تسببت شابة أمريكية من أصول عربية بغضب واسع داخل ألمانيا بعد نقلها فيروس كورونا إلى نحو 25 شخصاً نتيجة تجاهلها تدابير الحجر الصحي وترددها إلى الحانات واختلاطها بعدد كبير من الأشخاص برغم ظهور أعراض الإصابة عليها.
أفادت بذلك الصحف الألمانية والأمريكية التي حددت هوية الشابة بأنها ياسمين عدلي (26 عاماً) الموظفة المدنية لدى الجيش الأمريكي، تحديداً في المنتجع الفندقي الترفيهي لتمركز قواته في ألمانيا.
بحسب التقارير الإعلامية، لم تلتزم عدلي، التي وصفت بـ"الموزعة الفائقة" لكورونا، الحجر الصحي بعدما عادت من رحلة قصيرة في اليونان. عوضاً عن ذلك، ترددت إلى بضع حانات في مدينة غارميش-بارتنكيرخن البافارية لـ"الاحتفال" مع أصدقائها وقامت بـ"تقبيل واحتضان عدد كبير منهم"، حسبما تظهر صور ومقاطع فيديو متداولة إعلامياً، من دون أن تنتظر نتائج اختبار كوفيد-19 الخاص بها.
"شكرت لزملائها مشاركتهم إياها في ‘حفل كورونا‘"... أمريكية من أصل عربي قد تواجه السجن بتهمة الإهمال في ألمانيا بعدما نقلت كورونا إلى العشرات وتسببت بإعادة إغلاق مدينة
ويحقق مكتب المدعي العام في ميونيخ مع الشابة الأمريكية في ارتكاب "إهمال أدى إلى الأذى الجسدي" بعدما تسبب احتفالها بـ"ارتفاع حاد" في عدد الإصابات بالفيروس في المدينة وسط توقعات بظهور إصابات جديدة نتيجة خالطتها نحو 700 شخص. وهي التهمة التي تتراوح عقوبتها بين السجن ستة أشهر حتى 10 سنوات.
وعلقت أندريا ميير من النيابة الألمانية قائلةً: "لدينا شك أولي. لذا نحقق الآن".
عودة إلى الإغلاق
وكان قد طُلب من عدلي البقاء في المنزل حتى ظهور نتيجة التحليل الخاص بها لكنها لم تفعل، وهذا ما دفع مسؤولين وصحف محلية إلى اتهامها بـ"تجاهل الحجر الصحي عن عمد"، ووصفها بـ"القاتلة المحتملة"، مطالبين بإنزال عقوبات شديدة عليها. ووُجّهت اتهامات في ألمانيا إلى المنتجع الذي تعمل فيه الشابة بالتشجيع على "ثقافة الإخفاء" و"تجاهل بروتوكولات الحجر الصحي".
القفزة الحادة في عدد الإصابات في المدينة، وفي النزل الذي تعمل فيه عدلي أدى إلى إعادة فرض تدابير الإغلاق في العاشرة مساءً، ومنع تجمع أكثر من خمسة أفراد حول الطاولة في الأماكن المغلقة و10 في الأماكن المفتوحة، و100 شخص حداً أقصى في الاحتفالات والمناسبات. وتجاوز عدد الإصابات في المدينة التي يسكنها 88424 شخصاً الـ55 يومياً، وهو العدد الذي لم تشهده في ذروة تفشي الفيروس.
وفي بيان نقلته "سي أن أن"، قال الجيش الأمريكي إن المجمع الذي تعمل فيه الموظفة سيغلق أسبوعين بعدما ظهرت إصابات عديدة بين العاملين فيه والمترددين إليه.
وأضاف: "كإجراء احترازي، وُضع أيضاً موظفون إضافيون كانوا على اتصال مباشر مع الموظفة التي تأكدت إصابتها، في الحجر الصحي. تعمل المنشأة مع الاختصاصيين الطبيين في الجيش الأمريكي والمسؤولين الطبيين المحليين لتقييم الوضع وإجراء تتبع الاتصال".
"الموزِّعة الفائقة والقاتلة المحتملة"... برغم ظهور أعراض الإصابة بكورونا عليها، ظلت ياسمين عدلي تتردد إلى حانات مدينة ألمانية حتى نقلت الفيروس إلى 25 من زملائها على الأقل وعدد غير معروف من 700 شخص خالطتهم
"نموذج مثالي للغباء"
ومن دون الإشارة إلى عدلي صراحةً، حذر رئيس وزراء بافاريا ماركوس سويدير من ارتفاع عدد الإصابات بكورونا في الولاية. وأضاف أن السلطات المحلية يجب أن تفكر في فرض غرامات "ضخمة" على سلوك الإهمال، معتبراً أن ما حدث في غارميش-بارتنكيرخن "حالة نموذجية للغباء" وللإهمال الذي ينبغي المعاقبة عليه.
ولم تتحدث عدلي علناً إلى وسائل الإعلام. كما لم يذكر الجيش الأمريكي في بيانه أي معلومات تخصها. لكن ثمة مواقع تداولت صوراً من رسائل نصية وجّهتها إلى رفاقها الذين خرجت معهم أخيراً تشكرهم فيها على الذهاب إلى "حفلة كورونا" الخاصة بها.
لاحقاً زعمت عدلي: "لم أكن أعرف أنني كنت مصابة بكورونا عندما خرجنا".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينزاوية الموضوع لطيفة وتستحق التفكير إلا أنك حجبت عن المرأة أدوارا مهمة تلعبها في العائلة والمجتمع...
Bosaina Sharba -
منذ أسبوعحلو الAudio
شكرا لالكن
رومان حداد -
منذ أسبوعالتحليل عميق، رغم بساطته، شفاف كروح وممتلء كعقل، سأشاهد الفيلم ولكن ما أخشاه أن يكون التحليل أعمق...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعهذا ليس طبيعيا، وهو ينشئ في الحالات القصوى من اضطرابات ومشاكل نفسية. الإنسان العاقل عندما يواجه...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعAnyone that studies human psychology and biological functioning of the body and it's interactions...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوع'لا يسخر قوم من قوم', لا أذكر هذه العنصرية عندما كنت في المدرسة في الجنوب.
للأسف أن المعتقد...