"الأب هو ذاك الذي تطلب منه نجمتين فيعود حاملاً السماء".
في الأحد الثالث من شهر حزيران/ يونيو من كل عام، يتم الاحتفال بـ"يوم الأب" أو "عيد الأب" كما يحلو للبعض تسميته، تقديراً لتضحيات الآباء ودورهم في تكوين ورعاية الأسرة والمجتمع.
هذا العام، عمّت مواقع التواصل الاجتماعي في المنطقة العربية رسائل لافتة مُفعمة بمشاعر الامتنان والتقدير للآباء، والاشتياق لمن رحل منهم في يومهم المميز. وذلك عبر وسوم: #عيد_الأب و#اليوم_العالمي_للاب.
في التعريف عن الأب، اتفق الكثيرون على أنه هو السّند، والصديق، والحبيب الذي لا يخون، والأمان، والقدوة لأجيالٍ قادمة. وأنه "البطل المجهول في حياة أبنائه"، لافتين إلى تعبه في توفير حياة كريمة لأبنائه وأفراد أسرته وتضحيته برفاهيته الشخصية وراحته في سبيل ذلك.
وخصّ معلقون الآباء الذين يكافحون لإعالة أسرهم في بلدان تعاني اقتصادياً مثل لبنان ومصر. وقال السياسي اللبناني شوقي الدكاش: "إلى كل أب يكافح في هذه الأيام الصعبة، إلى الذي يمسك أيدي أبنائه ويسهر على أحلامهم ليحققوها، إلى الأب الشهيد أو والد شهيد دفاعاً عن لبنان، إلى أبي وكل الآباء أنتم ملح الأرض وخيرها وعنفوانها".
كما وُجهت رسائل تحية خاصة "لكل أب قام بدور الأب والأم معاً و"لكل أم قامت بدور الأب والأم معاً".
"أنا أحق من التراب بعناقك يا أبي"… رسائل مؤثرة من أبناء لآبائهم في #اليوم_العالمي_للأب. امتنان خاص لما تعلمونه منهم. ماذا تعلمت من والدك؟
"عزّي وعزوتي"
وذكّروا بأن "لكل فرع أصل. والأب هو الأصل والفصل"، وبأن "لا عز كعز الأب، ولا دلال كدلاله"، معتبرين أنه يقدم لأبنائه "أطهر وأصدق حب ويُفنى الحب بعده".
وأبرزت الفنانة نجوى كرم أن "البَيّ هو الرّكن، هو القوّة، هو السَّنَد لكلّ عيلتو، كرمال هيك هو الجذع الأكبر بالشجرة والأولاد هنّي الأغصان. الله يخلّي أباء كلّ النّاس ويرحم الأموات منن".
واختصر البعض مشاعر الحب والامتنان لآبائهم في عبارات مثل: "نيالي فيك"، و"دمُت عزيزّي وعزّتي وعزّي"، و"أنت الحب الأول" و"بطلي الأوحد واستقامة ظهري"، و"طاب بك العمر".
ولأن "كل فتاة بأبيها مغرمة" عبّرت الكثيرات عن افتخارهن بآبائهن الذين عشن في كنفهم "أميرات"، في إشارة إلى حنان الصغر، بالقول: "إني أُباهي الناس فيك أنك والدي".
لكن رسائل الشكر والدعوات المُحبة للآباء الراحلين كانت أكثر دفئاً. ومن بينها: "أنا أحق من التراب بعناقك يا أبي" و"لم يُراقِصُني أبي يوماً... لكنه جاءني في المنام ضاحكاً، فرقصت"، و"نعم فقدتك، لكني ممتنة أنك أبي".
وكذلك، "اشتقت لزمنٍ كنتُ فيه بخيرٍ حقاً في كنفِ أبي".
ربما لصغر أعمارهم/ن، استغل بعض الآباء الفرصة للتعبير عن الحب لأبنائهم وبناتهن، فكتب أحدهم: "تذكّري يا بابا: قبل ما يحبِك حدا، أنا أحببتُكِ أولاً".
في #عيد_الأب، تحية إلى كل أب قام بدور الأب والأم معاً، وإلى كل أم قامت بالدورين أيضاً
تعلمت من والدي...
وحرص عدد من المشاهير العرب على الاعتراف لآبائهم بالفضل في ما وصلوا إليه. فقال الكاتب والمخرج اللبناني ناصر فقيه: "لو ما بيّي ما كنت جيت. لو ما بيّي ما كنت بقيت. لو ما بيّي ما كنت عرفت كيف استمر بالحياة. لو ما بيّي ما كنت عرفت معنى التضحية والحب والاحترام".
وذكرت إليسا: "علّمني بيّي كتير أشياء: علمني، علمني حب، علمني آمن، علمني اتعلق بأرضي... ‘علمني ما خاف وواجه قدري‘. بس ما علمني كيف بطّل اشتقلو".
أما الإعلامي اللبناني يزبك وهبة فغرّد: "كان والدي مزارعاً متواضعاً مؤمناً بالله وبالوطن وبالأرض… هذا ما تعلّمته ُ منه وما أُعلّمه لأولادي".
ووجهت الفنانة كارول سماحة رسالة تقدير "إلى من ترك أكبر أثر في حياتي، إلى أجمل صوت سمعته أذناي، كتلة فنية غريبة عجيبة، إلى من علّمني الذوق والرقي في الفن والشعر والمسرح والتمثيل والموسيقى، إلى المفكر الكبير، المحلل والثائر على التقاليد البالية، سابق عصره، المختلف عن كل الآباء... لم أشتاق إليك يا أبي لأنك تسكن جسدي وروحي".
ولم يفوت البعض الفرصة للتعبير عن تقديرهم لـ"آبائهم الروحيين" من رموز السياسة خاصةً "بيّ الكل رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري"، أو "الأب العطوف الرحيم أمين عام حزب الله حسن نصر الله" و"الأب الذي رحل وتيتمت من بعده الأمة الجنرال الإيراني قاسم سليماني".
الجدير بالذكر أن الاحتفال بعيد الأب أخذ طابعاً رسمياً في مناطق عدة من العالم مطلع القرن العشرين، غير أن جذوره تعود إلى القرن السادس عشر.
آنذاك، كانت الكنيسة الكاثوليكية تحتفي بالأبوة في يوم عيد القديس يوسف في الـ19 من آذار/مارس من كل عام. ومنها انتقلت الممارسة إلى الأمريكيتين عبر الإسبان والبرتغاليين.
ويختلف موعد الاحتفال بعيد الأب حول العالم،فما تزال بعض الدول تحتفل به في 19 آذار/ مارس ومنها إسبانيا والبرتغال، وغيرها في أيلول/ سبتمبر مثل أستراليا ونيوزيلندا. وتحتفظ أغلبية الدول بهذا الاحتفال في الأحد الثالث من حزيران/ يونيو ومنها المنطقة العربية وأمريكا وبريطانيا.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...