"غاية الدعوة بالأساس مواجهة كل القرارات المجحفة التي اتخذتها حكومة العدالة والتنمية سواء إبان فترة ولاية (رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الإله) بنكيران أو خلال فترة ولاية (رئيس الحكومة الحالي سعد الدين) العثماني، وضمنها القوانين المجحفة في حق الموظفين والمهنيين وسائر المواطنين".
هذا ما صرح به الكاتب والمفكر المغربي سعيد ناشيد لرصيف22 بشأن هدف دعوته إلى حشد يضم "ضحايا" حكومات "البيجيدي"، الحزب الإسلامي الحاكم في البلاد خلال السنوات التسع الأخيرة، والمتضررين من قرارات وقوانين سنتها حكوماته المتعاقبة.
في الثاني من شباط/فبراير الجاري، أعلن ناشيد للمرة الأولى تأسيس "الشبكة المغربية لضحايا حكومة العدالة والتنمية"، مبيّناً أنه تم الشروع في "الخطوات الأولى نحو تشكيل الشبكة من ضحايا القوانين والقرارات المجحفة التي اتخذتها حكومة ‘العدالة والتنمية‘".
ونوه في الأثناء "بوجود قوانين بالغة الخطورة لا يعرفها سوى القليلين، وقد مُررت في صمت احتيالي غير مبرر وفق أسلوب الحيل الفقهية الذي يتقنونه (يقصد قيادات الحزب الحاكم) ونعتبر أنه لا يليق بدولة المؤسسات".
وبيّن أن حساباً عبر فيسبوك سيُدشن "لتسهيل التواصل وتوسيع قاعدة النقاش" حول الشبكة، واعداً بتفاصيل أكثر تباعاً. واستجاب العديد من المغاربة دعوة ناشيد التي يشاركه فيها عدد من النخب الثقافية والسياسية والنقابية المغربية.
"الأسوأ في تاريخ البلاد"... كاتب مغربي يدعو إلى حشد ضحايا حكومات حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي التي "تمرر قوانين بالغة الخطورة بأسلوب الحيل الفقهية الذي تتقنه"
مقاومة "الأسوأ"
ورداً على استفسار رصيف22 عن السبب الذي دفع به إلى إطلاق هذه الدعوة، أشار ناشيد إلى أن حكومات "العدالة والتنمية" تعمل وفق "إملاءات المؤسسات المالية المانحة، وتطبق قراراتها كما أُنزلت من دون مراعاة لنتائجها الكارثية، وهي كما يعلم الجميع قرارات لم تجرؤ على سنّها الحكومات السابقة".
ونبّه إلى أنه قرر "مقاومة قرارات حكومة العدالة والتنمية تحديداً، لكن هذا لا يعني منح الحكومات السابقة شهادة حسن السيرة، بل هي خطوة لمقاومة ‘الأسوأ‘".
وقال: "غالبية القرارات والقوانين التي اتخذتها حكومة العدالة والتنمية انتهت إلى إضعاف دولة الرعاية الاجتماعية، وتدهور الطبقة الوسطى في المغرب، التي هي الحاضنة الأساسية للمشروع الحداثي والديمقراطية، فضلاً عن تدهور القدرات الشرائية وارتفاع المديونية الخارجية وارتفاع منسوب الفساد والريع وغير ذلك".
ورأى أن هذه الأسباب التي شجعت على إنشاء الشبكة المغربية لضحايا حكومة العدالة والتنمية "من أجل تحميل المسؤولية لحكومة العدالة والتنمية عن كل قراراتها الكارثية ووقف نزيف التراجعات على الأصعدة كافة: السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية".
ولفت إلى أن هذا ضروري في مواجهة "سياسة التنصل من المسؤولية بادعاء المغلوبية والاستضعاف".
الكاتب المغربي سعيد ناشيد يقول لرصيف22: "ننشئ الشبكة لتحميل المسؤولية لحكومة العدالة والتنمية عن كل قراراتها الكارثية ووقف نزيف التراجعات على الأصعدة كافة: السياسية والاجتماعية والثقافية والفنية"
"لا نهتم بالانتخابات ونتائجها"
وكان الكاتب قد أوضح عبر فيسبوك أنه كان على وشك مغادرة المغرب بسبب "فخ" نصبه له بعض أعضاء الحزب الذين وصفهم بـ"من تاجروا في دين الله لأجل السلطة ‘الشرعية‘، والنكاح ‘الشرعي‘، والأعطيات ‘الحلال‘، واستباحة الدماء أو الأعراض ‘بفتاوى دينية‘".
وأضاف ناشيد أنه نجا بأعجوبة من هذا الفخ، وأن تحقيقاً تجريه الجهات المعنية في الأمر الذي قال إنه كان سبباً في تغيير نهجه ودفعه إلى البقاء والمواجهة.
وفي تصريح لموقع "هسبريس" المحلي، أوضح أن "الانتخابات (النيابية المحلية) المقبلة لا تهمنا، وهي مفتوحة أمام الجميع. لكن بالنسبة إلينا فإن حساب الحصيلة مع ‘البيجيدي‘ يجب أن لا يغلق".
واعتبر أن "كل من يعتبر نفسه ضحية قانون أو إجراء (للحكومة)، مدعو للانضمام" وأن "الشبكة منفتحة على جميع الهيئات والشخصيات، ويمكن أن تحتضنها مختلف المؤسسات".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...