"إحنا في شهر عسل -حجر عسل- ومنديكم من وقتنا هسّا (الآن)، بس انتبهنا أن في ناس أخذت صورنا الخاصة اللي هي لحظة مقدسة وخصوصية من فرحنا وبيستهزئوا عليها على شبكات التواصل الاجتماعي"، بهذه الكلمات استهل عروسان فلسطينيان شابان مقطعاً مصوراً وجّها خلاله "رسالة حب قوية" ضد "التنمر والعنصرية".
تزوج فريد محاميد (من مدينة أم الفحم) ومديحة (من رهط)، وكلاهما من فلسطينيي الداخل المحتل، ويعملان في مجال التعليم، بعد قصة حب لافتة تحدّت اختلافات العرق واللون والثقافة والبيئة.
أما عن سبب مطالبتهما بوقف "التنمر والاستهزاء" ضدهما، فقد أوضحه محاميد في المقطع المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذ قال: "ليه بيستهزئوا؟ عشان أنا أبيض وهي سمرا"، ناقلاً الحديث إلى عروسه التي قالت: "أنا سمرا وفخورة بلوني وبحب لوني وبحس أنه أكتر إشي مميز فيي. كل مسيرتي بالحياة إن الله أكرمني إني أكون سمرا".
تبادل العروسان المغازلة والمزاح في تلك اللحظة من دون أي "مواقف دراميّة" كأنما قصدا إظهار القوة والثبات لدى مخاطبة الآخر المتنمر.
"دعوة إلى الحب في مواجهة العنصرية" أطلقها عروسان فلسطينيان في "شهر العسل" في وجه كل الذين "تنمروا واستهزأوا" بالعروس لأنها "سمراء البشرة" وعريسها "أبيض البشرة"
ثم عدد محاميد مزايا شريكته قائلاً: "شكراً (يا الله) إني لقيت فتاة عربية، نسويّة، عصاميّة، مناضلة، تدافع عن الأقليات لو شو ما كانت. وأنا معرفتش كيف لقيتك!".
وذلك قبل أن يستطرد مفصّلاً: "أنا كل اللي بوصله لشبابنا: ‘ما تخافوا تحبوا وما تخافوا تروحوا ورا قلبكوا هاي حياتكم، ما دامكم أنتم مش جايين في حدا (لا تضرون أحداً) لا تسمعوا لحدا".
رسالة حب
وأقر محاميد بوجود "التنمر والعنصرية" في كل مكان وعبر السوشال ميديا، مؤكداً أنهما عندما ارتبطا لم يتوقعا "كل هذا الحب" الذي غمرتهما به عائلتاهما وجميع الأصدقاء والمحيطين بهما.
وأضاف: "ما تخافوا. إحنا نرفع الوعي أنه آه موجود هالتنمر وموجودة العنصرية بمجتمعنا بس هاد لا يعني أنها لازم تمنعنا نحقق أهدافنا وطموحاتنا".
"الله يعطيكم حبنا والناس اللي بتحبنا كمان... الحياة قصيرة. استغلوا كل لحظة فيها أنكم تحبوا بعضكم وتعيشوها مش أنكم تتنمروا على الناس التانيين (الآخرون)"
أما مديحة فأشارت إلى أنه "مهم جداً أنك تآمن بحالك وتثق في قدراتك. أنك بتقدر تسوي أي إشي بيجي ببالك حتى لو كان الموضوع بالنسبة إلك ‘حلم مستحيل‘". وختمت: "الله يعطيكم حبنا والناس اللي بتحبنا كمان".
وختم محاميد: "الحياة قصيرة. استغلوا كل لحظة فيها أنكم تحبوا بعضكم وتعيشوها مش أنكم تتنمروا على الناس التانيين (الآخرين)، واعرفوا افتحوا دائرة إيجابية وافعلوا الخير بتلاقوا آخر شي حياتكم بتسكر بدائرة إيجابية وبس الخير".
وتفاعل فريق واسع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع محاميد ومديحة، معرباً عن سعادته بقصة حبهما وبموقفهما الشجاع من المتنمرين.
يُذكر أن أصحاب البشرة الدكناء جزء لا يتجزأ من فلسطين، وهم يتوزعون في كل بقاعها وصولاً إلى الأراضي المحتلة عام 1948. والثابت هو تمسكهم بلونهم كنقطة قوّة لتعزيز ثقافة الاختلاف وإذابة الفروق المجتمعية والعنصرية، وهذا ما نجحت فيه نماذج من الفتيات السمراوات، اللواتي استطعن إحداث فرق في تحويل خوفهن إلى نقاط قوة.وعلماً أن حوادث التنمر ضدهن تحدث أيضاً، وربما أَمِل محاميد ومديحة في رسالتهما أن تتوقف تلك الحوادث كلياً.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...