أثار إطلاق اسم وزير الدولة الراحل عبد الله باها على أحد الشوارع الشهيرة في مدينة الدار البيضاء، كبرى مدن المغرب وعاصمته الاقتصادية، جدلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ بلغ ببعض المعترضين على القرار اعتباره "مخططاً لمحو الهوية المتنوعة للمغاربة".
وباها، الذي قضى في حادث غامض في العام 2014 بعدما دهسه قطار خلال جولة عمل، هو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية (البيجيدي/ المصباح) الإسلامي الحاكم حالياً. وقد عُرف بقربه من رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله بنكيران، وعُين وزيراً في حكومته منذ مطلع العام 2012 إلى يوم وفاته، حتى أطلق عليه مواطنون "ظل بنكيران".
"لم يقدم شيئاً ذا بال للمغرب"... اعتراضات على إطلاق اسم وزير راحل وقيادي سابق في حزب العدالة والتنمية على أحد شوارع الدار البيضاء، وتخوف من تخطيط الحزب الإسلامي إلى جعل قياديّه "رموزاً وطنية" و"محو الهوية المتنوعة للمغاربة"
مخطط ممنهج؟
ونددوا بـ"الاكتساح الممنهج لقادة الحزب الإسلامي شوارع المغرب، متهمين حزب "المصباح" بـ"محاولة جعل قادته ‘رموزاً وطنية‘"، مع الإشارة إلى أنه سبق أن قرر إطلاق اسم باها على شارع في مدينة أكادير وكذلك على شارع في مقاطعة حسان بالعاصمة الرباط، قبل تصدي المعارضة له.
وتطرق مغردون إلى ما جرى في العام الماضي حين أُطلق اسم المجاهد المغربي عبد الكريم الخطيب، مؤسس حزب العدالة والتنمية، على أحد شوارع مدينة سلا القريبة من الرباط. لكن آخرين أوضحوا في الحال أن الخطيب مجاهد قاوم الاستعمار الفرنسي وكان أحد رموز الحركة الوطنية.
وذكّر الكاتب المغربي مصطفى لمودن بـ"موجة استنكار واسعة لمّا كان نفس الحزب وراء إطلاق أسماء مشارقة منتمين للتيار ‘الوهابي‘ على شوارع من مدينة تمارة".
وأوضح أن الملاحظ بشأن موجة الاستنكار المتعلقة بإطلاق اسم باها "هو كيف أصبح مغاربة ينظرون بعين الريبة لبعض قرارات هذا الحزب؟ هل بسبب سوء تدبيره عدداً من الملفات الاجتماعية على مستوى الحكومة برغم أنه ضمن تحالف من عدة أحزاب أم أن المغاربة المعنيين بالملاحظة، لا يتفقون مع توجه الحزب الدعوي وتقمصه شخصية مزدوجة بوجهين، أحدهما يمارس السياسة، والثاني الرغبة في الوصاية على الناس باسم الدين؟".
وأضاف: "في حالة تمارة، تدخلت السلطة وأزالت اللوحات الحديدية التي تحمل أسماء الوهابيين (...) ويبرر المعترضون على اطلاق اسم باها على شارع، بكونه لم يقدم شيئاً ذا بال للمغرب، فقط كان قيادياً في حزب العدالة والتنمية. وبالتالي لا يمكن إطلاق أسماء عناصر حزبية على شوارع المغرب من دون اعتبار معقول ومقنع".
وقال الصحافي المغربي محمد نجيب كومينة إن "إطلاق اسم المرحوم أحمد باها على شارع في الدار البيضاء فيه ‘شطط‘ (مبالغة) في استعمال سلطة القرار. الباجدة (مسؤولو البيجيدي) كيتصرفو فالمدن اللي كيسيروها بحال اللى قاموا بغزوة بدر وهزموا الكفار. إش دار (ماذا فعل) السي باها الله يرحمو باش يتسمى عليه شارع؟ إشنو الأثر اللي خلفو وغادي يبقى في التاريخ؟".
وألمح كومينة إلى تسبب مسؤولي الحزب بـ"انتحار الرجل في ظروف غامضة" بعدما وجهوا إليه "اتهامات غليظة"، على حد قوله. وفي هذا السياق تساءل عدد من المعلقين عما إذا كان إطلاق اسم باها على الشارع "تكريماً أم اعترافاً بالذنب؟".
فيما استحث مواطنون "أخلاق المغاربة الحميدة" لـ"تخليد" من قضوا في حوادث مأسوية، قلل آخرون من إطلاق أسماء قيادات سياسية إسلامية على شوارع المغرب باعتبارها "مناورة انتخابية" و"محاولة لصرف العامة عن الفساد"
مناورة انتخابية؟
بالعودة إلى تعليق الصحافي كومينة، فقد أعرب عن تخوفه من أنه "بعد فقهاء الظلام في تمارة وغيرها، بدأوا (مسؤولو الحزب) يتصرفون على هواهم وغداً يبدلون تسمية (أسد الريف المناضل ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي) عبد الكريم الخطابي و(السياسي والأديب زعيم الحركة الوطنية المغربية) علال الفاسي و(السياسي والمعارض الاشتراكي) المهدي بنبركة باسم (الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان بحال البرد".
لكن فريقاً من المعلقين قلّل من أهمية خطوة البيجيدي، معتبراً أن "قضية تسمية شارع أو زنقة أو درب أو بيت غير (ليست إلا) مجرد مزايدات انتخابية" أو لإلهاء المواطنين عن قضايا الفساد.
في المقابل، رأى آخرون مبالغة في الاعتراض على القرار، ومنهم الصحافي يونس دافقير الذي قال عبر حسابه في فيسبوك: "شخصياً لا أجد أي سبب للاعتراض على أن يحمل شارع في الدار البيضاء اسم الراحل عبد الله باها. اختلافنا مع مرجعيته لا ينفي عنه أنه رجل وطني، أسدى خدمات لبلده ولقواته السياسية، وهو رجل مسلم مغربي معتدل لعب دوراً معتبراً في تطوير أطروحات حزبه".
واستحث دافقير "أخلاق المغاربة الحميدة" في تذكر من رحلوا بشكل "مأسوي"، وختم: "يمكن ألا تحب البيجيدي، لكن تقدير الرجال فوق باقي الاعتبارات. وهذا ما كان".
وطالب معلقون وزارة الداخلية في البلاد بالتدخل من أجل "تقنين عملية اختيار أسماء شوارع المدن وساحاتها حتى لا تتحول إلى مسرح للصراعات الانتخابية والتناطحات الفكرية".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع