شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
في السجون السعودية… محاولة اغتيال رائف بدوي ومعتقلون أفارقة

في السجون السعودية… محاولة اغتيال رائف بدوي ومعتقلون أفارقة "تُركوا ليموتوا"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 31 أغسطس 202011:51 ص

"لقد تعرض زوجي رائف بدوي لمحاولة اغتيال داخل السجن من قبل سجين إرهابي متّهم بالانتماء لجماعة إرهابية"، بهذه الكلمات صرحت الناشطة السعودية إنصاف حيدر في 30 آب/ أغسطس.

وأضافت: "أُحيلت القضية إلى النيابة العامة، لذلك هو في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على الاستهتار بحياته".

"لا يعامل مثل البقية"

تعقيباً على ذلك، قالت الناشطة الحقوقية والكاتبة الليبرالية إلهام مانع: "وضع رائف بدوي يتدهور في السجن، أولاً تعرض لهجوم من زميل له زعم أنه ملحد، وثانياً تعامله سلطات السجن معه بشكل مختلف عن معاملة زملائه المعتقلين السياسيين، وتحرمه مما يمنح للآخرين بحسب القانون".

وذكرت مانع بأن السعودية بصدد ترؤس القمة المقبلة لمجموعة العشرين، لافتةً إلى أنه "حان الوقت للمملكة كي تتصرف وفقاً لالتزاماتها تجاه حقوق الإنسان".

بدأ إضراباً عن الطعام احتجاجاً على "الاستهتار بحياته"... رائف بدوي يتعرض لمحاولة اغتيال في سجنه من قِبل سجين على ذمة قضية إرهاب وصفه بـ"الملحد". أين حقوق الإنسان في السعودية؟

وبدوي (36 عاماً) معتقل منذ حزيران/ يونيو عام 2012 على خلفية تأسيسه "الشبكة الليبرالية السعودية" ومطالبته بالانفتاح وكبح جماح سلطة "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" الدينية. ومن الاتهامات التي وجهت إليه: "الإساءة للإسلام" و"عقوق الوالدين".

وعام 2014، حُكم بالسجن 10 سنوات مع غرامة قدرها مليون ريـال سعودي (267 ألف دولار أمريكي) وألف جلدة. ثم خفض الحكم في الاستئناف إلى السجن سبع سنوات و600 جلدة. وكان إعلان بدء تنفيذ حكم الجلد عليه علناً، عام 2015، قد أثار انتقادات دولية شديدة للمملكة.

 وسبق أن نفّذ بدوي إضرابات عن الطعام احتجاجاً على ظروف سجنه بدءاً من حرمانه التواصل مع أسرته وصولاً إلى حرمانه الكتب والأدوية.

اللافت أن كل ما دعا إليه المدون الليبرالي وتسبب بسجنه تحقق مع قدوم ولي العهد محمد بن سلمان إلى السلطة. وليس مفهوماً سبب غضب السلطات على المدون الفائز بجائزة جائزة ساخاروف لحرية الفكر وحقوق الإنسان من الاتحاد الأوروبي عام 2016.

سجون السعودية وحياة المعتقلين

يأتي الإعلان عن محاولة اغتيال بدوي في سجنه عقب تحذيرات متكررة أطلقها ناشطون ومعنيون بمعتقلي الرأي في السعودية من محاولة "التخلص من المعتقلين البارزين وقتلهم عبر الإهمال الطبي".

اشتدت هذه التحذيرات، التي انطلقت مع انتشار فيروس كورونا في المملكة وسط مخاوف من تأثير خطير على السجون المكدسة، عقب وفاة الكاتب السعودي صالح الشيحي بعد بضعة أشهر من الإفراج عنه. 

"تُركوا ليموتوا ورُميت جثثهم كما لو كانت قمامة"... صحيفة "التلغراف" توثّق بالصور انتهاكات وحشية مورست بحق معتقلين أفارقة في السجون السعودية. ما أساليب التعذيب التي قد يتعرض لها "معارضو بن سلمان" إذاً؟

وهذا ما دفع أسرة الناشطة المعتقلة لجين الهذلول إلى تحذير  السلطات من انتهاج أسلوب مماثل معها بـ"تجهيزها للموت وتسليمها إليهم لتموت بينهم" كما حدث للشيحي.

وفي تحقيق خاص نُشر في 30 آب/ أغسطس، وثقت صحيفة "التلغراف" البريطانية انتهاكات وحشية بحق معتقلين أفارقة في السجون السعودية، مبرزةً أن الكثير منهم "تُركوا ليموتوا" في ظروف مروعة وأن "الحراس كانوا يرمون الجثث إلى الخلف كما لو كانت قمامة".

وأوضحت الصحيفة أن صوراً التقطت بالهواتف المحمولة وأرسلت إليها تُظهر "عشرات الرجال الذين بدت أجسادهم هزيلة بلا قمصان وقد اصطفوا في صفوف مكتظة داخل غرف صغيرة ذات نوافذ بقضبان". أخبر هؤلاء الصحيفة أنهم "بصعوبة يحصلون على ما يكفي من الطعام والماء للبقاء على قيد الحياة".

في إحدى الصور، جثة مغطاة ببطانية وسط المعتقلين، قيل إنها لمهاجر مات من ضربة شمس. وصورة أخرى يتدلى فيها جسد مهاجر شاب من نافذة بعدما أقدم على الانتحار يأساً.

وقال مهاجرون للصحيفة إنهم تعرضوا للضرب على أيدي الحراس وسط سيل من الشتائم العنصرية. وقد أظهرت الصور المسربة عبر هاتف مهرب ندوباً وآثار ضرب على ظهورهم.

وأبلغ مهاجر إثيوبي الصحيفة: "الجحيم هنا. نُعامل كحيوانات ونضرب كل يوم. جريمتي الوحيدة هي مغادرة بلدي بحثاً عن حياة أفضل. ضربونا بالسياط والأسلاك الكهربائية وكأننا قتلة".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image