شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!

"غِلطتْ واتفضحتْ"… الممثلة منى فاروق تبحث عن "فرصة حياة" وإلا فستنتحر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 19 فبراير 202001:39 م

"أتظاهر بأنني لستُ منتبهة، ولكنني منتبهة طوال الوقت. وأتعامل مع الموضوع على أنه أمر طبيعي، ولكنه غير طبيعي. لا أستطيع تمثيل أنني قوية. أنا لستُ قوية بل أضعف مما حصل لي".

هذه بعض كلمات الممثلة المصرية منى فاروق (24 عاماً) عبر بثّ مباشر على انستغرام في 17 فبراير/شباط الجاري، امتد نحو 45 دقيقة، طالبةً فيه "الرحمة"، في محاولة لاستعادة "حياتها"، وإلا فستنتحر.

جاء البث بعد حوالى 8 أشهر من تخلية سبيلها والممثلة شيماء الحاج التي سُجنت معها في فبراير/شباط 2019 لارتكابهما "فعلاً فاضحاً عُرف إعلامياً بـ'فضيحة النائب البرلماني والمخرج المصري خالد يوسف'.

وسُرّب فيديو جنسي "قديم" للممثلتين مع يوسف، واتُهمتا بالتحريض على الفسق والفجور وخدش الحياء العام، ولم يُوجّه اتهام إليه.

ورُجّح تعرّض يوسف لمحاولة ابتزاز وتشهير من النظام لرفضه التعديلات الدستورية من أجل تمديد ولاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وكان قد نشر في فبراير/شباط 2019 بياناً على حسابه على فيسبوك توقع فيه تعرضه لحملة ممنهجة بسبب موقفه المعارض لتعديل الدستور، قد تصل إلى "الزج به في السجن بتهم ملفقة"، حسب قوله.

أتظاهر بأنني لستُ منتبهة، ولكنني منتبهة طوال الوقت. وأتعامل مع الموضوع كما لو أنه أمر طبيعي، ولكنه غير طبيعي. لا أستطيع تمثيل أنني قوية. أنا لستُ قوية بل أضعف مما حصل لي".

"تعبت وأُريد التحدث إليكم"

بوجه تَعِب، أطلت فاروق على متابعيها وهي تبكي، مبيّنةً مدى الاكتئاب الذي تعيش فيه بعيداً عن "حضن والدتها"، وخوفاً من المجتمع. وهي انتقلت إلى دبي لتهرب من كابوس "الفضيحة" الذي يُلاحقها، ولكنها اكتشفت أنها "مش عايشة" وفق قولها. 

قالت في بداية البث: "تعبت وأُريد التحدث إليكم. أشعر بالاختناق. أتعامل مع الناس كما لو أنني منبوذة. انتقلت إلى دبي للعمل في أي مجال، ولكنني لم أجد فرصة عمل ولا فرصة حياة. لم أجد فرصة العيش كأي بني آدم طبيعي". 

وأوضحت أنها تلقت الكثير من الوعود، ولكن لم يحصل أي شيء على أرض الواقع. ولفتت إلى أنها "جالسة في المنزل منذ شهر"، أي عاطلة عن العمل، لأنها "لا تجيد اللغة الإنجليزية كي تعمل أي شيء في دبي"، ولكنها لم تجد سوى العمل في بعض الإعلانات العربية. 

تقول: "أعرف جيداً أنني أخطأت. وأنا أعتذر لكم. أعتذر إذ رأيتم شيئاً غريباً على المجتمع. شيء غير طبيعي. قلت إنني لن أتحدث عن الموضوع وسأعيش بطريقة طبيعية، ولكنني وجدت أنني لم أتاقلم". وتابعت: "مش عارفة أعيش ولا أشتغل ولا أتعامل مع البني آدمين. بس زهقت وحابة أشتغل وأوقف على رجليّ… أي شغل! ولكن ما بعرفش أعمل حاجة إلا التمثيل"، معربةً عن رغبتها في العودة إلى مصر، وإلى مجال التمثيل بالتحديد برغم أن نقابة المهن التمثيلية أصدرت قراراً قضى بإيقافها عن العمل. 

ومما قالته: "قاعدة بدبي، حاطة إيدي على خدي. نفسي أرجع مصر على فكرة، ولا عارفة أعيش بمصر ولا أشتغل ولا حدا عاطيني فرصة"، مضيفة: "بعرف أنّي غلطت بس نفسي تعطوني فرصة تانية وتسامحوني. ياما ناس غلطت والمجتمع أعطاهم فرصة تانية. عمري ما أذيت حد، أذيت نفسي واتفضحت". 

"انتو بتقفلوا عليّ كل الأبواب الحلال؟ هيبقى قدامي خيارين: أعمل حاجة غلط، أختار طريق غلط عشان آكل وأشرب، أو أموت. أنا أصلاً عايشة ميتة…"

"بتقفلوا عليّ كل الأبواب الحلال؟"

وطرحت فاروق في البث المباشر بعض الأسئلة على من لا يُريد مسامحتها، منها: "بس انتو بتعملوا إيه؟ بتقفلوا عليّ كل الأبواب الحلال؟".

وتابعت: "هيبقى قدامي خيارين: أعمل حاجة غلط، أختار طريق غلط عشان آكل وأشرب، أو أموت. أنا أصلاً عايشة ميتة". ولفتت إلى أن "في داخلها عقداً كثيرة الآن" وأنها "تعبت من المحاربة" وتمر بـ"أزمة ثقة مع من حولها". 

وتحدثت عن الانتحار كحل أخير إن "أُقفلت الأبواب الحلال في وجهها" لأن الجميع متخوّف من العمل معها، حسب قولها، متوعدةً من جهة أخرى بأنها لن "تختار الطريق الغلط".

وأشارت إلى أنها "عُوقبت" في الدنيا، ولكنها تابت وتشعر بـ"حاجتي إلى زيارة بيت الله لأداء العمرة لكي يُطبطب (الله) عليّ" وسط ما تعيشه من قسوة. وذكّرت متابعي البث بأنها كانت "صغيرة جداً" عند "ارتكابها هذا الخطأ". 

وأضافت: "زعلانة أن الدنيا كلها جاية عليّ. زعلاني أنه ما حدش عايز يديني فرصة. زعلاني أني بحس الموت قرّب مني. زعلانة أنه كل أصحابي بعدوا عني ومحدش عايز يساعدني"، مضيفة: "غلطت وفُضحت وسُجنت وحوسبت. من حقي العيش".

ولفتت في نهاية البث إلى أنها "تريد السلام والرحمة". 

بعد انتشار فيديو جنسي لها مع المخرج والبرلماني خالد يوسف، الممثلة منى فاروق (24 عاماً) تتحدث عن العقاب الذي تلقته في الدنيا، طالبةً "فرصة حياة"

"عاملين فيها آلهة مش بتغلط"

ما إن انتشر فيديو فاروق حتى تصاعدت الأصوات المتعاطفة معها، والمنحازة لحرية المرء، والرافضة "معاقبة" التصرفات الفردية التي لا تضّر أحداً، أو المؤمنة بإعطاء فرصة ثانية. 

من هذا المنطلق، قال ناشط على تويتر: "احنا شعب منافق عاملين فيها مش بس ملايكة، عاملين فيها آلهة مش بتغلط، كلنا بنغلط والفرق هو ستر ربنا مش أكتر، ربنا بيقبل التوبة واحنا لا، هنستفاد ايه لما ننهش في بعض؟ لما نغتال حد هنحسّ بالرضا عن نفسنا؟". 

وسجّل الممثل شريف منير اليوم 19 فبراير/شباط موقفاً جريئاً، هو: "منى فاروق ممثلة شاطرة وأكون سعيد جداً إنى أمثل معاها".  

وقال المستشار القانوني لنقابة المهن التمثيلية شعبان سعيد عقب الفيديو: "ما تثيره منى على مواقع التواصل جريمة، وإن كان لا يجرمها القانون المصري، فإن المجتمع والدين يرفضانه".

ورأى سعيد أن هناك تشريعات في الدول العربية تجرم ما فعلته منى فاروق (حديثها عن الانتحار)، مضيفاً "لو ثبت أن هذا حدث في الإمارات، لجاز القبض عليها ومحاكمتها، وفقاً للقانون المرعي هناك".

واعتبر أن "النسيان من شيم الإنسان، وإن تناست هي هذا الأمر وتوقفت عن ذكر واقعتها، فمع الوقت سينسى الناس ويتذكرون أعمالها الجديدة".

وأطلق ناشطون هاشتاغ #أدعم_منى_فاروق لمساعدتها بعدما وصل بها الأمر إلى أن تتحدث عن الانتحار، معتبرةً إياه آخر الحلول.

وتحت هذا الهاشتاغ، قال الناشط سيد صادق: #أدعم_منى_فاروق ضحية للمعايير المزدوجة الظالمة المنحازة ضد المرأة وتصفية حسابات سياسية. هي تفضح وتعاقب وحدها وليس من نشر الفيديو أو من سعى لمشاهدته أكثر من مرة لممارسة دور الواعظ الأخلاقي والراجم الاجتماعي السادي أو من كان معها في الفيلم (الذي) هرب". 

ولفت آخر إلى أنه لم يستطع مشاهدة الفيديو لعدم قدرته على مشاهدة "إنسان مهزوم"، قائلاً: "كلنا بنغلط لولا ستر ربنا واللي شايف نفسه ملاك الملايكة طيبة برضه وأكيد بتسامح". وأشارت ناشطة تدعى دينا إلى أن "الجميع يستحق فرصة أخرى".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard