من الواضح أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد فهم اللعبة التي يستخدمها سياسيو لبنان، وبشكل أدق، قادة العصابات المافيوية المسيطرة، والتي يمارسون فيها سياسة الابتزاز فيما بينهم، وخصوصاً ما يمارسه حزب الله حيال كامل المنظومة، فيديم سيطرتها ويهيمن بها على البلاد، كونه يدرك تماماً أنه من المتعذر عليه حكم لبنان مباشرة.
يمارس ماكرون الآن هذه اللعبة في ابتزاز كبار رؤوس المافيا المسيطرة وعلى رأسها حزب الله، فهو يعرف تماماً ما ارتكبوه من جرائم متنوعة أوصلت البلاد إلى الإفلاس والانهيار، وهو يعلم تماماً، وبالأسماء والأرقام، حساباتهم المصرفية من المال المنهوب والمهرب الى الخارج، فتمكّن منهم.
ليست فقط حساباتهم السياسية، بل أيضاً حساباتهم المصرفية، ما مكّن ماكرون من ابتزازهم وجرّهم، فصنع لهم صنماً فخرّوا له جميعاً ساجدين.
نعم، لقد هدّدهم بالأسماء قبل أن يسمي لهم رئيساً للوزراء، فكانت الاستشارات وكانت التسمية عربوناً لسكوته عن جرائمهم، واحتفاء الصاغرين بضيفهم الذي يعرف كيف يحقّرهم.
يمارس ماكرون لعبة ابتزاز كبار رؤوس المافيا المسيطرة وعلى رأسها حزب الله، فهو يعرف تماماً ما ارتكبوه من جرائم متنوعة أوصلت البلاد إلى الإفلاس والانهيار، وهو يعلم تماماً، وبالأسماء والأرقام، حساباتهم المصرفية من المال المنهوب والمهرب الى الخارج، فتمكّن منهم
مَكْرُ ماكرون لم يقتصر على القوى المسيطِرة، بل تمدّد في محاولة ليشمل المُسيطَر عليهم أيضاً، فكانت فيروز، أيقونة لبنان واللبنانيين والعرب أجمعين، والتي يعرف ماكرون تماماً أنها عندهم أهم من كل الساسة والسياسيين، كانت افتتاحية زيارته إلى لبنان من دون كل المسؤولين. لكنّه استُقبِلَ أمام منزل السيّدة بهتافات اللبنانيين الرافضين لمكره وتواطئه عليهم مع منظومة المُناهبة المسيطِرة الممسكة بعنق البلاد وأهلها حتى الانفجار الكبير، اللبنانيين الذين لم تنطل عليهم المناورة ولا ألْهَتْهم دغدغة المشاعر عن أوجاعهم المفرطة، هاتفين للحرية ورفضاً للسجود للصنم الذي صنعه ماكرون وأنزله على عجل، ليكون أداة جديدة لتمديد عمر ائتلاف المناهبة الحاكم المتحكّم بمصيرهم ولمد آجال مآسيهم.
لقد استقبل اللبنانيون زيارة ماكرون الأولى، إثر تفجير مرفأ بيروت، بين ركام مدينتهم، فكان أن عانقوه بحب حين بادرهم بالقول بضرورة تغيير النظام السياسي في لبنان.
اليوم، وبعد أن تكشفت حقيقة النوايا، ابتداء من تلويح وزير خارجيته بإمكانية زوال لبنان، وصولاً إلى تسمية السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة، ها هم يصرخون في وجهه: نحن أحرار نصنع قدرنا بأيدينا. يسقط مصطفى أديب. لا نريده
اليوم، وبعد أن تكشفت حقيقة النوايا، ابتداء من تلويح وزير خارجيته بإمكانية زوال لبنان، وصولاً إلى تسمية السفير مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة، ها هم يصرخون في وجهه: نحن أحرار نصنع قدرنا بأيدينا. يسقط مصطفى أديب. لا نريده.
قد يظنّ الرئيس الفرنسي الشاب أن بإمكانه استخدام السياسة الاستعمارية القديمة التي أسس لها نابليون بونابرت قبل نحو من قرنين، حين انطلق في حملته على مصر، يندّد بالحكام ويحاول التقرب من المحكومين، ويظهر جدية في احترام الرموز وتفانياً في تقديم المساعدة في التطوير والتغيير، لكنه على ما يبدو، لم يستمع للمقولة الشهيرة التي تؤكد أن التاريخ يعيد نفسه، إنما على شكل مهزلة لا أكثر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...