شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!

"يشتمونا وياخدوا فلوسنا"... عن العلاقة بين رياضيين ذوي قدرات خاصة و"الإدارة"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 13 يوليو 202004:44 م
صدر قانون رقم 2733 لسنة 2018، والذي يتضمن اللائحة التنفيذية لقانون من المفترض أن يحمي حقوق الأشخاص ذوي القدرات الخاصة، ولكن لا يزال رياضيون ذوو الاحتياجات الخاصة أهدافاً لـ"متنمرين"، وأرضاً خصبة للاضطهاد، حتى أولئك الذين تحدوا "إعاقتهم" وحولوها لسلاح يقاتلون به في ميادين الرياضة، بحسب من تحدثوا لرصيف22.

"المدير شتمنا"

تقول صفاء أحمد (33 سنة)، بطلة الجمهورية في لعبة "رمي الرمح وقوف"، لديها قصر مفرط في القامة، إن معاناتها بدأت في عام 2011، حيث أشارت إلى تغيرات طالت النادي الخاص بذوي القدرات الخاصة في بنها، مصاحبة لتغيرات سياسية، حيث نجح أحد من ذوي القدرات الخاصة، من اعتلاء منصب إداري هام، فتقدمت صفاء بشكوى، وما ضايقها أكثر طريقة الرد عليها من قبل الإدارة.

تضيف صفاء لرصيف22: "بدأت المجاملات تضرب أرجاء النادي، وعندما اعترضت، كوني بطلة الجمهورية ولاعبة منتخب مصر، على عدم مساواة كل اللاعبين في الحقوق، وإعطاء مجلس الإدارة بدل انتقال لبعض المقربين ثلاثة أضعاف ما نحصل نحن عليه، كان رد المدير هو السبّ، ووصفي أنا وكل زملائي من ذوي القدرات الخاصة، بالشحاتين والمتسولين والمتاجرين بإعاقتهم".

وتتابع لاعبة الرمح: " تلقينا تهديدات بعد تكوين جبهة للمعارضة ضد سياسات النادي، ورئيس النادي قال لنا: اللي مش عاجبه يمشى ومشفش وشه هنا، إضافة إلى تجاوزات بحقنا، وأخذ هواتفنا المحمولة ليرى إن كنا نسجل الاجتماع بهم أم لا".

"اعترضتُ، كوني بطلة الجمهورية ولاعبة منتخب مصر، على عدم مساواة كل اللاعبين في الحقوق، كان رد المدير هو السبّ، ووصفي أنا وكل زملائي من ذوي القدرات الخاصة، بالشحاتين والمتسولين والمتاجرين بإعاقتهم"

وتابعت صفاء: "توجهنا للسيد المحافظ لشكوى مجلس إدارة نادى السلام ببنها، وتقدمنا بشكوى للنيابة الإدارية العامة، وتم إيقاف التحقيق بعد رفض شديد من مديرية الشباب والرياضة".

أين مستحقات الدعم؟

وتؤيد صفاء في وجهة نظرها رحاب الجمل (28 سنة)، لاعبة طائرة جلوس بنادي المستقبل للشباب في الإسكندرية، تقول إن "مجلس إدارة النادي تفنن في ظلم اللاعبين من ذوي القدرات الخاصة، وزوّر توقيعاتهم على مستحقات الدعم، التي يحصل عليها النادي من وزارة الشباب والرياضة، نسمع عن دعم بعشرات الآلاف من الوزارة، ولا نحصل منه على أي عائد مادي، لا نعلم أين يذهب هذا الدعم، وكيف يتم صرفه!".

تضيف رحاب لرصيف22: "تتأخر بدلاتنا بالشهور، وحينما قررنا تقديم شكوى لمجلس الإدارة قبل شهور، جاء رد رئيس النادي قاسياً، فقال لنا: مش كفاية لمّيناكم من الشوارع، أحمدوا ربنا أنكم لاقين مكان تتدربوا فيها وبتاخدوا ميداليات وتتكرموا، كمان عايزين تعملوا فيها ثوار!!".

"حاولنا الاتصال بالسيدة حياة خطاب، رئيس اللجنة البارالمبية المصرية المنوط بها متابعة الرياضيين من متحدي الإعاقة، وتوجهنا بالشكوى لها، ومدى ما نعانيه من ظلم واضطهاد وتنمر، لكنها ردت علينا بأنها مسؤولة فقط عن تنظيم المسابقات التي يشاركون فيها، أما الشق الخاص بالأزمات والخلافات فليس من اختصاصها الفصل فيه"، تقول رحاب.

"مش كفاية لمّيناكم من الشوارع، أحمدوا ربنا أنكم لاقين مكان تتدربوا فيه، وبتاخدوا ميداليات وتتكرموا، كمان عايزين تعملوا فيها ثوار!!"

وتكشف جيهان. ع، لاعبة الريشة الطائرة، تعاني من قصر مفرط في القامة، من نادي كفر الشيخ لمتحدي الإعاقة، أن ناديها تحصّل على 100 ألف جنيه دعم من الدولة، وتم توزيعها على أعضاء المجلس دون توجيه هذا المبلغ لخدمة متحدي الإعاقة، ودعم الألعاب المختلفة، لتكوين بعثة مشرفة للنادي ضمن البعثة المصرية المشاركة في الألعاب البارالمبية التي كانت مقررة في طوكيو 2020، وتم تأجيلها لمدة عام بسبب تفشي فيروس كورونا.

وتقول لاعبة الريشة الطائرة لرصيف22: "حينما توجهنا لمديرية الشباب والرياضة نتساءل عن الدعم، وجدنا تدليساً غير مبرر وغير مفهوم من مجلس إدارة النادي، وبعدها عرفنا بأن مدير مكتب وكيل الوزارة في كفر الشيخ هو زوج شقيقة رئيس النادي، وبالتالي قررنا تصعيد الشكوى لوزارة الشباب والرياضة، فوجئنا بأن الشكوى على مكتب رئيس النادي بعدها بأسبوع، يستعرض بها نفوذه أمامنا ويهددنا بالطرد النهائي من النادي".

"طلباتهم أكبر من ميزانيتنا"

وضعنا هموم وقضايا هؤلاء أمام الدكتورة حياة خطاب، رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، فجاء ردها أن "طلبات هؤلاء الرياضيين من ذوي الهمم واحتياجاتهم أكبر من ميزانية اللجنة، وهي كل ما تتحصل عليه من وزارة الرياضة وتقدر نقدياً كل عام بمليون ونصف، بجانب رعاية الوزارة وتحملها تكاليف البعثات والدورات التي يشارك فيها الأبطال من متحدي الإعاقة".

وقدرت خطاب كل ما تتحمله الوزارة من دعم وأنشطة الأبطال البارالمبيين بـ 7 مليون جنيه كل عام، بحسب حديثها لرصيف22.

وعن شكوى عدد من اللاعبات، قالت خطاب بأن الأزمة تكمن في مديريات الشباب والرياضة في المحافظات، واللجنة دورها تنظيم البطولات والبت في المشاكل والقضايا التي تردها من مديريات الشباب، وتصر خطاب أن ما يصل للجنة هو عدد محدود من الشكاوى.

وقالت خطاب: "اللجنة البارالمبية يتبعها 52 نادياً للمعاقين، موزعين على كافة أنحاء الجمهورية، وتمتلك القاهرة النسبة الأكبر من هذه الأندية، هذا بخلاف لجان الإعاقة التي تتواجد في كل نادٍ من الأندية الأخرى، والتي تتبع في إشرافها اللجنة البارالمبية".

" الأزمة تكمن في قلة الرعاة للأبطال الرياضيين من ذوي القدرات الخاصة".

وعن كيفية إعداد رياضيين بارزين من ذوي القدرات الخاصة، وهم يعانون من كل هذه المشاكل للمنافسات القارية والعالمية، قالت رئيس اللجنة البارالمبية، إن "الأزمة تكمن في قلة الرعاة لهؤلاء الأبطال، وبالتالي عدم توافر الدعم الكامل لهم، بجانب أننا هذا العام نتعرض لحدث استثنائي وهو تأجيل البارالمبياد بسبب جائحة كورونا، ما أثر سلباً على إعداد وتجهيز اللاعبين، لأن عقود الرعاية تنتهي بحلول موعد الدورة في 2020، والتأجيل لمدة عام يستوجب تعاقدات ومفاوضات جديدة مع رعاة اللاعبين، وهم أربعة رعاة".

وتابعت خطاب بأن البعثة المقرر مشاركتها في البارالمبياد المقبل في طوكيو 2021، يبلغ عددها 50 لاعباً، بجانب الجهاز الفني والإداري والطبي لكل فريق أو لاعب، موضحة بأن المشاركين هم من ألعاب رفع أثقال، ألعاب قوى، سباحة، تنس طاولة، تايكوندو، جودو مكفوفين والريشة الطائرة.

وفي النهاية، لا تزال جيهان لا تعرف مصير شكواها، تقول لاعبة نادي كفر الشيخ: "قدمنا أكثر من عشرين شكوى لجهات مختلفة، منها محافظة كفر الشيخ، مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة، اللجنة البارالمبية المصرية، المجلس القومي لمتحدي الإعاقة، وزارة الشباب والرياضة في القاهرة واللجنة الأولمبية المصرية، ولكننا لا نجد رداً، ونفوذنا لا يسمح لنا بمتابعة هذه الشكاوى وإلى أين وصلت".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image