شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"ضيّع لبنان"... تقارير عن اكتئاب حسين الجسمي تدفع مشاهير إلى دعمه

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الخميس 6 أغسطس 202007:19 م

هبّ عدد كبير من مشاهير الفن والإعلام في العالم العربي إلى دعم الفنان الإماراتي حسين الجسمي عقب حملة "تنمر إلكتروني" واسعة ومتكررة وصمته بـ"النحس وفأل الشر" على لبنان، بل تمادت إلى وصفه بأنه "سبب انفجار مرفأ بيروت".

ومطلع الشهر الجاري، بعث الجسمي برسالة محبة للبنانيين لدى غنائه "بحبك يا لبنان" لفيروز، من منزله في الإمارات عبر البث المباشر على قناة "MTV" اللبنانية لمناسبة عيد الجيش اللبناني الـ75.

في اليوم التالي، غرد الجسمي معبّراً عن حبه للبنان مجدداً، وكتب: "أنا أحب لبنان لتخلص الدني (حتى ينتهي العالم)". وبعد يومين، وقع الانفجار الهائل في مرفأ بيروت، والذي راح ضحيته نحو 135 شخصاً وخلّف آلاف المصابين وعشرات المفقودين وأشخاصاً لا يزالون تحت الأنقاض.

"من الأسلحة المحرمة دولياً"

في غمرة التفاعل الواسع مع مشاهد الحادث الأليم، نشر مغردون تغريدة الجسمي ومقطعاً من أغنيته للبنان قبيل الحادث، ورأوا أن ذلك كان "شؤماً" على البلد و"ضيّع لبنان".

ومزج كثيرون منهم التنمر بالسخرية، فقالوا: "ألو حسين الجسمي، ممكن تغني لإسرائيل؟" و"تكفي أغنية عن قروض الكويتيين". كما طالبه أخرون بالغناء لزعماء وحكام، بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ربما يؤدي غناؤه إلى الخلاص منهم.

تنمّر على الفنان #حسين_الجسمي بسبب تزامن #انفجار_مرفأ_بيروت مع غنائه "بحبك يا #لبنان". وأحد شيوخ #الإمارات يحذر: "إلحاق الشؤم به لا يليق بمن يؤمن بالله واليوم الآخر"

وفيما طالب أحدهم بـ"تصنيف حسين الجسمي كأحد الأسلحة المحرمة دولياً"، تساءل مغرد هل الصدفة أو سوء الحظ وراء التزامن الغريب بين ‘ظاهرة حسين الجسمي وما يعقبها من كوارث‘؟

لكن اللافت أن التنمر على الجسمي ووصمه بأنه "نحس" لم ينتظرا وقوع الحادث، إذ فور نشر التغريدة انهالت تعليقات لبنانيين وعرب، منها: "يستر على بنات دينك ارحمنا مش ناقصنا" و"يستر على أختك حل عنا" و"راحت لبنان".

وهناك مصادفات سابقة اعتبر فيها الجسمي "فأل شر"، أكثرها قسوة التنمر عليه عقب وفاة والدته إذ ربطها معلقون بالوفاة بإطلاقه أغنية "أمي" .

وعام 2011، قدم الجسمي أوبريت "يا ليبيا يا جنة"، وأعقبه اندلاع حرب أهلية لا تزال البلاد تعاني ويلاتها. وبعدما غنّى "حبيبي برشلوني"، لازم الفريق الإسباني سوء حظ وخسائر متلاحقة في مواسم عدة.

وبعد إصداره أغنية "لما بقينا في الحرم"، وقع حادثان هما سقوط الرافعة وتدافع الحجاج اللذان أسفرا عن إصابات وخسائر بشرية ومادية ضخمة. وشهدت العاصمة الفرنسية سلسلة تفجيرات إرهابية في العام الذي أطلق فيه أغنيته "نفح باريس".

مثل هذه الحوادث دفعت الكثيرين إلى "تزوير" تغريدات للجسمي في كل حادث جلل يقع في الدول العربية بغية التنمر عليه، وهو ما دعاه إلى مطالبة "كل من زوّر تغريدات بإسمنا أن لا يفعلها مرة أخرى ومسامح ولك كل الاحترام، نرجو مراعاة مشاعرنا ومشاعر من يهتم بنا".

ويعتقد بأن غضب عدد من الجمهور من محاباة الجسمي وتمجيده للحكام العرب، لا سيما أولئك الذين يتعرضون لاتهامات بالدكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان، وراء المبالغة في إلقاء اللوم عليه خلال الكوارث.

عقب أنباء عن اكتئابه وتفكيره في الاعتزال… مشاهير الفن والإعلام يدعمون حسين الجسمي بعد اتهامه بأنه "نحس لبنان". شقيقه يؤكد: "ليس كمثله أحد"، وأحلام تقول إنه "فخر بلادي وأخوي"

اكتئاب وتفكير في الاعتزال؟

لكن هذه المرة، أشارت تقارير فنية وناشطون عبر السوشيال ميديا إلى أن الجسمي أصيب بالاكتئاب الشديد ويفكر في الاعتزال، وهو ما دفع جمهوره ومتضامنين معه إلى إدانة "التخلف والإيمان بالخرافات" بدلاً من تسمية المجرمين الحقيقيين في الأحداث التي شهدتها بيروت.

وما ساهم في تأكيد الأنباء عن تأزم حال الفنان الإماراتي من الحملة ضده مشاركة شقيقه، الإعلامي الإماراتي صالح الجسمي، في دعمه عبر إعادة نشر الرسائل التضامنية معه. كما غرد معدداً صفات شقيقه الحسنة قائلاً: "ليس كمثله أحد، فهو من أطيب ما خلق الله من بشر وأطهر قلبٍ في زمنٍ كله نفاق وخداع وتزلف وكذب وافتراء، يعطي ولا يأخذ، يمنح بلا مُنّة، يسامح ولا يخطئ، يحب وطنه العربي من المحيط إلى الخليج ولا يفرق بين الجنسيات، عرفته قبل ٤١ عاماً وما زال الشخص نفسه، إنه الإنسانية كلها".

ووجّهت الإماراتية أحلام إلى الجسمي هذه التحية المقتضبة: "فخر بلادي، أخوي حسين الجسمي".

وشارك الممثل الشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت، عبد الله بوشهري، مقطعاً مصوراً قديماً للجسمي يتحدث فيه عن ضيقه من التعليقات المسيئة إليه، معلقاً عليها بالآتي: "رسالة الفنان الجميل والراقي حسين الجسمي إلى كل سخيف قاعد يستخف دمه ويبغي يضحك الناس"، مستدركاً: "ما يهزك ريح يا جبل".

وفي المقطع قال الجسمي: "بدون شك، في نهاية الأمر أنا إنسان، حالي حال أي إنسان يتضايق".

"بدون شك، في نهاية الأمر أنا إنسان، حالي حال أي إنسان يتضايق"... تداول مقطع قديم للفنان حسين الجسمي يعبّر فيه عن ألمه من وصمه بالنحس. تعاطفٌ معه وإدانة لـ"التخلف والإيمان بالخرافات"

وقال الملحن المصري مصطفى جاد: "صاحبي وأخويا حسين الجسمي من أرقى وأنبل من عرفت، دخل بيتي ودخلت بيته وأكلنا مع بعض عيش وملح واللي بيحصل ده قمة في السخف وقلة الأدب مع فنان دعم وساند وفرّح كل بيت عربي".

وتابع: "عيب كده. والله كرهتونا في حياتنا وفي شغلنا. كفاية حقد وغل وطاقة سلبية".

أما الفاشينيستا الكويتية روان بن حسين فغردت: "نعيش في ظروف صعبة جداً على الجميع قبل ما تكون صعبة على إخواننا اللبنانيين، وعلى العرب، وعلى البشرية بأكملها! حمقى المجتمع يتنمرّون على فنّان قمة في أخلاقه ونجاحه وفنّه!".

وأضافت: "للأسف، لو يركّز بعض العرب طاقتهم على أنفسهم، وبلدهم، وحكومتهم، لما كان طغى الفساد في أغلب دولنا العربية".

خطيب جامع الشيخ سلطان بن زايد الأول في الإمارات، سيف الحارثي، دخل على خط الموضوع وغرد: "إلحاق الشؤم بالفنان حسين الجسمي لا يليق بمن يؤمن بالله واليوم الآخر... لا نعرف عنه إلا أنه إماراتي عربي محبّ لكل الشّعوب".

وكثيراً ما تعرض فنانون وفنانات ومشاهير عرب للتنمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما دفع ببعضهم إلى إيقاف خاصية التعليق على منشوراتهم، أو استخدام الحظر لتفادي الإساءة، واُضطروا أحياناً إلى مقاضاة المسيئين.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image