"راجل أختي تحرش بيا ثلاث مرات. كنت نعيط وما عاد مشيت لعندها".
"خوي شدني حاول يدخلني للمخزن وأنا جريت. بدأ كل ما يشوفني يغمز لي ويشبح لي (يحملق في) شبحات مقرفة. مرة قلّي بعتلك إضافة على فيسبوك بإيميل وهمي اقبليه. لقيته باعت مقاطع +18".
"خوي 17 سنة، ديما شاد بنت خوي الثاني، عمرها خمس سنين، ويحط فيها على متعه (عضوه الذكري). أول مرة وتاني قلت أكيد أني نتخيل، مستحيل هذا عمها. مرة خشيت (دخلت) عليه لقيته مقعمزها (أجلسها) على متعه وسرحان وبيصب عرق".
"خالي تحرش ببنات العيلة كلهن. مفيش واحدة منهن قدرت تتكلم لأنه عيب نتكلم في مواضيع لها علاقة بالجنس. وأنا 12 سنة، كنت راقدة وهو نايم عندنا. نضت لقيته راقد عليا. عنده سلوكيات منحرفة تانية، يتجسس على خالاتي، أخوته، وهن في الحمام".
"وأنا خمس سنين أو أقل، خالي رفعني ودار روحه يبي يطيحني من الدروج وفي نفس الوقت يلمس فيا من لوطة (الدُبر). كنت نعيط بأعلى صوت ما حد يرد. داير روحه يلعب معايا ويخوف فيا وهو يتحرش بيا".
هذه عيّنة من قصص التحرش الجنسي والاغتصاب التي وقعت خلف الجدران في ليبيا لعدد كبير من الفتيات قبل عدة أعوام، حين كن طفلات لا يفقهن شيئاً عن "الجنس" ويمتلكن أجساداً "مثيرة"، كما يبرر كثير من الناس، خطأً، هذه الجرائم.
نشر حساب "نسويات ليبيا" عبر فيسبوك هذه القصص التي شاركتها فئة واسعة من الفتيات والسيدات للمرة الأولى ضمن مجموعة نسوية خاصة تحمل اسم "هُن"، علاوة على بعض القصص التي وردت إلى الحساب النسوي على سبيل التفاعل. وعلّق الحساب عليها: "بنات ليبيا يكسرن الصمت ويتحدثن عن التحرش خلف الجدران"، مبرزاً أن هذه الجرائم "كثيراً ما تصدر عن الأقرباء قبل الغرباء"، مع التأكيد أن "الذنب كله على الجناة المعتدين".
"أخي يضع طفلة شقيقنا، خمس سنوات، على عضوه الذكري"... ليبيات يفضحن اعتداءات جنسية عليهن في سن الطفولة. المعتدون من ذوي القُربى: العم والخال والأخ وزوج الأخت
في المجتمع الليبي المحافظ، فضحُ مثل هذه الانتهاكات أمر خطير. تلقّت القائمات على "هُن" تهديدات من أشخاص يزعمون أنهم ينتمون إلى فرق أمنية تابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني. لم تنفِ الوزارة هذه الادعاءات برغم انتشارها، بحسب باحث اجتماعي تواصل معه رصيف22 وفضّل عدم ذكر اسمه لاعتبارات أمنية.
احتجبت المجموعة النسائية نتيجة التهديدات.
ما دور الأهل؟
حث "نسويات ليبيا" الأهالي على حماية طفلاتهن منذ الصغر و"تصديق" الناجيات من التحرش والاغتصاب، مشدداً على أن "تجربتهنّ مخيفة ومرعبة وترافقهن مدى الحياة إن لم يجدن دعماً ومساعدة نفسية. أي إنكار لمعاناتهن يوفر الحصانة للمتحرشين ويشجعهم على الاستمرار في جرائمهم".
وردّت عدة فتيات اضطرارهن إلى الصمت وتفادي إخبار الأهل إلى الخشية من عدم تصديقهن أو التعرض للأذى. وهو ما حدث لبعضهن ممن أقدمن على الاعتراف بتعرضهن للتحرش أو الاغتصاب.
جاء في إحدى الشهادات: "كنت بنت صغيرة، صف أول، وخالي قال تعالي قعمزي في حجري. قعمزت بس بدأ يمس فيا من المكان هداكه وأني نقوله يدغدغ. قال تعالي مشيت معه نحالي سروالي ونحا سرواله وقعد يديرلي فيه بس مش في مكان فقد العذرية. قعد فترة يديرلي هكا كل ما نمشو. آخر مرة خفت وقفت مع أخواتي وخالاتي. قالولي خير، قلتلهم يطلع في متعه. أخواتي ضربوني حتى خشمي قعد بي دم وأني مش غالطة كنت بيبي".
وأكدت فتاة ثانية أنه عقب تحرش أحد أقربائها بها وقصّها ذلك لأمها "بدل ما يضربوه ضربوني وحرموني ألعب. شي شهرين وأنا لا نطلع ولا نخش".
وبيّنت ثالثة: "لما كبرت حكيت لأمي. حطت اللوم عليا".
"تعرضت لاعتداء جنسي وأنا بعمر الثامنة. ولد عمي قالي تعالي نلعبك على الكمبيوتر. قعد يلمس في أعضائي الحميمة وأنا كنت مش فاهمة لعند كبرت وصارت لي مشاكل نفسية. المشكلة أن هذا الشخص شيخ وإمام جامع ويخطب في الناس. لو حكيت مش هيصدقوني".
"انتشار البيدوفيليا"
في الإطار نفسه، لفت الحساب النسوي إلى أن "اغتصاب المحارم قد يبدأ بأشياء صغيرة كالنظرة إلى النساء على أنهن ملكية تتنقل الوصاية على أجسادهنّ من أبٍ إلى أخٍ ثم إلى زوج. علماً أن فرض السيطرة على أجساد النساء ارتبط بتسلط الرجل ومراقبته النساء انطلاقاً من مفهوم ‘الرجولة‘".
وندد الحساب بـ"البيدوفيليا" التي تفوح من الشهادات، معتبراً أنها "تفشت في مجتمعنا (الليبي) بكثرة". وفسرها بـ"الرغبة في فرض السلطة والقوة على أطفال مستضعفين بالكاد تكوّن لديهم إدراك لما يحدث حولهم"، مشدداً على أن هذه الجرائم لا يمكن تبريرها بـ"الشهوة أو الكبت الجنسي". ودعا إلى ضرورة "النبذ المجتمعي والتشدد القانوني" بحق الجناة.
"خالي حاول يتحرش بيا. يقولي تعالي دلكيني وأنا صغيرة نقعد ندلك فيه وهو يقعد يقولي شدي متعي (عضوه) وأني نخاف ولما نهرب يشد فيا ويقولي في تهديدات ويقعد يدير أصوات"، ورد في شهادة أدلت بها إحدى الفتيات.
"تمنيت لما كبر يعاملني كويس، عشان ننسى يلّي صار ونسامحه"... ما يفاقم قسوة اغتصاب المحارم وجود المجرم والضحية باستمرار في مكان واحد مع فرصة تكرار الاعتداءات، لا سيما إذا لم يشعر الجاني بالندم
عدم ندم الجناة فاقم معاناة الضحايا
فيما شددت عدة ناجيات، في رسائلهن، على الأثر النفسي السيىء والمستمر لما تعرضن لهن في الطفولة من اضطرابات نفسية وعقد تجاه الجنس الآخر وفقدان للأمان، أوضحن أن عدم شعور الجناة بالندم والتكفير عن جرائمهم فاقم من شعورهن بالأسى. كتبت إحداهن: "زمان وأنا صغيرة، أربع سنوات، أخويا الكبير عمره يمكن كان 14 قالي تعالي نلعب وشلح لي سروالي واغتصبني. بعدها مشيت للحمام ونزل دم ومكنتش أعرف أن الشيء هذا خطأ".
وأضافت: "تمنيت لما كبر يعاملني كويس، عشان ننسى يلّي صار ونسامحه. بس للأسف فارض شخصيته ويهذب ويفنص ولا كأن داير حاجة. لا ويحلل ويحرم بمزاجه وداير روحه متدين وهو أكبر فاسد".
وروت ضحية أخرى: "أني صغيرة في العائلة، جاية بعد تلاتة ولاد. كان خوي الكبير ديما يشد فيا ويقعمز فيا ويبدأ يبوس فيا من كل مكان في وجهي. يبوس فيا من فمي ورقبتي ويعض ويشبح. يقعمز فيا في حجره ويحرك جسمي عليه ويدير أصوات لتوا في راسي. ولما يرقد فيا، يدخل فيا بين رجليه. كيف يحرك في متعه عليا. للآن أخاف منه وهو عايش حياته عادي".
ومثّل استمرار وجود المتحرش/ المغتصب مع ضحيته في مكان واحد وعدم القدرة على تفادي اللقاء، عبئاً وألماً إضافيين للناجيات. ومنح ذلك المعتدين فرصة للاستمرار في اعتداءاتهم في عدة حالات. قالت فتاة: "ولد عمتي دخلني حوشهم فاضي، حولي سروالي وقعد يلمس فيا وأني ما فاهمة شي وهو محول سرواله ويلتصق عليا. بعدين شفت حاجة بيضاء بيمسحها وعطاني صابون أغسل من لوطه. وقداش مرة بعدها يديرلي في حركات سخيفة ويتحرش بيا".
واعترفت أخرى: "أخوي تحرش بيا. كان يجيبلي شيكولاتة ويقولي بوسيني في فمي، حسيت أن في شيء غلط. مرة، عطاني تليفونه ألعب بيه وأنا فرحانة. قعد يفتح لي الفيديوهات هادوكم (الجنسية) ويقولي هي نديرو زيهم. أني خفت هلبا. للحين أخاف أقعد معه".
وأفصحت إحداهن عن تعرضها للاغتصاب المتكرر من قبل زوج والدتها، قائلةً: "بابا توفى وماما بعد تزوجت واحد أصغر منها، واخدها على خاطر فلوسها. ماما تخدم (تعمل) وهو شبه قاعد في حوش (المنزل). يوم من أيام كانت ماما في خدمة خش عليا دار ودار يلي داره وأنا توا مش بنت. حاولت نقول لماما راهو زوجها يشبحلي شبحات غريبة عيطت عليا وقالتلي من غير كذب. بعد يومين، جاني مرة تانية وهو من هديكه وهو كل ما ماما تطلع يخش يقعد يدير".
"المشكلة أن هذا الشخص شيخ وإمام جامع ويخطب في الناس. لو حكيت مش هيصدقوني".
وأسف "نسويات ليبيا" لكل فتاة أو امرأة تعرضت أو لم تزل تتعرض لأي اعتداء جنسي، مضيفاً: "عندما يتجرأ المُتحرش على فعل التحرش فهذا لأنه يرى في المرأة أداة جنسية متاحة له أنّى شاء".
وطالب بـ"حل حقيقي ملموس ينهي الانتهاكات عبر تشديد العقوبة على الجناة"، فيما أوصت مجموعة كبيرة من ناجيات الأهل بحماية بناتهن جيداً وتوعيتهن منذ الصغر بشأن خصوصية أجسادهن وضرورة فضح كل اعتداء عليهن أياً يكن مرتكبه سواء أكان الأب أو الأخ أو العم أو الخال أو غيرهم من ذوي القربى.
ويرد في الباب الثالث من القانون الليبي، بشأن الجرائم ضد الحرية والعرض والأخلاق، مادة (407)، أن "كل من واقع آخر بالقوة أو التهديد أو الخداع يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على 10 سنوات" وأن "تُطبق العقوبة ذاتها على من واقع ولو بالرضا صغيراً دون الرابعة عشرة، أو شخصاً لا يقدر على المقاومة لمرض في العقل أو الجسم".
و"إذا كان المجني عليه قاصراً أتم الرابعة عشرة ولم يتم الثامنة عشرة، فالعقوبة بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنوات". أما "إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان خادماً عنده أو عند من تقدم ذكرهم، يعاقب بالسجن ما بين خمس سنوات وخمس عشرة سنة". أي يمنح فرصة لتخفيف العقوبة في حالة الاعتداء الجنسي من ذوي القربى.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...