شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"أدركونا قبل ألا تستطيعوا أن تدركوا أنفسكم"... معتقلون مصريون يطلقون "نداء من على حافة الجائحة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 9 يوليو 202007:24 م

"أدركونا قبل ألا تستطيعوا إدراك أنفسكم". هكذا ختمت مجموعة سجناء مصريين من توجهات مختلفة، اختارت اسم "منتدى الأسير المصري"، نداءها الذي يحذّر من انتشار كورونا بين السجناء، ويطرح مبادرة "لهدنة سياسية إنسانية مفتوحة نجمّد فيها طواعية كافة الصراعات والنزاعات السياسية لنتفرغ جميعاً لمواجهة الجائحة"، لأن الفيروس "لا يفرّق بين إسلامي وعلماني".

وهنا نص النداء الذي وصل إلى رصيف22 وإلى وسائل إعلامية أخرى:

نداء من على حافة الجائحة

وصلت الجائحة سجوننا فلم تفرّق بين حارس وسجين، ودخلت الجائحة زنازينا فلم تفرّق بين سياسي وجنائي، اقتحمت الجائحة معتقلاتنا فلم تفرّق بين إسلامي وعلماني. أتت الجائحة فصارت المنازل أضرحة والزنازين أضرحة. فيا أيها الواقفون على حافة الجائحة أشهروا رايات الهدنة.

فالجائحة جاءت لتثبت تهافت نزاعاتنا وتواضع صراعاتنا أمام الإرادة الإلهية وقلة حيلتنا وضعف خصومنا أمام قوة الطبيعة. أتت الجائحة لتذكّرنا بأن حماية أرواح الكل ضرورة لا سبيل لها إلا بالتكاتف والتضامن. أتت الجائحة فلم تنجُ منها إلا المجتمعات التي وحّدت صفوفها وجيّشت جهودها نحو دافع واحد هو غريزة البقاء والاحتفاء بالحياة، وعملت على هدف واحد وهو تأمين المستقبل.

أتت الجائحة واندحر أمامها كل مَن تمسّك بصغائر المكاسب وكل مَن انشغل بكبائر الماضي، أتت كنذير وآية، كابتلاء واختيار لكل البشرية وأتى رد العقلاء بضرورة ألا يتشابه ما بعدها مع ما قبلها.

لذا نوجّه خطابنا هذا لكل عقلاء المجتمع المصري (وهم بإذن الله الأغلبية) كما نوجّهه لكل قواه الفاعلة: إما أن ننجو معاً أو نخسر معاً خسائر لا تُعوَّض ولا سقف لها.

مصيرنا واحد شئنا أم أبينا، فسلامة السجين ضرورة لسلامة ابن القاضي وسلامة المعتقل ضرورة لسلامة والدة الضابط وسلامة الأسير ضرورة لسلامة أخيه الشامت فيه. كلنا أمام الفيروس سواسية، مجرد وسائط للانتشار والتكاثر، وكل الحلول الأمنية باطلة وكل الأدوات القمعية عاجزة.

"أتت الجائحة فلم تنجُ منها إلا المجتمعات التي وحّدت صفوفها وجيّشت جهودها نحو دافع واحد هو غريزة البقاء والاحتفاء بالحياة، وعملت على هدف واحد وهو تأمين المستقبل"... معتقلون مصريون يطلقون "نداء من على حافة الجائحة"

لهذا يطلق منتدى الأسير المصري مبادرته لهدنة سياسية إنسانية مفتوحة نجمّد فيها طواعية كافة الصراعات والنزاعات السياسية لنتفرغ جميعاً لمواجهة الجائحة. كما يأمل منتدى الأسير المصري أن تتفاعل كافة القوى والتيارات والأحزاب والحركات المعبّرة عن كامل الطيف السياسي المصري (وجلّها ممثَّل في السجون والمقرات) بجدية مع هذه المبادرة.

كما يناشد منتدى الأسير المصري كافة العقلاء في مؤسسات الدولة المصرية (وهم إنْ شاء الله كثيرون) بالتعاطي بإيجابية مع هذه المبادرة لوقف الإدارة الأمنية وتنحية الحلول القمعية واستبدالها بالإدارة الجماعية والحلول العلمية. كما نقترح تشكيل خلية لإدارة الأزمة مشكّلة من القوات المسلحة ونقابة الأطباء والمجلس القومي لحقوق الإنسان، بمساندة دولية من الهلال والصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، تقوم هذه الخلية بإدارة وتعبئة كل جهود وموارد المجتمع المصري وإطلاق الطاقة الكامنة فيه لإنقاذ المستقبل ومواجهة الجائحة.

"مصيرنا واحد شئنا أم أبينا، فسلامة السجين ضرورة لسلامة ابن القاضي وسلامة المعتقل ضرورة لسلامة والدة الضابط وسلامة الأسير ضرورة لسلامة أخيه الشامت فيه. كلنا أمام الفيروس سواسية"... معتقلون مصريون يطلقون "نداء من على حافة الجائحة"

كما يطالب منتدى الأسير المصري حكماء وشيوخ القضاء بالانضمام إلى هذه المبادرة، بالعمل على إطلاق سراح كل الخبرات والطاقات المحبوسة في السجون والمنفية إلى الخارج من أطباء وممرضين ومتطوعين، والنظر بعين الرحمة للأمهات والمرضى والمسنّين المهددة أرواحهم في السجون بسبب الأزمة السياسية، وإعادة توحيد الموارد والجهود المهدرة في ساحات التقاضي وإعاشة ورعاية السجناء والمعتقلين وأسرهم.

يؤكد منتدى الأسير المصري على ضرورة إنهاء التكدس في السجون عن طريق الاستخدام الواسع والشامل لأدوات العفو والإفراج الشرطي والصحي وصلاحيات وقف تنفيذ الأحكام وإخلاءات السبيل كإجراءات ضرورية لحماية المجتمع كله ومن باب أولى الإخلاء التام لمقرات الاحتجاز غير الشرعية أسوة بكل الدول التي تمكنت من السيطرة على انتشار الوباء.

في النهاية، يضع منتدى الأسير المصري ثقته في الله أولاً ثم الشعب ثانياً. ويطلق مبادرته آملاً في أن تحظى بواسع الانتشار وعميق النقاش وجدية التبني، فالجائحة تستدعي التجرد والإخلاص ووحدة المجتمع المصري بل البشري كله.

وأخيراً نسألكم جميعاً الدعاء، فالمنازل أضرحة والزنازين أضرحة ونحن على حافة الجائحة.

أدركونا قبل ألا تستطيعوا أن تدركوا أنفسكم.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image