شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
مصدره الخنزير… وباء محتمل جديد قادم من الصين

مصدره الخنزير… وباء محتمل جديد قادم من الصين

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 30 يونيو 202012:31 م

عثر العلماء على سلالة جديدة من الأنفلونزا في الصين، مصدرها الخنازير، محذرين من أن لديها القدرة على التحول إلى "وباء" مع إمكان الانتقال "بسهولة" بين البشر.

وفيما لا يمثل الفيروس الجديد مشكلة طارئة حالياً، يقول العلماء إن لديه "كل السمات البارزة" للتكيف بدرجة كبيرة مع إصابة البشر، مبرزين أنه يحتاج إلى "مراقبة دقيقة".

مما يزيد المخاوف بشأن الوباء الجديد المحتمل أن مناعة الناس ضده قد تكون ضئيلة أو معدومة.

سمات مميزة وقدرة على التحول

أطلق العلماء على السلالة الجديدة G4 EA H1N1، وهو عبارة عن مزيج من أنفلونزا مماثلة ظهرت في الطيور الأوروبية/ الآسيوية، وأنفلونزا H1N1 في أمريكا الشمالية، وسلالة أنفلونزا الخنازير نفسها التي أدت إلى "جائحة" عام 2009.

"يمكن أن ينمو ويتكاثر في الخلايا الموجودة في القصبات الهوائية عند البشر"... العلماء يحددون سلالة جديدة من الأنفلونزا بـ"سمات بارزة" و"احتمال تفشي وبائي"

ووفق الدراسة التي نُشرت في دورية Proceedings of the National Academy of Science، في 29 حزيران/ يونيو، فإن تدابير السيطرة على الفيروس في الخنازير، والمراقبة الدقيقة للعاملين في مجال تربية الخنازير والصناعات المتصلة بها من الذبح وتعليب لحومها "يجب أن تُنفذ بسرعة".

وفي حين لا يزال العالم يكافح جائحة فيروس كورونا، يُعد ظهور أي سلالة جديدة خطيرة من الإنفلونزا على قائمة التهديدات الرئيسية للأمراض التي يراقبها الخبراء.

وكان آخر انتشار وبائي لأنفلونزا واجهها العالم هو انتشار أنفلونزا الخنازير الذي بدأ في المكسيك عام 2009. لكنه كان أقل فتكاً مما كان عليه في بدايته.

يرجع ذلك إلى أن العديد من كبار السن كانت لديهم بعض الحصانة ضد المرض، ربما لتشابهه مع فيروسات الأنفلونزا الأخرى التي ظهرت في السنوات السابقة له.

وهناك أوجه تشابه بين سلالة الإنفلونزا المكتشفة حديثاً في الخنازير بالصين وأنفلونزا عام 2009، لكن مع بعض التغييرات.

ما مصدر خطورتها؟

ورغم أنها لا تمثل "تهديداً كبيراً" حتى الآن، يعتقد البروفيسور كين تشو تشانغ وزملاؤه، الذين أجروا الدراسة الأخيرة بين عامي 2011 و2018، إنها من النوع الذي يتطلب مراقبة عن كثب.

وبيّنوا أن هذه النوع من الأنفلونزا يمكن أن ينمو ويتكاثر في الخلايا الموجودة في القصبات الهوائية عند البشر. كما عثروا على أدلة على وقوع إصابات بالمرض بين الأشخاص الذين عملوا في مسالخ الخنازير والصناعات المرتبطة بلحومها في الصين.

السلالة الجديدة من الأنفلونزا التي ظهرت في الصين مصدرها الخنازير. وبرغم أنها غير رائجة في العالم العربي لتحريم لحومها إسلامياً، ثمة مخاوف بشأن تحول الفيروس الجديد إلى وباء خاصةً أن مناعة الناس ضده قد تكون ضئيلة أو معدومة

وورد في نص الدراسة أن النوع الجديد "يمثل مشكلة متنامية في مزارع الخنازير (بالصين)، وأن الانتشار الواسع لفيروسات G4 في الخنازير يزيد حتماً من نقلها إلى الإنسان".

عدا ذلك، لا يبدو أن لقاحات الأنفلونزا المتاحة حالياً تقي من هذا المرض، على الرغم من أنه يمكن تكييفها للقيام بذلك إذا لزم الأمر.

وقال تشو تشانغ، وهو يعمل في جامعة نوتنغهام البحثية بالمملكة المتحدة، في تصريح لـ"بي بي سي": "إننا الآن مشتتون بسبب الفيروس التاجي. ونحن محقّون في ذلك. لكن يجب ألا نغفل الفيروسات الجديدة التي يُحتمل أن تكون خطرة"، مردفاً أن الفيروس الجديد "يجب ألا نتجاهله".

أما البروفيسور جيمس وود، رئيس قسم الطب البيطري في جامعة كامبريدج، فأشار إلى أن العمل "يأتي كتذكير مفيد" بأننا نتعرض باستمرار لخطر مرض جديد، وبأن الحيوانات التي يربيها البشر قد تكون مصدراً للفيروسات الوبائية الخطيرة".

في الوقت نفسه، هناك بعض التطمينات بشأن السلالة الجديدة إذ كتبت مارثا نيلسون، عالمة الأحياء التطورية، في الدورية العلمية أن "احتمال أن يتسبب هذا النوع المحدد بحدوث جائحة منخفض"، معتبرةً أنه يمكن الاكتفاء بمراقبة تطوره. 

يُذكر أن الخنازير غير رائجة في الدول العربية بسبب تحريم تناول لحومها وفق الشريعة الإسلامية. لكن هذا لا يمنح سكان هذه الدول حصانة ضد العدوى لدى تفشيها كجائحة، تماماً كما حدث عند انتشار وباء كورونا الذي يعتقد بأن مصدره الخفاش.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard