شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"باِسم الفضيلة"... حملة اعتقالات جديدة لفتيات "تيك توك" في مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 1 يوليو 202005:59 م

في إطار حملتها المستعرة على مواقع التواصل الاجتماعية، لا سيما تطبيق تيك توك، قبضت السلطات المصرية على فتاتين جديدتين خلال الساعات الماضية بذريعة "حماية القيم المجتمعية والآداب العامة" التي لوحقت بها مودة الأدهم وحنين حسام وأخريات.

ونقلت مواقع مصرية عن محامٍ، يُدعى أشرف فرحات، أن السلطات الأمنية ألقت القبض على "فتاة تيك توك" منار سامى (30 عاماً)، مساء 30 حزيران/ يونيو، على خلفية بلاغ مقدم منه إلى النائب العام يتهمها فيه ببث "محتوى يشكل جريمة" عبر حساباتها.

وزعم المحامي أن الفتاة تركت سيارتها في أحد أماكن الانتظار وانصرفت مع شاب مدة ثلاث ساعات. وأضاف: "انتظرتها مباحث الآداب في المكان. وفور عودتها ألقت القبض عليها وبرفقتها الشاب"، مبرزاً أنها أصيبت بانهيار وقتذاك.

واتهم المحامي الشابة بالسير "على خطى حنين حسام ومودة الأدهم (كلتاهما قيد الاحتجاز) وغيرهما من فتيات التيك توك اللواتي دخلن إلى عالم الفيديوهات المخلة بالآداب لجذب الانتباه".

وتابع أن سامي "ظهرت لتثير الغرائز والجدل من جديد بعد حبس اللواتي سبقنها في هذا النوع من الفيديوهات"، و"اعتادت بث صور وفيديوهات قصيرة على انستغرام وتيك توك لإثارة الغرائز بقصد جذب المشاهدين وجمع المال ضاربة بالعادات والتقاليد للمجتمع عرض الحائط".

وبالتزامن، قبضت الأجهزة الأمنية على منة الله عماد، الشهيرة بريناد عماد، صانعة المحتوى على تيك توك، واتُّهمت بـ"إنشاء صفحة بقصد ارتكاب جريمة معاقب عليها والإعلان عن النفس لممارسة البغاء وتحريض الغير على ارتكاب مثل تلك الوقائع، خلافاً للمبادئ والقيم".

"تضربان بالعادات والقيم عرض الحائط"... توقيف فتاتين جديدتين في إطار الحملة الأمنية المصرية على "فتيات تيك توك". التهمة: "الرقص وارتداء ملابس فاضحة"

تشهير وتحريض 

اللافت أن وسائل إعلام محلية أبرزت أن عماد شعرت بالخوف عقب القبض على عدد من "فتيات التيك توك" مثل مودة الأدهم وحنين حسام، وبادرت بحذف الصور ومقاطع الفيديو التي قد تؤدي بها إلى المصير نفسه. وأضافت: "نظراً لانتشار الأفلام والفيديوهات والصور على المواقع وتداولها تم إصدار إذن من النيابة العامة بضبطها".

وتبارت هذه المواقع الموالية للسلطة في وصف "الخطة الأمنية المحكمة" و"إعداد الكمائن" للإيقاع بالفتاتين، منار وريناد. بل تمادت في التشهير بهما والتحريض عليهما بالقول إنهما كانتا تؤديان "حركات راقصة مثيرة" وترتديان "ملابس تبرز مفاتنهما" وصوّرتا نفسيهما بـ"شكل خادش للحياء، ونشرتا الصور على مواقع التواصل الاجتماعي بهدف استقطاب الشباب لممارسة الرذيلة مقابل مبالغ مالية".

وقررت النيابة العامة حبس عماد أربعة أيام على ذمة التحقيق بتهمة "تقديم فيديوهات خادشة للحياء، تندرج تحت إذاعة مواد إباحية عبر موقع التواصل الاجتماعي تيك توك".

لأنهما تسيران "على خطى حنين حسام ومودة الأدهم" وتؤديان "حركات راقصة مثيرة" وترتديان "ملابس خادشة للحياء"، اعتبرت السلطات الأمنية المصرية أن منار سامي وريناد عماد تنشدان "البغاء وجمع المال والشهرة السريعة" واعتقلتهما!

عودة إلى العصور الوسطى؟

وعلى الرغم من أن العديد من المصريين يدعمون الحملة ضد "فتيات التيك توك" تحت شعار "حماية الفضيلة والقيم المجتمعية"، فإن فريقاً ليس بالقليل منهم أعرب عن خشيته من استفحال مصادرة الحريات والعودة إلى العصور الوسطى، في إشارة إلى الرجعية والتخلف.

وعبر حسابه على فيسبوك، تساءل الصحافي المصري أحمد أبو القاسم: "هو كل يوم أخبار عن القبض على بنات صغيرة وتدمير سمعتهم علشان بيعملوا فيديوهات على تيك توك وغيره بسبب بلاغات من ناس فاضية؟".

وأضاف: "هما بيروحوا يخبطوا على بيوتكم عشان تشوفوهم؟ ولا حد بيجبركم تتفرجوا عليهم؟ فين نقابة المحامين من كل محامي بيشوف أقرب طريق للشهرة يبلغ عن الناس؟ فسق وفجور إيه لناس بتعمل فيديوهات علنية في تطبيق علني؟".

وبيّن أبو القاسم أن لكل شخص مطلق الحرية في رفض محتوى معين وتجنب متابعته، لافتاً إلى أن مفاهيم مثل "قيم المجتمع" و"القيم الأسرية" تختلف من شخص لآخر ولا ينبغي فرضها على الجميع.

وختم: "لا من حقك تحبس ولا تصادر ولا تمنع. هو إحنا بنرجع للعصور الوسطى؟".

ورأى آخرون أن الحملة ضد المحتوى الذي تقدمه فتيات التيك توك يعكس التمييز ضد النساء في المجتمع المصري، لا سيما أن السلطات تتحرك بسرعة ضدهن في حين تتجاهل الشكاوى ضد صانعي محتوى رجال ينتهكون القانون، وأبرزهم عمرو راضي الذي ظهر قبل أسبوع معلناً احتكاره كميات كبيرة من العلاجات "غير المتوفرة في السوق". ووصفوا ذلك بـ"النفاق" و"الازدواجية".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image