شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
تطوران في قضية

تطوران في قضية "روسوس" وبقاء شحنتها القاتلة في بيروت... تحقيق قبرصي ونفي من موزمبيق

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الجمعة 7 أغسطس 202012:06 م

يستمر السعي وراء الكشف عن حقيقة رحلة شحنة نيترات الأمونيوم التي كان يُفترض أن تصل إلى موزمبيق من جورجيا، حسب الرواية المتداولة، لكنها توقفت في العاصمة اللبنانية، وفي مرفأ بيروت بقيت البضاعة الخطرة لأكثر من ست سنوات، حتى حلّت الكارثة الكبرى مساء الرابع من آب/ أغسطس 2020.

تطوران جديدان تمّ تداولها في هذا الشأن، قد لا يقدمان إجابات وافية، لكنهما يندرجان في سياق التحقيق حول وجهة الشحنة الفعلية ولماذا تخلى مرسل الشحنة عنها بهذه السرعة كما متلقي الشحنة المفترض، وما أسباب بقائها في بيروت طيلة هذه المدة.

التطور الأول هو ظهور رجل الأعمال الروسي إيغور غريتشوشكين الذي كان قد استأجر السفينة وقتها وتولى مهمة الشحن إلى موزمبيق مقابل مليون دولار، بينما اختفى بعد احتجاز السفينة في بيروت وتخلى عنها وعن الفريق العامل عليها، منذ عام 2014، ولم يعد لمتابعة القضية طيلة هذا الوقت. أقله، لم تُظهر أي تقارير متداولة أي تصريح له أو متابعة قام بها في هذا الشأن.

ويوم أمس، في السادس من آب/ أغسطس، أعلنت الشرطة القبرصية أن رجل الأعمال، المقيم في ليماسول، قد خضع للاستجواب.

وأفاد المتحدث باسم الشرطة القبرصية بأن مكتب الإنتربول في لبنان كان قد طلب إثر الحادث تحديد مكان الشخص وطرح الأسئلة عليه، بينما تمّ إرسال إفادته إلى الجهات اللبنانية المعنية، موضحاً أن غريتشوشكين خضع للاستجواب فقط ولم يتم توقيفه.

 أعلنت الشرطة القبرصية أن رجل الأعمال، المقيم في ليماسول، قد خضع للاستجواب، بينما تمّ إرسال إفادته إلى الجهات اللبنانية المعنية، موضحة أن التحقيق جرى مع غريتشوشكين من دون أن يتم توقيفه

وكانت صحيفة "بوليتيس" القبرصية قد أوضحت أن غريتشوشكين يقيم في مدينة ليماسول التي تعتبر مركزاً مهماً لعمليات الترانزيت في المتوسط، وهو لا يحمل الجنسية القبرصية لكنه متزوج من روسية تحمل جواز سفر قبرصي.

وكانت تقارير قد أفادت أن شحنة نيترات الأمونيوم مُباعة من شركة "روستافي أزوت أل. أل. سي" (Rustavi Azot LLC) لصناعة السماد في جورجيا، ومشحونة لأمر بنك موزمبيق الدولي، ومرسلة لشركة "فابريكا دي إكسبلوسيفز" (Fabrica de Explosives de Moçambique) لصناعة المتفجرات في موزمبيق.

وفي وقت لم تعلق شركة "فابريكا دي إكسبلوسيفز" على الأمر، أوضح مدير مصنع "روستافي أزوت" ليفان بورديلادزي لوكالة "رويترز" أن شركته تدير مصنع الكيماويات منذ ثلاث سنوات فقط، ولا يستطيع التأكيد ما إذا كانت شحنة نيترات الأمونيوم تلك من إنتاج شركته.

بموازاة ذلك، تداولت تقارير صحافية في موزمبيق خبر نفي سلطات مرفأ بيرا في البلد الإفريقي علمها المسبق بوصول الشحنة، بحسب ما نُقل عن أنطونيو ليبومبو، وهو مدير شركة "كورنيلدر" التي تتولى إدارة المرفأ. 

وقال ليبومبو لصحيفة "لوزا" (LUSA) المحلية: "عادة، وقبل استقبال أي سفينة، يتم إخطارنا مسبقاً. في هذه الحالة، لم يكن لدينا علم بوصول سفينة إلى مرفأ بيرا بهذه الخصائص وتلك الحمولة".

ونقلت "لوزا" كذلك عن وزارة النقل والاتصالات في موزمبيق عدم تبلغها بوصول سفينة في ذلك العام بتلك المواصفات.

ونقل موقع جريدة "بارونز" التي تنشرها شركة "داو جونز آند كومباني" أن وصول أي سفينة إلى المرفأ "يتم الإعلان عنه عادة من قبل وكيل السفينة لمشغل المرفأ قبل سبعة إلى 15 يوماً".

وأشار إلى أن مسؤولاً كبيراً في الموانئ طلب عدم الكشف عن اسمه قال في وقت سابق "على الرغم من أن وجهة السفينة كانت ميناء بيرا، فإن الوجهة النهائية للبضائع لم تكن موزمبيق ولكن زيمبابوي أو زامبيا، لأن نيترات الأمونيوم تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة المستخدمة في صناعة التعدين".

"عادة، وقبل استقبال أي سفينة، يتم إخطارنا مسبقاً. في هذه الحالة، لم يكن لدينا علم بوصول سفينة إلى مرفأ بيرا بهذه الخصائص وتلك الحمولة"... تقارير تنقل نفي سلطات المرفأ في موزمبيق علمها بوصول الشحنة عام 2013

وكان قبطان سفينة "روسوس" بوريس بروكوشيف، روسي الجنسية، قد خرج عن صمته وروى تفاصيل تلك الرحلة التي بدأت منذ أكثر من ست سنوات، وبدأ معها العدّ التنازلي للكارثة التي شهدتها بيروت.

وفي اتصال مع صحيفة "نيويورك تايمز" من مقر إقامته في سوشي على البحر الأسود، وفي مقابلة أخرى مع صحيفة "سيبريال" الروسية، استعاد بروكوشيف محطات تلك الرحلة، مثيراً التساؤلات بشأن السبب الذي جعل بيروت وجهتها النهائية بعد شهرين على انطلاقها من جورجيا، ومعززاً الشكوك حول ما إذا كان توقفها في بيروت سوء حظ أم كان مخططاً له منذ البداية (تفاصيل الرحلة كما نقلها القبطان يمكن الاطلاع عليها في تقرير رصيف22 هنا).


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image