دقائق من الرعب عاشها ركاب طائرة ماهان الإيرانية داخل الأجواء السورية، مساء 23 تموز/ يوليو، إثر اعتراض مقاتلتين أمريكيتين للطائرة المدنية. وهذا ما حدا طهران على تحذير الولايات المتحدة من المسؤولية الكاملة عن الحادث، متوعدةً بتقديم شكوى احتجاجية إلى مجلس الأمن الدولي.
وكانت الطائرة الإيرانية في رحلة من طهران إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وقد واصلت طريقها بعد الحادث وحطت في مطار بيروت لاحقاً. وقالت وكالة أنباء فارس الإيرانية فجراً إن الطائرة عادت إلى طهران.
وتتهم الولايات المتحدة وإسرائيل شركة "ماهان" بتسيير طائرات "مدنية ظاهرياً" لنقل الأسلحة إلى الميليشيات الإيرانية العاملة في سوريا.
في البداية، أثيرت تكهنات بأن المقاتلتين الحربيتين المُعتَرِضتين إسرائيليتان. لكن قائد الطائرة الإيرانية قال إن قائد إحداهما تواصل معه وأبلغه أنهم أمريكيون، وفق وسائل إعلام إيرانية.
أما الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) فنقلت عن مصادر في الطيران المدني السوري أن "طيراناً يعتقد أنه تابع لما يسمى ‘التحالف الدولي‘ الذي تقوده الولايات المتحدة اعترض بشكل خطير طائرة مدنية إيرانية في الأجواء السورية بمنطقة التنف، وهذا ما اضطر الطيار للانخفاض بشكل حاد أوقع إصابات طفيفة بين الركاب"، لافتةً إلى أن الطائرة أكملت طريقها إلى بيروت بعد ذلك.
"قرصنة جوية"... إيران تقول إنها ستشكو إلى مجلس الأمن الدولي اعتراض مقاتلتين أمريكيتين طائرة ركاب إيرانية فوق سوريا، وواشنطن تزعم أن ما فعلته كان "تدقيقاً بصرياً يراعي المعايير الدولية"
وتداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات مصورة من داخل الطائرة تظهر حالة الفوضى وصرخات الفزع والاستغاثة من الركاب، ومشاهد الفوضى عقب الانخفاض الحاد المفاجئ على ما يبدو. وفي إحدى اللقطات يظهر أحد الركاب ووجهه مدمّى.
#BREAKING
— Nafiseh Kohnavard (@nafisehkBBC) July 23, 2020
Footage allegedly shows the moments that a commercial plane belonging to #Iran’s Mahan airline intercepted by an “#Israeli fighter jet” over Damascus. The plane has been reportedly forced to make emergency landing in #Beirut airport. pic.twitter.com/UMJQTypaxq
وندد عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بـ"استهداف الأطفال الذين كانوا على متن الطائرة وترهيبهم"، فيما وصفت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الحادث بأن الحادث "قرصنة جوية من قبل مقاتلات الجيش الأمريكي، وتهديد أرواح ركاب الطائرة المدنية".
مصادر متعددة تؤكد أن طائرات تابعة للعدو الإسرائيلي اعترضت في المجال الجوي السوري طائرة ركاب إيرانية تابعة لشركة ماهان كانت في طريقها إلى بيروت ما اضطر كابتن الطائرة المدنية إلى الهبوط بها بشكل مفاجئ ما تسبب في سقوط جرحى بين الركاب.ويجري تداول هذا الفيديو على أنه للطائرة المستهدفة pic.twitter.com/2zJqrUuzk1
— Bassam Abou Zeid (@BassamAbouZeid) July 23, 2020
إيران تحذّر وتتجه إلى مجلس الأمن
في بيان، قال عباس موسوي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن "تفاصيل الحادث قيد التحقيق الآن، وبعد استكمال المعلومات ستتخذ الإجراءات السياسية والقانونية اللازمة"، محذراً أمريكا ومحملاً إياها المسؤولية إزاء أي حادث قد يقع للطائرة خلال رحلة العودة.
ولفت موسوي إلى أن سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، مجيد تخت روانجي، اتصل بالأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش، وأعلمه صراحةً بأنه لو وقع أي حادث لهذه الطائرة في رحلة العودة فإن بلاده تحمل أمريكا المسؤولية، مشيراً في الوقت نفسه إلى تسليم الرسالة نفسها إلى السفير السويسري لدى طهران، القائم على شؤون الرعايا الأمريكيين هناك.
في أثناء ذلك، ذكرت وكالة أنباء فارس أن "ممثلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الأمم المتحدة أعلنت أنها سترفع قريباً رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للمنظمة تعلن فيها احتجاجها على التهديد والتعرض لطائرة الركاب الإيرانية من قبل طائرات مقاتلة في الأجواء السورية".
اشتُبِه في قيام طائرات إسرائيلية بالعملية بدايةً… طيران التحالف الدولي يعترض طائرة ركاب تابعة لشركة إيرانية تتهمها واشنطن وتل أبيب بنقل أسلحة إلى الميليشيات الإيرانية في سوريا
حمايةً للقوات الأمريكية؟
وزعم بل أوربان، المتحدث الرسمي للقيادة المركزية الأمريكية، في بيان أن "طائرة F-15 أمريكية أجرت، خلال مهمة جوية روتينية بالقرب من معسكر التحالف الدولي في التنف في سوريا، تدقياً بصرياً نمطياً لطائرة ركاب ماهان على مسافة آمنة من حوالى 1000 متر هذا المساء".
وتابع: "أُجري التدقيق البصري لضمان السلامة لعناصر التحالف الدولي في معسكر التنف". وقال: "حالما حدد طيار الـ F-15 الطائرة بأنها طائرة ركاب ماهان فتحت طائرة الـF-15 مسافة آمنة إلى الطائرة"، مشدداً في الختام على أنه "تم إجراء التقاطع المهني وفقاً للمعايير الدولية".
وقاعدة التنف هي إحدى القواعد التي يستخدمها التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة. وهي قاعدة صغيرة في سوريا بالقرب من الحدود العراقية الأردنية، وكانت من قبل مسرحاً لاشتباكات بين قوات أمريكية وموالين للنظامين السوري وإيران.
وليست واضحة بعدُ التبعات المحتملة لهذا الحادث، لكن من المرجح أنه سيفاقم توتر العلاقات الأمريكية الإيرانية التي تشهد تصعيداً خطيراً منذ فترة طويلة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...