شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
مع عودة الإصابات للارتفاع في دول عدة... أين أصبح لقاح كورونا؟

مع عودة الإصابات للارتفاع في دول عدة... أين أصبح لقاح كورونا؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 23 سبتمبر 202009:07 م

بينما تشهد دول عدة حالات ارتفاع مجدداً في إصابات كورونا، يعلق العالم آماله على حدوث تطور سريع للقاح يساعده على الخروج من الأزمة الصحية والاقتصادية التي خلّفها الوباء.

تحركت شركات الأدوية العالمية بسرعة غير مسبوقة للحصول على لقاح، وساعدها على ذلك تطوع عشرات الآلاف من الأشخاص في أكثر من اثني عشر دولة، لإجراء تجارب على أجسادهم لمعرفة فاعلية التركيبات التي يعمل الباحثون عليها في مكافحة الفيروس.

إذا نجحت اللقاحات، كما تشير الاختبارات المبكرة، فسيتم على الفور الضغط على الزر لإنتاج أكبر كمية من هذا اللقاح، وبسرعة لم يسبق لها مثيل، خصوصاً في ظل رغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنجاز هذه المهمة قبل الانتخابات الرئاسية.

إنتاج اللقاحات

بحسب منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 300 لقاح حول العالم، يتم اختبار 40 منها تقريباً على البشر، بينما وصل تسعة منها فقط إلى المرحلة النهائية في بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا.

يتم تطوير أحد اللقاحات التسعة في المملكة المتحدة بواسطة بواسطة شركة "AstraZeneca" في جامعة أوكسفورد، واثنين في الولايات المتحدة بواسطة شركة "Pfizer"، بالشراكة مع شركتي "BioNTech" الألمانية و"Moderna" الأمريكية؛ وأربعة لقاحات في الصين عبر شركات "Sinovac Biotech" و "CanSino Biologics" و "Sinopharm"، وأحد هذه الشركات تتعاون مع شركة أمريكية متعددة الجنسيات، إضافة إلى لقاح روسي بدأوا في إنتاجه.

وقد وقّع عدد كبير من الحكومات على عقود شراء اللقاحات التسعة. ويأمل الباحثون أن يمنع اللقاح الأفراد تماماً من الإصابة بالعدوى، إلا أن هذا الهدف شبه مُستبعد تحقيقه، لأن سلالة فيروسات كورونا أو الإنفلونزا الأخرى لم يسبق أن وُجد لقاح يحول تماماً دون الإصابة بها.

بدلاً من ذلك، هناك هدف أكثر واقعية، يتبناه معظم مطوري اللقاحات خصوصاً في بريطانيا والولايات المتحدة، وهو الوقاية أو علاج الأعراض المصاحبة لكوفيد 19.

وقال أندرو بولارد الذي يقود تجارب شركة "AstraZeneca" في جامعة أوكسفورد لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية: "ما نريده من اللقاح هو منع دخول الأشخاص إلى المستشفى والذهاب إلى العناية المركزة والموت".

المناعة والآثار الجانبية

نظراً لتزايد عدد الخبراء الذين يحذرون من احتمال أن يمنح اللقاح مناعة "مؤقتة" فحسب في مواجهة الفيروس، فإن الباحثين يريدون "تعزيز" الاستجابة المناعية في وقت لاحق بجرعة أخرى مهمة.

وفي رد على هذا التحدي، قالت رئيسة فريق عمل اللقاحات التابع للحكومة البريطانية كيت بينغهام: "المُفترض في الوقت الحالي هو أننا نريد توفير لقاح يوفر حصانة لمدة عام".

بحسب منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 300 لقاح حول العالم، يتم اختبار 40 منها تقريباً على البشر، بينما وصل تسعة منها فقط إلى المرحلة النهائية في بريطانيا والولايات المتحدة والصين وروسيا... وقد وقّع عدد كبير من الحكومات على عقود شراء اللقاحات التسعة

وفقاً للصحيفة البريطانية، فقد تم تصميم العديد من اللقاحات المرشحة الحالية ليتم تناولها على جرعتين، لزيادة فرصة تحفيز الاستجابة المناعية لأطول مدة ممكنة.

وقالت بينغهام: "حتى لو كان لديك لقاح يتم تناوله على جرعتين، فقد تحتاج إلى تعزيز الاستجابة المناعية بجرعة كل عام".

تستخدم كل من شركات "AstraZeneca" البريطانية و"CanSino" الصينية ومعهد أبحاث "Gamaleya" الروسي ناقلاً فيروسياً من الصعب جداً تعزيزه بجرعة أخرى.

وقد أثار طرح فكرة أن الناس قد يتم دفعهم إلى تناول جرعة كل عام مخاوف من أن يكون خلفها "أغراض تجارية"، إذ ستضطر دول العالم لشراء جرعات كل عام لمواطنيها.

تعرضت بعض تجارب هذه الشركات إلى انتكاسة خطيرة، فعلى سبيل المثال، أدت التجارب المبكرة للقاح شركة "مودرنا" الأمريكية، عندما تلقى المشاركون جرعة تزيد عن ضعف قوة الجرعة التي تلقاها آخرون، إلى تعرض 20% منهم لآثار جانبية حادة منها صداع وحمى.

واضطرت شركة "AstraZeneca" إلى إيقاف التجارب مرتين بعد إصابة المشاركين بأعراض خطيرة، لكن عادت للعمل مرة أخرى، فيما لا يزال البحث معلقاً في الولايات المتحدة.

ما هي الدول التي اشترت الجرعات حتى الآن؟

تُعتبر هيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدمة التابعة للحكومة الأمريكية هي المنفق الأكبر حتى الآن على تطوير اللقاحات، حيث وزعت أكثر من 10 مليارات دولار لتمويل أبحاث وتجارب الشركات.

وفقًا لبيانات "دويتشه بنك"، فإن المملكة المتحدة طلبت مسبقاً أكثر من خمس جرعات لكل مواطن من ستة لقاحات تجري تجربتها في المرحلة النهائية، وقامت كل من الولايات المتحدة وكندا واليابان بالخطوة ذاتها.

إجمالاً، فإن إبرام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان ودول غنية أخرى اتفاقيات على هذا النحو مع الشركات المنتجة يعني أن الدول الغنية التي تمثل 13% فقط من سكان العالم اشترت أكثر من نصف الجرعات المقررة من الشركات المذكورة، وفقاً لمنظمة "أوكسفام".

متى سيتم توفير اللقاح في الأسواق؟

بحسب توقعات العلماء، فإن موعد تقديم أول جرعة من اللقاح ستكون في تشرين الأول/أكتوبر من هذا العام، وهذه تُعتبر أكثر التقديرات تفاؤلاً، أما أكثرها تشاؤماً فتشير إلى أن أول جرعة ستخرج في منتصف عام 2021.

وقال مسؤولون في شركة "مودرنا" التي يتم اختبار لقاحها على 30 ألف متطوع، إن دراساتهم قد تسفر عن نتيجة بحلول نهاية العام الجاري، على الرغم من أن التحليل النهائي قد يتم في الربيع المقبل.

لقاح كورونا قد يتم طرحه خلال أسابيع، وسط جدل حول ضرورة تناول جرعة كل عام لتعزيز المناعة وهو ما يحقق مكاسب مالية ضخمة للشركات، وحول احتمال طرح ترامب اللقاح - ولغايات انتخابية - قبل إجراء التجارب بشكل كامل

ويتباهى المسؤولون التنفيذيون في شركة "Pfizer" الذين وسعوا نطاق تجاربهم السريرية إلى 44 ألف مشارك، بأنهم قد يعرفون أن لقاحهم يعمل بفاعلية بحلول نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل.

ويمكن لترامب الذي يبدو عازماً على الإعلان عن اللقاح قبل إجراء الانتخابات الرئاسية أن يأذن قانوناً بإعطائه على الرغم من اعتراضات الخبراء والمسؤولين في إدارة الغذاء والدواء وحتى الشركات المصنعة للقاحات الذين تعهدوا بعدم إطلاق أي لقاح إلا إذا ثبت أنه آمن وفعال، بحسب "فاينانشال تايمز". 

وحذر العلماء لأشهر من أن إدارة ترامب قد تحاول الفوز في الانتخابات بـ"مفاجأة أكتوبر"، ما يسمح بإعطاء لقاح لم يتم اختباره بالكامل، بينما قال المحامي ويليام شولتز، والذي عمل كمفوض سابق لإدارة الغذاء والدواء للسياسات ومستشاراً عاماً لإدارة الصحة الأمريكية: "لا أعتقد أن الناس مجانين لتصديق ذلك".

وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة " KFF " الأمريكية قد وجد أن 54% من الأمريكيين لن يخضعوا للقاح المصرح به قبل الانتخابات. وقال مدير مركز أبحاث الأمراض المعدية الدكتور مايكل أوسترهولم: "أعتقد أنه سيكون هناك صرخة غير مسبوقة من مجتمع الصحة العامة، وهذا سيكون أسوأ كابوس لي لأننا سنربك الجمهور كثيراً".

إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image