إسكات ممثلتين مصريتين شكتا تعرّضهما للتنمّر من قِبل الممثل المصري عبدالرحمن أبو زهرة (86 عاماً).
بدأت الحكاية حين اشتكى أبو زهرة في مقابلة تلفزيونية أخيراً من عدم الاستعانة به في الأعمال الفنية، قائلاً إنه قلما عُرض عليه عمل في الفترة الأخيرة، وإن المخرجين بدأوا الاستغناء عنه.
وأشار إلى أنه في آذار/مارس الماضي احتفل بمرور 60 عاماً على احترافه الفنّ، وأنه "سيموت" إذا لم يُمثل بسبب عشقه له. وبيّن أنه يعاني اكتئاباً لهذا السبب، وهو ما دفع به إلى التفكير في الاعتزال كلياً، ورفض الظهور "ضيف شرف" الذي هو، بحسب رأيه، "ضيف القرف".
مُقابلته لم يتعاطف معها فريق كبير من أهل الفن والجمهور برغم إطلاقه فيها جُملاً مثل: "مش حرام اللي بيحصل لي ده؟". من هؤلاء الممثلة المِصرية عفاف مصطفى (60 عاماً) التي أطلقت منشوراً (حذفته في ما بعد) تحدثت فيه عن الأذى الذي تسبب لها به أبو زهرة.
بدأت كلماتها بالقول: "مفيش ممثلة سلمت من لسانك ولا انتقاداتك اللاذعة طول الوقت في اللوكيشنات (مواقع التصوير) وخصوصاً الممثلات الصغيرات السن الواعدات أو النجمات الصغيرات في اللوكيشنات ما بيعجبكش العجب تنتقد عفويتهم وحتى أزياءهم كمان".
وقالت إن له "وقائع عديدة مؤسفة. يتدخل في كل صغيرة وكبيرة حتى في شؤون المخرج والإنتاج. يتفلسف طول الوقت ويهدر وقتهم ويشفط الأكسجين من اللوكيشن". وتابعت: "ده غير التعالي في اللوكيشن وعايزهم يعاملوك على إنّك إله منزّل. جاي تقول شغلوني وجربوني، طب غير من نفسك أولاً عشان محدش عنده طاقة وطوله بال ليك".
لاحقاً، أُجبرت مصطفى على حذف منشورها (بناءً على طلب نقيب الممثلين أشرف زكي)، واعتذرت عنه في منشورها الآتي: "من قلبي بقول لحضرتك ما تزعلش... هو في أب بيزعل من ولاده؟ صحيح حضرتك أب حمش بزيادة وده يحسب لحضرتك مش ضدك. حضرتك قيمة وقامة وتاريخ ورمز فني كبير ربنا يبارك في عمرك".
ولفتت إلى أنها لم تتوقع أن يتضخّم الأمر هكذا، وأنها كتبت المنشور في لحظة استحضرت فيها ذكريات من مشوارها الفنّي، وأنها حذفت على الفور منشورها بعد تلقيها مكالمة من نقيب الممثلين.
اعتذار مصطفى لم يقتصر على منشور. ففي مقابلة تلفزيونية اعتذرت مجدداً. قالت: "اتمسحت بيّا الأرض" من جراء ردود جمهور أبو زهرة الذي يحبه، واصفةً هذا الحب بـ"الصحي جداً".
وفيما كان الإعلامي وائل الإبراشي يستمع إليها، مبتسماً في بعض الأوقات، وهي تجلد نفسها، قالت مصطفى إنها تعرضت لمشاكل في المنزل بسبب ما كتبته، ولم تتمكن من النوم أربعة أيام، وتعرضت ابنتها لضغط حتى اُضطرت إلى مقاطعتها، كما أن عدة معلقين وجهوا إليها ألفاظاً لا يتحملها أحد، بحسب تعبيرها.
ولم تتعرض مصطفى لهجوم حاد من جمهور أبو زهرة فقط، بل من داخل الوسط الفني أيضاً. السيناريست مدحت العدل كتب: "خرجت علينا سيدة تطلق على نفسها فنانة لتنال من قيمة وقامة العظيم عبدالرحمن أبو زهرة. الحقيقة أنا لا أعرفها ولا أريد ذكر اسمها... أعتقد أن تصريحها تريد به الشهرة، ولكني أشهد أن الفنان الكبير إنسان عظيم فناً وخلقاً وموهبةً".
"لم أتمكن من النوم أربعة أيام، وتعرضت ابنتي لضغط اضطرت معه إلى مقاطعتي"... بعد إسكات فنانتين هاجمتا الفنان عبدالرحمن أبو زهرة، نقابة الممثلين تحذّر من التطاول عليه، وتركي آل الشيخ يدعوه للانضمام إلى فيلمه الجديد
"تعلّمت مكنش زيّك"
وروت الممثلة معتزة عبد الصبور (46 عاماً)، ابنة الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، تجربتها التي وصفتها بـ"القاسية والمريرة" مع أبو زهرة. كتبت: "وأنا حابة أضيف تجربتي مع الأستاذ عبدالرحمن أبو زهرة اللي هي كانت تجربة مريرة وقاسية جداً، وأنا في بداياتي. المخرج الكبير عصام السيد اختارني لدور جميل جداً في 'منمنمات تاريخية' في المسرح القومي. من سوء حظي كانت كل مشاهدي مع الفنان القدير عبدالرحمن أبو زهرة، وأول مرة شفته كان في صالون بيتنا وأنا طفلة…".
أضافت أنه منذ بداية التمارين كان يتعمّد أبو زهرة السخرية منها بـ"غلّ وشر شديد ومرعب". وتابعت: "الحاجة اللي احنا دلوقتي عرفنا إن أسمها Bullying (تنمّر). كان كورس مكثّف من التنمّر وكنت بروّح معيّطة كل يوم، وفكّرت أعتذر كذا مرّة. تحوّلت إلى مادة تريقة (سخرية) الأستاذ كل يوم. ولولا إني قوية، كان حطّمني".
وتذكّرت: "وعشان يكمّل شرّ، كان بيتفّ (يبصق) عليا طول المشهد. كل يوم على المسرح وأنا بمثّل بيتف عليّا".
وطرحت السؤال الآتي: "ممكن حد يسأل الفنان القدير ليه كنت بتعمل كدة مع ممثلة مبتدئة؟ ليه تخلي تجربتها مرّة ومهينة وموجعة كدة؟".
وختمت بأنها، برغم هذا، تعلّمت منه شيئاً واحداً هو ألا تكون مثله "تعلمت مكنش زيّك".
خلافاً لزميلتها مصطفى، اكتفت عبدالصبور بحذف المنشور. ولم تعتذر، لكنها كتبت منشورين كأنها تقول فيهما بطريقة غير مباشرة إنها ليست نادمة على منشورها الذي تحدثت فيه عن أبو زهرة.
الأول تضمنّ صوراً لبضعة فنانين، منهم لطفي لبيب وحسن حسني ويوسف داوود مع إشارة إلى أنهم جميعهم يتشاركون "أرقى علامات الإنسانية والتربية" في التعامل في مواقع التصوير، وأنها "تشكر القدر الذي سمح لها بالعمل معهم".
أما المنشور الثاني، فكان مسهباً، وتمحور حول "أخلاقيات الفنان". مما جاء فيه: "قبل أو أثناء ما بنعلّم الممثل إزاي يقف على المسرح أو قدام الكاميرا، في شيء مهم وأساسي جداً في تعليمه لا يقل أهمية على الإطلاق عن دول وهو أخلاقيات الفنان (The ethics of the artist).
"عشان يكمّل شرّ، كان بيتفّ عليا طول المشهد"... بعد إسكات فنّانتين هاجمتا الفنان عبدالرحمن أبو زهرة، نقابة الممثلين تحذّر من التطاول عليه، وتركي آل الشيخ يدعوه للانضمام إلى فيلمه الجديد
"إيه الإرهاب الفكري ده!"
لم تكن تصريحات الفنانتين "بداية ثورة" على شخصيات فنية أذت غيرها في مواقع التصوير بطريقة مقصودة أو غير مقصودة، إذ قوبلت تصريحاتهما بسيل من النقد وتم إسكاتهما بناءً على أمرٍمن نقابة المهن التمثيلية التي أصدرت بياناً قالت فيه إن "الفنان المصري عبدالرحمن أبو زهرة يعد أحد رموز التمثيل العربي"، وحذّرت من التطاول عليه بأي شكل من الأشكال.
وتابع البيان: "لا ولن تقبل أي محاولة من أي نوع للتطاول على رموز مصر الفنية سواء بالتصريح أو بالإشارة أو التلميح، وتحذر كل من يحاول أن يقوم بذلك من عواقب وخيمة، فلن تسمح النقابة أبداً بأن يمر هذا السلوك دون محاسبة".
بالتزامن مع بيان النقابة، دعا تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية، أبو زهرة للانضمام إلى فيلمه السينمائي الجديد "إن وافق على الورق".
في غمرة هذا كله، استهجن عدد كبير من روّاد التواصل الاجتماعي أسباب حماية أبو زهرة وإجبار الفنانتين على سحب منشوريهما والاعتذار، وهو ما دفع ببعضهم إلى التعليق: "إيه الإرهاب الفكري ده!".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
علامي وحدي -
منذ ساعة??
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 21 ساعةرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون