شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
تخطّى ترامب وحظي بدعم الكونغرس... تقييم أمريكي

تخطّى ترامب وحظي بدعم الكونغرس... تقييم أمريكي "قاتم" لتفشّي كورونا في السعودية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 2 يوليو 202001:50 م

أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن التحرك الأخير والمتأخر لإجلاء أفراد من البعثة الدبلوماسية الأمريكية في السعودية جاء عقب "ضغوط هادئة" من الكونغرس وعقب تقدير أمريكي "قاتم" عن تفشي فيروس كورونا في المملكة وسط اتهامات لإدارة الرئيس دونالد ترامب بتأجيل هذه الخطوة حرصاً على علاقاته "الخاصة والرسمية" بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وذكرت الصحيفة أن الفيروس التاجي تفشى داخل مجمع السفارة الأمريكية المترامي الأطراف في الرياض، حيث أصيب العشرات من موظفي السفارة، الشهر الماضي، وجرى عزل أكثر من 20 منهم مع الاعتقاد بأن حفل شواء عيد الميلاد هو الناقل المحتمل للمرض. 

ولم تعلق السعودية رسمياً على التقرير حتى كتابة هذه السطور. لكن تقارير إعلامية أشارت، بصورة غير مباشرة، إلى التفشي الكبير للمرض في أمريكا وعدة عواصم عالمية وكذلك إلى "جهود المملكة الرشيدة لحماية نفوس كثيرة من ضرر الجائحة".

تحليل قاتم عن "كورونا في المملكة"

إلى اليوم ، سجلت السعودية 194,225 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، توفي منها 1,698، وتعافى 132,760. وتشير التقارير الإعلامية والرسمية المحلية إلى كفاءة القطاع الطبي السعودي وجهوزيته في مواجهة الوباء.

"بعد ضغوط مارسها الكونغرس"... ملابسات مثيرة خلف قرار الخارجية الأمريكية إجلاء أفراد من بعثتها الدبلوماسية في السعودية. تقدير أمريكي قاتم يُشبّه تفشي كورونا في المملكة بالذروة التي ضربت نيويورك في آذار/ مارس ويصف استجابة مسؤوليها بـ"غير الكافية"

لكن تحليلاً قاتماً من داخل السفارة الأمريكية في الرياض، تم تداوله في قنوات مغلقة في الرياض وواشنطن أواخر الشهر الماضي، شبّه حالة الفيروس التاجي في المملكة بحالة الذروة التي ضربت مدينة نيويورك في آذار/ مارس الماضي.

واعتبر التقييم أن استجابة الحكومة السعودية "لم تكن كافية"، حتى عندما امتلأت المستشفيات بالمرضى وضرب الفيروس موظفي الرعاية الصحية.

زاد القلق داخل السفارة الأمريكية بشأن كورونا في الأسابيع الأخيرة، لا سيما مع الزيادة الكبيرة في أعداد المصابين بالفيروس في المملكة وجيرانها، وشكوك مسؤولي السفارة "الجدية" بشأن استعداد المملكة للتعامل مع الوباء.

وركّز إعلان الحكومة السعودية على اقتصار الحج هذا العام على عدد قليل من المواطنين والمقيمين داخلها في سابقة لم تحدث منذ تأسيس المملكة الحديثة عام 1932، لاعتبارات تتعلق بتدابير مواجهة الفيروس. وهذا ما عزز تلك الشكوك.

ورجح التقييم الأمريكي ارتفاع نسبة الإصابات خلال تموز/ يوليو الجاري، مع احتمال وجود عجز في أسرّة المستشفيات بسبب اكتظاظ الوحدة الطبية الخاصة بالسفارة نتيجة ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس بين موظفي البعثة وعائلاتهم.

نيويورك تايمز: في الوقت الذي تدرس فيه الخارجية الأمريكية تأمين سلامة موظفيها في خضم تفشي كورونا في السعودية، كان بومبيو والبيت الأبيض أكثر حرصاً على عواقب ذلك على علاقاتهم "الخاصة والرسمية" مع بن سلمان

"تحرك استثنائي" يتخطى ترامب

في الأثناء، اضطر بعض العاملين في السفارة إلى اتخاذ "خطوة استثنائية" تمثّلت في نقل المعلومات إلى الكونغرس خارج القنوات الرسمية، قائلين إنهم لا يعتقدون أن قيادات وزارة الخارجية الأمريكية أو السفير الأمريكي في المملكة، جون بي أبي زيد، يأخذون الموقف على محمل الجد، وإنه يجب إجلاء معظم موظفي السفارة وعائلاتهم. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد اتخذت خطوات مماثلة قبل عدة شهور مع بعثات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط وآسيا وروسيا.

واستندت "نيويورك تايمز" إلى شهادات تسعة مسؤولين دبلوماسيين حاليين ومسؤول سابق، لإلقاء الضوء على المخاطر التي تواجه الدبلوماسية الأمريكية مع تفشي وباء عالمي لا يزال مستعراً.

ورأت أن هذه القصة من السعودية تسلط الضوء على الاحتكاكات بين دبلوماسيي الخطوط الأمامية وضباط المخابرات ومسؤولي الدفاع من جهة، وكبار مسؤولي إدارة ترامب، من الجهة الأخرى، الذين يحرصون على الحفاظ على العلاقات الخاصة التي تربطهم بدول مثل السعودية.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى النفوذ الهائل الذي تتمتع به العائلة المالكة السعودية على الشرق الأوسط وسياسات الطاقة، وكذلك إلى مبيعات الأسلحة المثيرة للجدل التي دافع عنها الرئيس ترامب شخصياً في ذروة هجوم الكونغرس على المملكة.

ونبّهت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تحركت في 27 حزيران/ يونيو الماضي، بسبب الضغوط الهادئة في الكونغرس من الحزبين، معلنةً "المغادرة الطوعية للأفراد الأمريكيين غير الأساسيين وأفراد من أسر البعثة الأمريكية في السعودية". وعدّ بعض كبار المسؤولين في السفارة ذلك "نصف إجراء" إذ كانوا يطالبون بإجلاء معظم الأمريكيين الذين يراوح عددهم بين 400 و 500 موظف في سفارة الرياض وقنصليتين.

وقالت الخارجية الأمريكية، في بيان أصدرته في الأول من تموز/ يوليو الجاري: "ليس لديها أولوية أعلى من ضمان سلامة موظفي الحكومة الأمريكية والمواطنين الأمريكيين"، مشيرةً إلى أن المغادرة الطوعية "مناسبة نتيجة الظروف الحالية المرتبطة بالوباء"، فيما أقرت بأن "الوباء أثر على موظفي البعثة وعلى مجتمعنا في السعودية".

الفيروس التاجي تفشى في مجمع السفارة الأمريكية المترامي الأطراف في الرياض، حيث أصيب العشرات من موظفي السفارة، الشهر الماضي، وجرى عزل أكثر من 20 منهم

استرضاء بن سلمان

في هذا السياق، أوضح دوجلاس لندن، العضو السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والذي خدم في عدة بلدان بالشرق الأوسط، أن العائلة المالكة السعودية لن ترحب بأي تحرك تتولاه الحكومة الأمريكية لخفض عدد الدبلوماسيين وضباط المخابرات في المملكة نتيجة الوباء.

وأضاف: "لم يكن السعوديون ليتهاونوا البتة في ثني المسؤولين الأمريكيين عن الأعمال الخارجية التي قد تجعل المملكة تبدو ضعيفة أو كفوءة أو غير آمنة في أوقات الأزمات". ولفت إلى أن "استرضاء المملكة" كان أكثر أهمية لإدارة ترامب على نحو جعل علاقة أمريكا بآل سعود حجر زاوية في سياستها الخارجية.

"في الوقت الذي تدرس فيه وزارة الخارجية تأمين سلامة الموظفين الأمريكيين في خضم تفشي المرض في المملكة، كان وزير الخارجية مايك بومبيو والبيت الأبيض لا يزالان أكثر تركيزاً على عواقب علاقتهما، الخاصة والرسمية بالحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، من المخاطر التي يتعرض لها الأمريكيون"، استنتجت الصحيفة.

وذكّرت الصحيفة بالدفاع المستميت لترامب عن بيع الأسلحة للمملكة التي تواجه انتقادات حقوقية بسبب حربها التي خلفت آلاف القتلى المدنيين في اليمن، وبالعلاقة المتينة التي تجمع بن سلمان وصهر ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر.

كذلك أوضحت أن السفارة الأمريكية في الرياض من أهم المواقع الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط وموطن واحدة من أكبر محطات المخابرات الأمريكية هناك، فيما يعيش المئات من الدبلوماسيين الأمريكيين وضباط المخابرات وعائلاتهم في مجمع السفارة والمجمعات السكنية المجاورة.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image