"جُنّ جنون الناس، جُنّ جنونهم حقاً… إنها الخلفيّة السياسية للمسألة". كان هذا ردّ لاعب كرة القدم الفلسطيني عبدالله الجابر على الحملة الواسعة من الانتقادات التي طالته من فلسطينيين، بعدما أعلن قبل حوالي الشهرين توقيعه عقداً مع نادٍ إسرائيلي.
وإن اعترف جابر بالخلفية السياسية (والعاطفية كذلك) لردة فعل مشجعيه، إلا أنه وصفها بـ"الوحشية" و"المُهينة". كما أن العودة إلى تصريحات سابقة لجابر، ومنها ما جاء في لقاء له مع "يديعوت أحرونوت"، تُظهر أنه عبّر بشكل واضح مراراً عن استعداده التام لترك منتخب فلسطين وحماسته للعب في "الدوري الإسرائيلي الممتاز"، مشيداً بظروف العمل "المشجعة" مع الأخير.
في مناسبات عدة، أصرّ اللاعب الفلسطيني ذي الشعبية الواسعة، والذي يحمل كذلك جواز سفر إسرائيلي، على فصل الرياضة عن السياسة، بتأكيده على أن المهم بالنسبة له هو اللعب مع فريق قوي ومتماسك.
وهكذا، لم يكن خيار جابر في أيار/ مايو الماضي مفاجئاً، كما لم يكن مفاجئاً قرار الفيدرالية الفلسطينية التي استبعدته من المنتخب الوطني، ملتزمة بقوانينها التي تمنع أي لاعب من المشاركة في الدوريات الإسرائيلية.
عودة إلى العشرينيات
بعد سنوات قليلة على وصول الحزب النازي إلى السلطة، لعبت الرياضة وتحديداً كرة القدم دوراً في إظهار الألمان بصورة "أكثر آدمية مرة أخرى" (التعبير للمُراسل الأمريكي وليام شيرر). الأسلوب نفسه اعتمدته إسرائيل في قمعها لكرة القدم الفلسطينية والتضييق عليها في سبيل إظهار الفلسطينيين "أقل آدمية".
في تحقيق مطوّل نشره موقع "ميديابار" الفرنسي، ناقش ميكاييل كوريا البعد السياسي لكرة القدم الفلسطينية، بالعودة إلى البدايات. بعد مرور 20 عاماً على تشكيل أول فريق كرة قدم فلسطيني في مدرسة الروضة بالقدس عام 1908، بات للفلسطينيين اتحاد. حصل ذلك بعد تأسيس المهاجر البيلاروسي يوسف يكوتيلي، عام 1928، لـ"الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، بهدف "جمع الأندية العربية واليهودية وتلك التابعة للانتداب البريطاني ضمن مظلة واحدة".
مع الاتحاد الذي نال عضوية الفيفا بعد حوالي العام من تأسيسه، بدأت هذه الرياضة تتحوّل إلى أداة تمييز ضد الفرق الفلسطينية، بتعاون صهيوني بريطاني سعى لتهويد اللعبة وتهميش العرب. ظهرت معالم هذا التعاون مع فرض اللغة العبرية كلغة رسمية له، والحرص خلال المسابقات الدولية على اختيار لاعبين يهود وبريطانيين حصراً للمشاركة، وفق ما ذكر كوريا.
يتقاطع ما ذكره الصحافي المختص بشؤون الرياضة وتاريخها مع ما وثّقه المؤرخ الفلسطيني عصام الخالدي حول تلك المرحلة، مشيراً إلى أنه ومنذ عام 1934، لم يكن للأندية العربية أي رأي في آليات عمل الاتحاد، في حين كان العرب وقتها أكثر من ثلاثة أرباع السكان.
عام 1928، أسّس المهاجر يوسف يكوتيلي "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، لـ"جمع الأندية العربية واليهودية والتابعة للانتداب". تحوّل الاتحاد إلى أداة تمييز ضد الفرق الفلسطينية، ففرض مسؤولوه اللغة العبرية كلغة رسمية، واختاروا اليهود والبريطانيين حصراً للمشاركة في المسابقات الدولية
وفق خالدي، دفعت هذه الممارسات المجحفة باتجاه إنشاء "اتحاد فلسطيني عربي للرياضة" في تلك الفترة، فيما أظهر اللاعبون في إطاره هويتهم العربية بشكل واضح، مثل نادي الساليسي (الساليزيان) في حيفا الذي كان يضم نخبة مختارة من شباب حيفا المثقفين، والذي انفصل عنه عام 1934 (لأسباب قومية) شباب أعلنوا تأسيس نادٍ جديد أكثر حزماً سموه "نادي الشباب العرب"، خلال "مؤتمر الشباب" في حيفا برئاسة سعيد حاويلة.
ثمة مسألة أخرى في الدور الذي لعبته هذه الرياضة في عملية تهويد الأرض، وثّقها خالدي في كتاباته نقلاً عن تقارير نشرتها الصحف الفلسطينية في الثلاثينيات.
بين عامي 1932 و1935، سعت الجماعات الصهيونية لتنظيم ألعاب "المكابيد/ المكابياه" الشبيهة بتلك الأولمبية، في سبيل جلب أكبر عدد من "السياح" و"الرياضيين" الذين لم يعودوا إلى بلدانهم بعدها.
بين عامي 1932 و1935، سعت الجماعات الصهيونية لتنظيم ألعاب "المكابيد/ المكابياه" الشبيهة بتلك الأولمبية، في سبيل جلب أكبر عدد من "السياح" و"الرياضيين" الذين لم يعودوا إلى بلدانهم بعدها.
ومن بين ما نُشر عام 1935 حول تعزيز الهجرة اليهودية غير الشرعية إلى فلسطين من خلال الرياضة كان هذا المقطع من تقرير صحافي في صحيفة "فلسطين": "العشرة آلاف شاب الذين سيشتركون في الدورة القادمة لا يملكون أموالاً تخولهم حق الدخول إلى فلسطين فكيف سمحت الحكومة بإدخالهم؟ وهل اتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان عودتهم إلى بلدهم؟ إن الدورة المكابية الأولى (1932) علمتنا أن معظم من اشتركوا فيها بقوا في فلسطين واختبأوا في المستعمرات اليهودية، فلماذا تريد الحكومة تكرار ذلك الحدث؟".
وفي إطار متصل، تُمكن الإشارة إلى تأسيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية عام 1934، والتي سعى الصهاينة للسيطرة عليها أيضاً. وعلى سبيل المثال، وُجهت دعوة عام 1935 لفلسطين من أجل المشاركة في الألعاب الأولمبية لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، لكن العرب لم يعلموا بها في حينها، إذ كانت قد سُلّمت للجانب اليهودي في اللجنة باعتباره "ممثل فلسطين"، وهو - مستفيداً من علاقته الوثيقة بسلطات الانتداب - تعامل معها كدعوة لليهود وليس لفلسطين.
من الثورة إلى النكبة
اتخذت الأمور منحى آخر مع اندلاع الثورة ضد الاستعمار البريطاني عام 1936. كان لاعبو كرة القدم الفلسطينيون في الطليعة، فنظموا، من بين أمور أخرى، الخدمات اللوجستية ورعاية الجرحى. ومع ذلك، أدى القمع إلى تفكيك الهياكل المؤسسية الفلسطينية، بما في ذلك "الاتحاد العربي الفلسطيني الرياضي" الذي توقفت أنشطته عام 1937.
بالعودة إلى تحقيق كوريا، فهو يقول: "بالنسبة للناشطين العرب الشباب، قلّلت السلطات الفلسطينية، على عكس اليهودية، في السابق من الدور الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم في بناء هوية جماعية ومقاومة مناهضة للاستعمار. لكن في أيار/ مايو 1944، نهض الاتحاد العربي الرياضي الفلسطيني من رماده، ورأت النخب الفلسطينية وقتها في كرة القدم سلاحاً سياسياً يخدم مساعي الاستقلال".
ظهر هذا التوجه في افتتاحية في صحيفة "فلسطين" اليومية، في 11 آذار/ مارس 1945، حيث ترد عبارة: "تعلمنا كرة القدم أن نطيع المدرب والحكم، وأن نخضع للقانون والعدالة. الطاعة هي إحدى الصفات الأكثر أهمية لجندي في ساحة المعركة، والحرب لا تُربح من دون طاعة".
ضمّ الاتحاد الرياضي الفلسطيني، عام 1946، أكثر من خمسين نادياً رياضياً من جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى فريق كرة القدم الوطني الذي حمل اسم "أسود كنعان".
جاء عام النكبة في 1948 ليقضي على المؤسسات الرياضية العربية، أما الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم فبات "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم".
في المقابل، حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، خلال السنوات الممتدة بين 1950 و1960، أن تحافط على وجود الشباب العرب في فضاء كرة القدم، فدعم كرة القدم في المجتمعات العربية يسمح للحكومة بفرض سيطرة اجتماعية على الشباب الفلسطيني لسدّ الطريق أمام انخراطه في أي نشاط استقلالي. وهكذا، سُمح للعمال الفلسطينيين بتأسيس أندية لكرة القدم العربية، لكن تحت رعاية "مكابي" (حركة رياضية يهودية مرتبطة تاريخياً بالصهيونية السياسية) و"هابوعيل" (الاتحاد الرياضي التابع للاتحاد العام لنقابات العمال الإسرائيلية/ الهستدروت).
كان الإسرائيليون وقتها متشددين حول أية محاولة لإخراج الكرة الفلسطينية من تحت مظلتهم. بحسب كوريا، قامت الدولة الإسرائيلية، عام 1964، بحل شبكة من الفرق الفلسطينية تبيّن أنها كانت تحاول تنظيم بطولة عربية مع الأندية المحيطة بمدينة الطيبة. يفصّل الكاتب والمؤرخ الذي كان مسؤولاً عن تنظيم البطولة وقتها صبري جريس قبضة السلطات الإسرائيلية الخانقة على كرة القدم قائلاً: "هم الوحيدون المصرح لهم بإنشاء أندية في القرى العربية".
في سياق مواز، يشير الباحث الفلسطيني مأمون كيوان إلى أن عدداً من فلسطينيي 1948، حاملي الجنسية الإسرائيلية، ساهموا في تركيب المنتخب الإسرائيلي، ومنهم علي عثمان ابن قرية بيت صفافا الذي كان أول عربي يرتدي زي المنتخب الإسرائيلي. ومن ثم جاء كثيرون بعده، ولطالما أثارت مشاركتهم التوتر لدى الفلسطينيين الذين دعوا لمقاطعة المنتخب الإسرائيلي، ولدى الإسرائيليين الذين تعاملوا مع اللاعبين العرب بعنصرية.
مساعي التحرر من الوصاية... وقيودٌ مضاعفة
بعد حزيران/ يونيو 1967، تغيّرت الأمور مرة أخرى بالنسبة لكرة القدم الفلسطينية التي بدأت تتحرر من الوصاية الإسرائيلية، فقد أقامت "منظمة التحرير الفلسطينية" علاقات مع اتحادات رياضية أجنبية، وخاصة في فرنسا.
في أيار/ مايو 1982، استضافت فرنسا اجتماعات عدة لهذا الغرض. يعود إليها رئيس رابطة الطلاب الفلسطينيين في فرنسا آنذاك أنور أبو عيشة، ليقول: "بالنسبة لنا، كانت فرصة لتعريف العالم بوضع الرياضيين الفلسطينيين، وبالقضية الفلسطينية من خلال نضال سلمي".
لم يتمكن المنتخب الفلسطيني من لعب أول مباراة على أراضيه حتى جاء عام 1993، وتحديداً بعد مرور ثلاثة أسابيع على توقيع اتفاق أوسلو. "كانت تلك الفترة بحاجة إلى المزيد من المبادرات والمباريات ذات البعد الرمزي"، هذا ما نقلته صحيفة فرنسية حول وصول فريق "Variétés Club de France" للعب مباريتين في الضفة الغربية وإسرائيل. الأولى في 8 تشرين الأول/ أكتوبر مع المنتخب الفلسطيني والثانية في اليوم التالي في تل أبيب.
بحسب كوريا، أعطى هدف الفوز الفلسطيني يومذاك المعنى أكثر من أي وقت آخر لما قاله المؤرخ البريطاني إريك هوبسباوم بأن "مجتمع الملايين المتخيّل يبدو أكثر واقعية عندما يتم تجسيده بـ11 لاعباً نعرف أسماءهم".
بعد خمس سنوات على تلك المباراة، نجح الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بالانضمام إلى الفيفا. كانت الأخيرة أول منظمة دولية تعترف بفلسطين كدولة مستقلة، لكن للمفارقة كانت إقامة بطولة فلسطينية ووجود فرق فلسطينية تتعارض مع وجود الاحتلال العسكري على أرض الواقع.
فَرْض السلطات الإسرائيلية لعراقيل عدة على لاعبي كرة القدم الفلسطينيين، من تقييد الحركة للمشاركة في مباريات خارجية إلى إلغاء الاجتماعات والتنكيل باللاعبين على نقاط التفتيش… كلها ممارسات تصب في المربع الأول لنظرة تلك أبيب لكرة القدم الفلسطينية باعتبارها أحد أبرز أسس الهوية التي تسعى لتدميرها.
أثّرت هذه القيود على المنتخب الوطني الفلسطيني، فتشرْذُم لاعبيه جغرافياً بين الضفة الغربية وقطاع غزة وعرب الـ48 ومن هم في الشتات، كان يعني إلزامه بالاحتكام للإرادة الإسرائيلية.
ثمة أمثلة عدة أظهرت لاحقاً ما ألحقته إسرائيل من ضعف في صفوف المنتخب. يذكر المدرب عزت حمزة ما حصل عام 2004 حين لم تسمح إسرائيل للكثير من لاعبي المنتخب بالسفر لأوزبكستان لـ"أسباب أمنية"، فخسرت فلسطين بعض أفضل لاعبيها هناك، وفاز المنتخب الأوزبكي المتواضع عليها، ما قلل من حظوظ التأهل لكأس العام.
وفي العام 2006، كان على المنتخب التدرب في مصر، فواجه إجراءات إسرائيلية مماثلة، وكذلك كانت الحال مع مباراة تصفيات كأس العالم 2010 ضد سنغافورة، حيث رفضت السلطات الإسرائيلية إصدار تأشيرات للاعبي كرة القدم الغزيين، فاضطر الفلسطينيون للانسحاب.
عام 2015، تقدّم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب إلى الفيفا لاستبعاد الاتحاد الإسرائيلي. وقتها، كشفت "هآرتس" عن ضغط إسرائيلي مكثف على قادة مئة دولة. وفي يوم الاقتراع المحدد، سحب الاتحاد الفلسطيني الطلب
في بعض الظروف، ذهبت الأمور إلى أبعد من ذلك. في 12 تموز/ يوليو 2012 ، أُفرج عن لاعب كرة القدم الغزي محمود سرسك بعد ثلاث سنوات من الاعتقال الإداري وثلاثة أشهر من إضرابه عن الطعام. كان قد تم القبض على اللاعب وهو في طريقه إلى الضفة الغربية للتدرب مع الجانب الفلسطيني، وفي تصريح له بعد خروجه من السجن، إثر حملة تضامن دولية، قال سرسك: "بالنسبة للفلسطيني، أصبحت ممارسة كرة القدم مقاومة للكيان الصهيوني".
"طبيعة معقدة وحساسة"
شهد العام 2015 تحركاً رياضياً دبلوماسياً لافتاً، إذ تقدم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم بطلب إلى الفيفا يدعو فيه إلى استبعاد الاتحاد الإسرائيلي. وقتها، كشفت صحيفة "هآرتس" عن ممارسة إسرائيل لضغوط دبلوماسية مكثفة على قادة مئة دولة، مسوّقة لتورط لاعبي كرة القدم الفلسطينيين في "أنشطة إرهابية". وفي يوم الاقتراع المحدد، قرر الاتحاد الفلسطيني عدم طرح تعليق مشاركة إسرائيل للتصويت.
على الرغم من تعثّر هذا المسعى، إلا أن الفيفا تحوّل مع الوقت إلى ساحة سياسية للفلسطينيين. في نهاية عام 2016، احتج "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم"، بدعم من 66 عضواً في البرلمان الأوروبي، أمام الهيئة الدولية ضد ستة أندية تم إنشاؤها في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومنتسبة إلى "الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم".
وجد اتحاد كرة القدم الدولي نفسه في وضع محرج، بين ضغط المنظمات الدولية عليه للنظر بشأن الأندية الإسرائيلية في المستوطنات وبين الضغوط الإسرائيلية نفسها.
وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قد اتهمت الفيفا برعاية مباريات تجري في مستوطنات إسرائيلية على أرض "مسروقة" في الضفة الغربية المحتلة، في تقرير بعنوان "إسرائيل/ فلسطين: الفيفا ترعى مباريات على أرض مغتصبة" اعتبر أن "المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي الإنساني، لأن نقل القوة المحتلة للسكان المدنيين إلى الأراضي المحتلة يشكل انتهاكاً لاتفاقية جنيف الرابعة ويعتبر جريمة حرب. بُنيت المستوطنات على أراضٍ صودرت من الفلسطينيين".
وكما كان متوقعاً، أعلن الفيفا، في العام التالي، أنه لن يتخذ بالتأكيد أي موقف إزاء تلك الأندية، بسبب "الطبيعة المعقدة والحساسة لهذه المشكلة".
بالعودة إلى تحقيق كوريا، فهو يشير إلى أن التضييق الإسرائيلي والتواطؤ الدولي دفعا باتجاه ظهور أشكال جديدة من التعبير، أكثر رمزية، تجمع بين الاحتجاج السياسي وكرة القدم، كما جرى خلال كأس العالم عام 2010 في جنوب إفريقيا. وقتها، نظّم سكان غزة "كأس عالم مواز"، جمع ستة عشر فريقاً من القطاع، حملوا أسماء الدول المشاركة في المونديال.
وفي كأس العالم 2018، كان من المقرر إجراء مباراة ودية بين إسرائيل والأرجنتين في 9 حزيران/ يونيو في حيفا، قبل أن تقرر إسرائيل تنظيمها في القدس. ندّد الفلسطينيون بالتلاعب السياسي الإسرائيلي لا سيما وأنه أتى بعد أسابيع قليلة من الافتتاح الرسمي للسفارة الأمريكية في القدس، ودعوا إلى مقاطعة المباراة كما وجهوا نداءاً إلى اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي بعدم المشاركة. لاحقاً، أعلن المنتخب الأرجنتيني إلغاء المباراة هناك، وتخطيطه لخوضها في الخارج.
قد يكون ما تقدّم أبرز مثال على ما كتبه جيمس دورسي، في "العالم المضطرب لكرة القدم في الشرق الأوسط"، حيث قال إن "ملاعب كرة القدم في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أصبحت، على مدار السنوات الكثيرة الماضية، ميادين معارك للحقوق السياسية والجنسانية والعمالية، فضلاً عن قضايا الهوية الوطنية والأيديولوجية والعرقية. وفحص الدور الحديث والتاريخي لمشجعي كرة القدم… يمكن أن يساعد في إلقاء الضوء على موقف كل مجتمع حيال هذه القضايا في الوقت الحاضر".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...