عقب 238 يوماً من الإضراب عن الطعام احتجاجاً على إدانتها بالانتماء إلى منظمة إرهابية وطلباً لـ"محاكمة عادلة"، توفيت المحامية التركية الكردية إبرو تيمتك المعتقلة منذ عام 2017.
عبر تويتر، أعلنت شركة "قانون الشعب" للمحاماة خبر وفاة تيمتك، مساء 27 آب/ أغسطس، عقب توقف قلبها في مستشفى بإسطنبول حيث تدهورت صحتها لإصرارها على الاستمرار في الإضراب عن الطعام طلباً لـ"العدالة".
في العام الماضي، حُكم على تيمتك وزميلها أيتاك أونسال بالسجن 13 عاماً وستة أشهر، وقرراً معاً الإضراب عن الطعام "لدعم مطلبهما بمحاكمات عادلة وتطبيق العدالة في تركيا" وإن كلفهما ذلك حياتيهما، لافتيْن إلى أن محاكمتيهما "لم تستند إلى أدلة"، وفق ما ورد في بيان تضامني للرابطة الدولية للمحامين ومنظمات أخرى صدر في 11 آب/ أغسطس الجاري. ولا يزال أونسال مستمراً في إضرابه وهو في المستشفى الذي نقل إليه مع تيمتك نهاية تموز/ يوليو الماضي.
"موت آخر على يد الدولة التي يجب أن تهتم بالمواطنين وتحميهم"... وفاة محامية تركية مدافعة عن حقوق الإنسان في السجون التركية عقب عدة أشهر من "صوم الموت" طلباً لـ"محاكمة عادلة" #EbruTimtik
"صوم الموت"
بدأت تيمتك وسبعة من زملائها من جمعية المحامين التقدميين الإضراب عن الطعام في 3 شباط/ فبراير الماضي، قبل أن تتوقف عن تناول مكملات السكر في 5 نيسان/ أبريل، محولةً إضرابها عن الطعام إلى ما يسمى بـ"صوم الموت".
وكان قد ألقي القبض عليها عام 2017، ووُجِّهت إليها اتهامات تتعلق بالإرهاب لدفاعها عن عملاء وُجّهت إليهم الاتهامات ذاتها على خلفية انتسابهم إلى حزب جبهة التحرير الشعبي الثوري (DHKP-C). يصنف الحزب منظمةً إرهابية في تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتبنّيه عدداً من الاغتيالات وتفجيرات انتحارية.
أثارت القضية، التي اتهمت فيها تيمتك و17 محامياً آخر، مخاوف المنظمات القانونية الدولية بشأن نزاهة المحاكمات في تركيا. واعتبرت جمعية المحامين التقدميين أن محامييها حوكموا بناءً على "أدلة مزورة وغير مقبولة".
ورفضت المحكمة طلبات الجمعية التحقق من الملفات الأصلية للرقميات المستخدمة دليلَ إدانة في القضية من قبل خبراء. كذلك رُفض طلب الدفاع الحصول على نسخة من الأدلة.
ووصل إجمالي الأحكام على المحامين في القضية إلى 159 عاماً في السجن.
"السلطات التركية تجاهلتها"
عقب وفاة تيمتك، قال نائب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، عمر فاروق جَرْجَرلي أوغلو: "كان الجميع يعلم أنها كانت تسير نحو وفاتها منذ أن بدأت إضرابها عن الطعام. طوال 238 يوماً، أهملوا صيحاتنا".
واتهم السلطات التركية بتجاهل تيمتك التي قال إنها "لم تكن تريد أن تموت".
ونعى مجلس الجمعيات القانونية في أوروبا، وهو اتحاد يجمع نقابات المحامين في التكتل، "ببالغ الحزن المحامية التركية التي ناضلت من أجل حقوق الإنسان"، مشدداً على ضرورة "استمرار التعبئة لدعم المحامين المضطهدين في تركيا".
وقال المحامي الحقوقي التركي سيزغين تانريكولو: "للأسف، فقدنا تيمتك بسبب الضمير المترنح للمؤسسة السياسية والقضائية. قبل وفاتها، كانت أمنيتها الوحيدة هي أن ترى بيئة محاكمة عادلة وصادقة".
#EbruTimtik’i ne yazık ki bu gece siyaset ve yargı kurumunun körelen vicdanı yüzünden kaybettik. Yaşamını yitirmeden önce tek isteği adil ve dürüst yargılanma ortamını görmekti.
— Sezgin Tanrıkulu (@MSTanrikulu) August 27, 2020
Ailesine, arkadaşlarına, sevenlerine ve müvekkillerine baş sağlığı diliyorum. pic.twitter.com/9xHyZxVfiS
وعبر تويتر، استنكر الممثل العالمي روبرت دي نيرو تصرف تركيا، وقال إن "محامية مسجونة أضربت عن الطعام احتجاجاً على الظلم في تركيا، فقدت حياتها!"، واصفاً ذلك بأنه "موت آخر على يد الدولة التي يجب أن تهتم بالمواطنين وتحميهم!".
ثالث وفاة لشخصية معارضة لأردوغان في السجون التركية هذا الشهر... منظمات حقوقية دولية ومحلية تطالب بـ "استمرار التعبئة لدعم المحامين المضطهدين في تركيا" ومعارضي الرئيس عموماً
وندد معلقون بنهج السلطات التركية مع تيمتك التي "اعتقلت ليس من أجل جريمة وإنما لممارسة مهمتها: الدفاع عن البشر"، معتبرين أنها قتلت عقاباً على "كونها محامية".
"مقبرة المعارضين"
ويتهم معارضون نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتعنت ضد معارضيه من الصحافيين والحقوقيين، خاصة أولئك الذين يقبعون في السجون، وبحرمان الكثير منهم من الرعاية الصحية اللازمة وبتجاهل مطالبهم المشروعة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، توفي الصحافي التركي مولود أوزتاش أيضاً في مستشفى سجن أفيون. رفضت السلطات التركية الإفراج عنه برغم إصابته بسرطان المعدة والفشل الكلوي وخضوعه لجراحتين أثناء اعتقاله، ضاربةً بالمناشدات الحقوقية للإفراج عنه عرض الحائط.
كذلك توفي قبل أيام الصحافي والمذيع فاتح ترزي أوغلو الذي أصيب بالسرطان أيضاً داخل سجن سيليفري. وكان محكوماً بالسجن ستة أعوام وثلاثة أشهر.
في الأثناء، تبقى حالة الصحافي أوميت غوغسان- المحتجز في سجن أفيون والمصاب بالسرطان أيضاً- متأخرة جداً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...