرته على التحكم في النار لأول مرة بطريق المصادفة. أي كان لديه نار في الكهف، وحجارة صوان بالقرب منه، فاكتشف أن التعامل معها أسهل وهي ساخنة. يُحتمل أيضاً أن يكون الأمر بدأ بالتجربة والخطأ.

أما عن سبب تسخين الحجارة عند درجات حرارة مختلفة، فأغلب الظن أنه ارتبط بتطور طبيعة الأدوات الحجرية مع مرور الوقت، تبعاً لتقدم التطور والظروف البيئية والفريسة المتاحة. فالأداة الحجرية التي تصلح لقنص غزال ليست هي التي تناسب اصطياد أرنب وهكذا.

وكانت دراسات أخرى قد أشارت إلى أن أشباه البشر القدامى اهتموا بتناول الحيوانات الضخمة.

ويُقال إن الوجبة المفضلة للبشر القدامى في بلاد الشام كانت الفيلة. لكن الظن السائد أنه في الفترة التي سكن فيها "الرجل الجليلي" كهف قاسم، كان الفيل قد انقرض أو على وشك الانقراض وأصبحت الفريسة الرئيسية "للإنسان الجليلي" هي الغزلان وغيرها من الحيوانات الصغيرة، التي احتاجوا لأجل اصطيادها إلى أدوات أكثر دقة من تلك المستخدمة في اصطياد الفيلة والحيوانات الكبيرة الحجم.

يقود هذا لاستنتاج آخر، هو أن كهف قاسم "شهد أول ظهور للشفرات المنتظمة في العالم".

هذا الظهور الأول للشفرات له علاقة بالتحكم الجيد في النار. وهذا ما يعني أنه برغم استخدام الناس النار قبل سكان كهف قاسم، فإن الأخيرين برعوا في "السيطرة عليها سيطرة تامة".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard