في الوقت الذي تتباهى فيه دول الخليج العربي بقدرتها على استضافة الوافدين من جنسيات عديدة وتعايشهم السلمي على أراضيها لأغراض متنوعة، منها العمل والسياحة والدراسة والتقاعد، ازدادت الدعوات في السنوات الأخيرة إلى "معالجة خلل التركيبة الديموغرافية" و"تحقيق التوازن السكاني".
وتكشف الأرقام الرسمية عن فجوة هائلة بين عدد المواطنين الخليجيين وعدد الوافدين الأجانب إلى بلدانهم.
الإمارات
في إحصاء رسمي حديث، بلغ إجمالي سكان دولة الإمارات 9,304,277 نسمة عام 2017، معظمهم من الذكور (6,415,942 أي 69% ذكوراً). الغالبية العظمى منهم وافدون، عددهم 7,316,073، بينهم 5,682,711 ذكراً، و1,633,362 أنثى.
وتُفاخر الإمارات بكونها "حاضنة قيم التسامح والسلم، والأمان، والتعددية الثقافية"، مبرزةً وجود أكثر من 200 جنسية وافدة على أراضيها من أجل "العمل والعيش والتعليم والسياحة". لكنها لا تخفي سعيها إلى "تحقيق توازن في المزيج السكاني بين المواطنين والوافدين على نحو يحفظ للوطن وجوده، وللمواطن هويته، وللمجتمع تماسكه"، وذلك من من منطلق رؤية الإمارات 2021 التي تهدف إلى تحقيق "مجتمع متلاحم، ومعتز بهويته".
الآسيويون يكتسحون… غالبية سكان دول الخليج العربي ليسوا عرباً ولا مواطنين بل عمالة وافدة تجاوزت في بعض الدول ثلاثة أضعاف السكان الأصليين
وتعتبر الجالية الهندية من أكبر المجتمعات المقيمة في الإمارات، تليها الجالية الباكستانية، فالجالية البنغالية، وغيرها من الجنسيات الآسيوية، ثم الأوروبية والأفريقية.
قطر
حتى 31 تموز/ يوليو الماضي، بلغ عدد المواطنين والمقيمين غير القطريين في قطر 2,749,215 نسمة، 1,997,750 من الذكور و751,465 من الإناث، أي مقابل كل امرأة أربعة رجال.
لا يشمل الإحصاء الذي أعده جهاز التخطيط والإحصاء الحكومي القطريين خارج حدود الدولة لدى إجرائه، وغير القطريين وسواهم مِن مَن لديهم إقامة وكانوا خارج حدود الدولة في التوقيت نفسه.
تشير تقديرات حقوقية إلى أن العمالة الأجنبية التي تدفقت منذ عام 2010 للعمل على بناء البنية التحتية اللازمة لإقامة كأس العالم 2022 تمثل 90% من السكان، ويرجح أنها تبلغ مليوني عامل.
ووفق تقرير حكومي صادر عام 2018، فإن الجاليات الآسيوية (من الهند، ونيبال، وبنغلاديش والفلبين) هي الأكثر انتشاراً في قطر، يليها المقيمون العرب (من مصر وسوريا والسودان والأردن) وعدد كبير من المقيمين الأوروبيين، وغالبيتهم من بريطانيا.
السعودية
في آخر تعداد رسمي لسكان المملكة عام 2010 تبين أن عددهم ناهز 27,236,156 نسمة. ومن المقرر أن تعلن في آذار/ مارس 2021 نتائج إحصاء رسمي للسكان في السعودية.
لكن بيانات أولية للهيئة السعودية العامة للإحصاء عن تعداد السكان حتى منتصف العام الماضي، أشارت إلى 34,218,169 مليون نسمة (19,74 مليون من الذكور، أي 57,7%، و14,48 مليون من الإناث).
وأحصى التقرير نفسه نحو 21.1 مليون نسمة (أي 61,7 %) من المواطنين السعوديين مقابل 13,1 مليون نسمة (نحو 38,3%) من غير السعوديين.
والجالية الهندية هي الأكبر إذ تتجاوز ثلاثة ملايين شخص، تليها الجالية الباكستانية (2.5 مليون)، ثم الجاليات المصرية واليمنية والبنغالية والفلبينية والسودانية على التوالي.
بينما تفخر الكثير منها بقدرتها على احتضان الجنسيات والهويات الثقافية المتعددة… بلدان خليجية تدعو إلى "معالجة خلل التركيبة الديموغرافية" حفاظاً على "الهوية والانتماء"
البحرين
عام 2018، قُدّر عدد سكان البحرين بـ1,503,091 نسمة، بينهم 689,417 مواطناً بحرينياً و813,377 غير بحريني، بحسب منصة البحرين للبيانات المفتوحة.
وتحتضن البحرين مقيمين من 161 دولة، تتصدرهم الجالية الهندية (223 ألفاً)، ثم الجالية البنغالية (154 ألفاً)، والجالية الباكستانية (45 ألفاً)، والجالية الفلبينية (30 ألفاً)، والجالية النيبالية (14 ألفاً).
وتتصدر الجالية المصرية قائمة الجاليات العربية، تليها الجالية اليمنية، فيما تصدرت الجالية البريطانية قائمة الجاليات الأوروبية.
الكويت
في إحصاء نشرته الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت مطلع العام الجاري، تبيّن أن تعداد سكان الكويت 4,464,521 مليون نسمة، 2,743,617 من الذكور (61%) و1,720,904 من الإناث.
شكل المواطنون الكويتيون 1,365,171 منهم مقابل 3,099,350 من غير الكويتيين. وتشمل هذه النسبة حاملي الجنسية الكويتية خلال العام الأخير.
وفيما ينادي الكويتيون بـ" معالجة أوجه الخلل في التركيبة السكانية"، لم تزل أكثر الجاليات حضوراً في الكويت هي الآسيوية (الهندية والفلبينية والبنغالية والباكستانية)، والعربية (مصر والأردن وسوريا). وثمة زيادة ملحوظة للجنسيات الأفريقية الوافدة من الكاميرون وساحل العاج.
سلطنة عمان
مطلع العام الجاري، وصل عدد سكان سلطنة عمان إلى 4,664,790 نسمة، بحسب المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في السلطنة، إذ ناهز عدد العمانيين 2,692,963 نسمة (57,7%) مقابل 1,971,827 (نحو 42,3%) من الوافدين.
وشكّل حاملو الجنسية الهندية قرابة 37% من إجمالي الوافدين، يليهم حاملو الجنسية البنغالية (34%) والباكستانيون (13%).رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ 3 ساعات??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 23 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون