خلال الشهر الماضي، تبنّت فلول تنظيم داعش في العراق 100 هجوم نُفّذ في جميع أنحاء البلاد، وهذا ما يشير إلى احتمال إعادة ترتيب التنظيم الإرهابي صفوفه، ويزيد المخاوف بشأن "عودة قوية" له.
أبرز تقييم صادر عن اتحاد بحوث وتحليل الإرهاب (TRAC)، في 3 أيلول/ سبتمبر، أن هجمات التنظيم في العراق زادت بنسبة 25% عن شهر تموز/ يوليو الماضي.
ولفت TRAC إلى أن الهجمات تركزت في "المناطق التي كانت تعتبر محررة" من الجماعات المتطرفة، وهذا ما يثير القلق الإقليمي والعالمي من عودة ظهور داعش بشكل مطرد "عبر الخلايا النائمة" بعد أكثر من ثلاث سنوات على دحره في البلاد.
مخاوف إقليمية وعالمية من "عودة قوية" للتنظيم الإرهابي… هجمات داعش في سوريا والعراق في ازدياد، وتحذيرات من "الخلايا النائمة" التي تجهد لإعادة ترتيب صفوفه
مخاوف متزايدة من عودته
قبل رحلته الأخيرة إلى واشنطن، صرح رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لوكالة "أسوشيتد برس" بأن بلاده لا تزال بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة في مكافحة تهديد الجماعة الإرهابية، برغم إعلانات متعاقبة من البيت الأبيض بشأن سحب قواته من المنطقة.
وأضاف: "في النهاية، نظل بحاجة إلى تعاون ومساعدة على مستويات قد لا تتطلب اليوم دعماً عسكرياً مباشراً ودعماً ميدانياً"، مشدداً على أن التعاون "سيعكس الطبيعة المتغيرة لتهديد الإرهاب" بما في ذلك التدريب المستمر والدعم بالأسلحة.
كذلك في سوريا التي كانت ذات يوم مركزاً لـ"الخلافة" المزعومة لداعش حتى الإعلان رسمياً عن هزيمة التنظيم هناك في آذار/ مارس من العام الماضي، واصلت مجموعات من الموالين لداعش شن هجمات قاتلة.
وقد أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، مطلع الأسبوع الجاري، مقتل أربعة من مقاتليها في هجمات لـ"الخلايا النائمة" لداعش قرب منطقة الدشيشة القريبة من الحدود العراقية.
الأمم المتحدة تحذر: "أكثر من 10 آلاف مقاتل من داعش ينشطون في العراق وسوريا، ويتنقلون بحرية في خلايا صغيرة بين البلدين، وهجمات التنظيم زادت العام الجاري زيادة كبيرة"
بعد يوم واحد من هذا الهجوم، أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجوم آخر قرب الحدود العراقية أيضاً، أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية. لم يتم التثبّت من صحة هذا الادعاء.
في 10 آب/ أغسطس المنتهي، نشر مركز معلومات شمال سوريا وشرقها "روجافا" (RIC) تقريراً رجّح فيه أن 79% من هجمات داعش في تموز/ يوليو الماضي وقعت في دير الزور (كبرى مدن الشرق السوري)، والهجمات المتبقية في الرقة (شمال سوريا) أو في منبج (شمال شرقي حلب). وكانت هذه المناطق معاقل للجماعة المتطرفة ذات يوم.
في الشهر الماضي، عبّر الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، عن مخاوف إضافية من أن مخيم الهول الكبير للاجئين (شمال سوريا) مكتظ بأسر مقاتلي داعش السابقين، وقد أصبح "أرضاً خصبة محتملة للتطرف وتجنيد إرهابيي المستقبل" في ظل الظروف السيئة هناك وسهولة تجنيد الأشخاص.
قال ماكنزي، في لقاء عبر الإنترنت، إنه يجب على البلدان الشريكة إعادة مواطنيها -وخاصة الأطفال- المحتجزين في المخيم أو المخاطرة "بفعل ذلك مرة أخرى" خلال مدة تراوح بين 10 و 15 عاماً.
وفي إحاطة افتراضية قدمها لمجلس الأمن، في 24 آب/ أغسطس الماضي، قال فلاديمير فورونكوف، مدير مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، إن نحو 10 آلاف مقاتل من داعش ينشطون في العراق وسوريا، ويتنقلون بحرية في خلايا صغيرة بين البلدين، مشيراً إلى أن عام 2020 شهد "زيادة كبيرة" في هجمات داعش في كلتا الدولتين مقارنة بعدد هجماته عام 2019.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...