شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!

"ثمن اللامبالاة والإهمال"... حريق هائل في مخيم موريا للاجئين في اليونان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 9 سبتمبر 202001:51 م

تحاول فرق الإنقاذ في اليونان السيطرة على الحرائق التي اندلعت، فجر 9 أيلول/ سبتمبر، داخل مخيم موريا للاجئين وفي محيطه، لإنقاذ نحو 12,700 من طالبي اللجوء الذين يؤويهم أكبر المخيمات في البلاد.

أُرسِل 25 رجل إطفاء وعشر آليات لإخلاء المخيم في جزيرة ليسبوس اليونانية، وسط مخاوف على سلامة المهاجرين. ويؤوي المخيم أربعة أضعاف طاقته الاستيعابية من المهاجرين (2800  شخص).

كيف اندلعت النيران؟

أفادت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية بأن النيران قد تكون اشتعلت إثر "تمرد" بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم عقب تأكد إصابتهم بفيروس كورونا، أو بعض أقربائهم. 

وقالت فرق الإطفاء، في بيان، إنها "مُنِعت من دخول المخيم لإخماد الحريق" من قبل لاجئين لدى وصولها، وهذا ما اضطرها إلى طلب تدخل قوات الأمن.

المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، صرح لتلفزيون "إي آر تي" العام بأن "جزيرة ليسبوس في حال طوارىء" وسط توقعات بانعقاد اجتماع حكومي "للبحث في الوضع بموريا واتخاذ التدابير اللازمة".

وانطلقت تعزيزات من قوات مكافحة الشغب إلى المكان، في حين أضاف بيتساس: "هناك 35 حالة إيجابية (بالفيروس) ويجب أن تُعزَل (...) لمنع تفشي الوباء. مُنِع كل اللاجئين من مغادرة الجزيرة".

"مُنِع جميع اللاجئين من مغادرة الجزيرة"... حريق يلتهم أكبر مخيم للاجئين في اليونان ويجعل نحو 12,700 طالب لجوء مشردين تماماً في ظل احتمالات مضاعفة للإصابة بفيروس كورونا

مع ذلك، يبقى سبب الحريق غير مؤكد، لا سيما في ظل حرائق في غابات وفي مناطق أخرى من جزيرة ليسبوس تؤججها الرياح القوية. كما أن ماركو ساندرون، منسق مشروع ليسبوس لمنظمة "أطباء بلا حدود"، صرح لـ"بي بي سي" بأنه من الصعب تحديد سبب الحريق، بعدما اندلعت عدة حرائق واحتجاجات مختلفة في المخيم سابقاً.

وأضاف: "إنه (المخيم) قنبلة موقوتة انفجرت أخيراً… الناس ظلوا في ‘ظروف غير إنسانية‘ في الموقع طوال سنوات".

وفيما دمرت النيران القسم الأكبر من المخيم المكتظ، قالت فرق الإطفاء إن "المخيم احترق بنسبة 99% ولا يزال مشتعلاً، ولا ضحايا بل جرحى أصيبوا بمشاكل تنفسية جراء الدخان".

نحو ثلاثة آلاف خيمة وآلاف الحاويات ومكاتب إدارية وعيادة داخل المخيم احترقت، بحسب موقع "ليسفوسبوت" المحلي.

في الأثناء، فر آلاف المهاجرين إلى حقول الزيتون المجاورة. وسار بعضهم إلى ميناء ميتيلين قبل أن تقطع قوات الأمن عليهم الطريق. 

واحتمى فريق ثالث بالتلال القريبة من المخيم، فيما تصاعدت سحابة من الدخان الأسود وغطت المكان.

معاناة مضاعَفة للاجئين

على الجانب الآخر، أشارت جمعية "ستاند باي ليسفوس" لدعم اللاجئين، في حسابها على تويتر، إلى تلقيها تقارير تفيد بأن السكان المحليين اليونانيين في الجزيرة منعوا طالبي اللجوء الفارين من التوجه إلى قرية مجاورة.

وأضافت: "المخيم كله مشتعل منذ عدة ساعات، كل شيء يشتعل بسبب قوة الرياح. ألسنة اللهب تنتشر بسرعة. المنطقة تدفع ثمن اللامبالاة والإهمال". وطالبت السلطات اليونانية بـ"التحرك بسرعة لإيجاد حل لإيواء طالبي اللجوء".

"قنبلة موقوتة انفجرت أخيراً"... السلطات اليونانية تتهم اللاجئين بإشعال النيران في أكبر مخيماتها تمرداً على قرارات بعزل مصابين بكورونا. لكنها تعترض سبيل من يحاولون الفرار من الحريق إلى مناطق مجاورة

ويضيف الحريق مأساة جديدة إلى معاناة لاجئي مخيم موريا الذي اكتشفت فيه أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الأسبوع الماضي. وفرضت العزلة على المخيم لمدة 15 يوماً منذ ذاك الحين.

ومع إجراء 2000 فحص، تبيّنت إصابة 35 شخصاً بالفيروس. وعقب الحريق، "تفرق المهاجرون واختلط المصابون بالبقية".

ولم ترفع القيود التي فرضت على مخيمات اللاجئين منذ أعلنتها الحكومة اليونانية في آذار/ مارس الماضي. وهذا ما اعتبرته منظمات حقوقية "تمييزاً" بعد رفع القيود عن بقية أنحاء البلاد مطلع أيار/مايو الماضي.

وبانتظام، تُدين منظمات الهجرة وحقوق الإنسان وضع حجز طالبي اللجوء في اليونان، وتصف مخيماتهم بـ"غير الملائمة لتطبيق تدابير الوقاية اللازمة لمنع تفشي الوباء".

وكثيراً ما ركزت هذه التقارير الحقوقية على "اكتظاظ وعدم احترام المعايير الصحية" في مخيم موريا على وجه الخصوص، مع تكرار الشجارات والاضطرابات فيه تبعاً لكثرة أعداد المهاجرين الذين يحتضنهم. فما بين كانون الثاني/يناير وآب/أغسطس الماضيين، طُعن خمسة أشخاص خلال 15 هجوماً في المخيم.

وتتكرر حوادث الحريق أيضاً، لكنها كانت محدودة في حاوية أو خيمة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image