اتّهمت أسرة الناشط السياسي المصري المعتقل علاء عبد الفتاح وزارة الداخلية باستئجار عدد من "السيدات البلطجيات" للاعتداء على والدته وشقيقتيه أثناء اعتصامهن أمام سجن طرة للضغط على إدارته من أجل منحهن رسالة منه يطمئنهن فيها على سلامته.
وبدأت والدة علاء، د. ليلى سويف، قبل يومين اعتصاماً أمام السجن اعتراضاً على حرمانها أي وسيلة تواصل مع نجلها في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد بعد تفشي فيروس كورونا والأنباء المتواترة عن انتشار العدوى داخل السجون المكدسة بالمعتقلين السياسيين والجنائيين.
ومساء 21 حزيران/ يونيو، انضمت شقيقتا علاء، منى وسناء، إلى والدتهما في اعتصامها. ونقلتا بانتظام عبر حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي "مضايقات" المسؤولين عن السجن لهما ولوالدتهما.
بعتولنا ستات ضربونا وسحلونا وسرقونا على باب السجن pic.twitter.com/CIr7NOYTmR
— Mona Seif (@Monasosh) June 22, 2020
وفجر 22 حزيران/ يونيو، قالت منى سيف في مقطع مصوّر: "يا جماعة: طلعوا علينا ستات ضربونا، سرقوا كل حاجتنا، سحلوا أختي من شعرها، ضربوا ماما. سحلوني على الأرض لتشبثي بحقيبتي".
وأوضحت في منشورات لاحقة أن "سناء ضُربت بالشوم (العصي) على رأسها وظهرها وأكثر حد ضُرب"، وأن المعتديات سرقن "شنطنا وفلوسنا وبطايقنا (هوياتنا الرسمية)، حظي بس أن الموبايل كان في العربيّة (السيارة)".
"من غضبنا وذهولنا كنا زي المجانين نزعق في بتوع الداخلية على أنهم جايبين لنا بلطجية وأنهم واقفين يتفرجوا علينا بنتضرب ونتسحل"... والدة علاء عبد الفتاح، ليلى سويف، وشقيقتاه منى وسناء يتعرضن للضرب والسحل والسرقة على مرأى من سلطات سجن طرة ومسمعها
وأضافت: "الداخلية لم تقف فقط تشاهد. في مرحلة ما، ماما وسناء حاولتا الاحتماء عند البوابة فأبعدوهما ناحية الستات وقالوا للستات ‘خدوهما برة‘"، لافتةً إلى أن ما تعرضن له "رد شافي ووافي عن ليه إحنا قلقانين جداً جداً على صحة علاء وانقطاع أخباره!".
واعتبرت منى أن هذا الأمر كان مخططاً له منذ البداية إذ أصر أفراد الأمن إبعادهن عن نطاق كاميرات المراقبة الموجودة في المكان.
وأعربت عن دهشتها لأنهن كن في طريقهن إلى مغادرة المكان للاستراحة ساعات قليلة والعودة في الموعد الرسمي لزيارة السجناء.
"من الغضب والذهول كنا زي المجانين نزعق في بتوع الداخلية على أنهم جايبين لنا بلطجية وأنهم واقفين يتفرجوا علينا بنتضرب ونتسحل"، تابعت منى واصفةً السلطات الأمنية للنظام الحالي بأنها "عصابة مطلوقة (لا رادع لها) وعارفين أنهم فوق القانون والمحاسبة وأنه لا نائب عام سيتحرك، ولا (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي هيفرق معاه أن أي حد يتضرب ويتسحل على باب سجن عشان بيطالبوا بحد أدنى من حقوقهم".
ماذا بعد؟
وفيما بيّنت سناء سيف أنها بحاجة إلى كشف طبي جراء الضرب المبرح الذي تلقته على رأسها، وشعورها بـ"زغللة في عينيها" أي عدم وضوح الرؤية، قالت منى: "هنرتاح شوية وبعدين نشوف إيه الإجراءات والخطوات اللي هنعملها. وطبعاً لسة عايزين نطمن على علاء".
قبل يومين، بدأت ليلى سويف اعتصاماً أمام السجن مصرّةً على الحصول على رسالة خطية من نجلها المعتقل للاطمئنان على سلامته في ظل الظروف الدقيقة لتفشي كورونا في مصر والأنباء المتواترة عن انتشاره في عدة سجون وسط تعتيم تام من الحكومة
في أثناء ذلك، أكدت ليلى سويف: "وبرضه مهما عملوا مش هبطل (أتوقف) أطالب بحقوقي وحقوق ابني وحقوق المعتقلين وحقوق كل اللي مظلومين. وأول حق أطالب بيه عايزة جواب من علاء".
وأعرب ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من هذا السلوك الخطير الذي تمارسه السلطات المصرية تجاه العائلة ذات التاريخ النضالي اللافت.
وفي آذار/ مارس الماضي، منعت وزارة الداخلية الزيارة عن جميع السجناء بذريعة منع نقل عدوى كورونا إلى السجناء. لكنها تتعنت في السماح بالتواصل الآمن بين السجناء وذويهم عبر الاتصال الهاتفي أو الرسائل الخطية.
ولا تعلق السلطات على الأنباء المتزايدة بشأن تفشي الفيروس في السجون، وهذا ما يزيد قلق الأهالي على أبنائهم المعتقلين.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...