شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!
ظهرت في

ظهرت في "وجه أسود"... "حد يقول لتانيا صالح ما حدّش يكافح العنصرية بخطاب عنصري"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الثلاثاء 2 يونيو 202011:32 ص

"1- الموضوع لا يتعلق بكِ.
2- أمنيتك بأن تكوني سوداء ليس شكلاً من أشكال التضامن. الموضوع لا يتعلّق بكِ.
3- ظهرتِ بـ'وجه أسود' فعلاً!
4- الموضوع لا يتعلّق بأحلامك.
5- هذا ليس تضامناً.
6-  أمنيتك بأن تكوني سوداء لا يُغيّر شيئاً في القضية.
7- هذا الموضوع لا يتعلّق بكِ". 

وُجّه هذا التعليق الذي تضمّن سبع نقاط إلى المغنية والمؤلفة اللبنانية تانيا صالح بعدما نشرت صورة لـ"وجه أسود" لوّنته بواسطة برنامج فوتوشوب، وعلّقت عليها "كل عمري كنت أحلم كون سوداء"، كفعل تضامني، حسب تعبيرها، مع الاحتجاجات التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية عقب مقتل المواطن الأسود جورج فلويد على يد الشرطة أثناء محاولة اعتقاله في ولاية مينيسوتا.
وتعرّضت صالح لموجة تعليقات اتّهمتها بـ"الجهل"، و"العنصرية" كونها "تضامنت" مع أصحاب البشرة السوداء من خلال قيامها بفعل لطالما اعتُبر عنصرياً، وكثيراً ما يُسلّط الضوء عليه إعلامياً، وهو ظهورها بـ"وجه أسود" (Blackface).
والـ"Blackface" هو تنكّر يعود تاريخه إلى الربع الأول من القرن التاسع عشر عندما بدأ مسرحيون في الولايات المتحدة يرسمون وجوههم باللون الأسود في عروض كوميدية يسخرون فيها من الأفارقة المستعبدين. وكانت البداية مع شخصية "جيم كرو" التي ابتكرها الممثل والكاتب المسرحي الأمريكي توماس دارتموث رايس عام 1830، وفقاً للمتحف الوطني لتاريخ الأفارقة الأمريكيين. 
في ذلك الحين، دلت صور أصحاب البشرة السوداء على أنهم كسالى وجبناء وجهلاء ولديهم هيجان جنسي وسارقون، لإضحاك الجمهور الأبيض. وأدّى التنكر بوجه أسود في هذه المسرحيات إلى ولادة أفكار نمطية مغلوطة عن أصحاب البشرة السوداء. 
وسبق أن استعان بـ"الوجه الأسود" فنانون عرب كثر، من بينهم الممثل السعودي ناصر القصبي والممثلة المصرية شيماء سيف والمغنية اللبنانية ميريام فارس. تقول أستاذة التاريخ في جامعة بنسلفانيا إيف تروت باول إن "الوجه الأسود" يستخدم منذ أكثر من قرن في الأعمال الكوميدية المصرية، مضيفة أن "هناك تاريخاً طويلاً خلف الصورة الكاريكاتورية للسود في مصر وفي دول أخرى في الشرق الأوسط، وهو تاريخ العبودية".
"العنصرية المغلفة باللطافة أسوأ من العنصرية المباشرة. ظهرت تانيا وكأنها تقول: 'أنا متواضعة جداً إلى درجة أني لا أمانع أن أكون سوداء'"... غضب واسع أثارته فنانة لبنانية عقب نشرها صورة تتضمن وجهاً أسود، متمنية في التعليق المرفق بها أن تكون سوداء 

مكافحة العنصرية بعنصرية 

مما قيل لتانيا تعليقاً على صورتها: 
* "الصورة Blackface... وتعليقك عليها بأنك تتمنين أن تكوني سوداء أيضاً يُشكل لك مشكلة. لماذا تتمنين هذا؟ بكلماتك هذه تتجاهلين ما يتعرض له أصحاب البشرة السوداء من قتل واضطهاد بسبب لونهم. حوّلتِ الأمر إلى شيء رومانسي من دون أن تفهمي ما الذي يعنيه أن يكون الشخص أسود البشرة في عالم معادٍ للبشرة السوداء ليس في الولايات المتحدة فحسب، بل أيضاً في بلادك التي تتبع نظام الكفالة. فكّري بهذا". 
* "أرجوكِ أن تبحثي عمّا يعنيه Blackface على Google. هذا أمر مرفوض". 
* "هل تعتقدين بأنك تتضامنين هكذا؟ الموضوع ليس مفترضاً أن يكون عنك أو عن أحلامك". 
* "حد يقول للفنانة تانيا صالح ما حدّش يكافح العنصرية بخطاب عنصري يا فنانة. أنتي كده عاملة زي الحكومة المصرية وهي بتحارب الإرهاب والتطرف بالإرهاب والقمع". 
* "يعني وإذا كان مش حلمك، كنّا خسرنا هالتضامن العبقري؟".
وطُلب عبر مئات التعليقات بحذف الصورة والاعتذار، إلا أنها تمسكت بموقفها. كتبت عبر انستغرام: "نشرت هذا بحُبّ، ولن أحذفه برغم تعليقاتكم المهينة". 
ثم نشرت توضيحاً عبر فيسبوك وتويتر جاء فيه: "لم أرسم وجهي ولم أرتدِ ملابس غريبة ولم أوجه كلمة مهينة للمجتمع الأسود في الصورة التي نشرتها. ما قمت به هو تعديل الصورة على فوتوشوب مستخدمةً صورة أحببتها على Pinterest. لم أقصد السخرية من السود بأي طريقة. نجوم الموسيقى والرقص والرياضة الذين أقدرهم هم من السود. حتى بلال، أول مؤذن في الإسلام كان أسود البشرة. أحب ثقافتهم وأحترم فنهم، وكل ما أعرفه أنني مختلفة وكنت أتمنى أن أكون واحدة منهم. الموضوع بهذه البساطة".
وتابعت: "جريمتي أنني وضعت مشاعري الحقيقية في كلمات وصورة. أسامحكم جميعاً على كل الكره الذي تلقيته اليوم لأنكم دفعتموني إلى حظر الشر غير الضروري على صفحتي. بالمناسبة، كل الأعراق البشرية أتت من أفريقيا. ونحن كلنا سود في الأصل".
رأى متابعون ومغردون أن تانيا زادت الموضوع سوءاً بردّها هذا، وأنها تجاهلت حتى الأصوات التي ادّعت أنها مهتمة بها، إذ ردّت عليها فتاة ذات بشرة سوداء قائلةً: "أنا فتاة سوداء أسمع موسيقاك، وهذا كلام مهين. قولك إنك تتمنين الولادة ببشرة سوداء لا يدعمني في مواجهة العنصرية التي أتلقاها. الرسالة التي وصلتني هي أنك تعتقدين بأن لعب دور شخصية سوداء هو أمر ممتع".
"Blackface" هو تنكّر يعود تاريخه إلى الربع الأول من القرن التاسع عشر عندما بدأ مسرحيون يرسمون وجوههم باللون الأسود في عروض كوميدية يسخرون فيها من الأفارقة المستعبدين... منذ ذلك الحين دلت صور أصحاب البشرة السوداء على أنهم كسالى وجبناء وجهلاء ولديهم هيجان جنسي 

"العنصرية المغلفة باللطافة أسوأ من العنصرية المباشرة"

تقول الشابة السودانية نسمة الحاج لرصيف22 إنها "مستاءة" من منشور تانيا صالح لأنها "تُحبها وتستمع إلى أغانيها". وتابعت: "محزن هو تحويل العنصرية الساخرة (Blackface) إلى تعاطف ساخر... العنصرية المغلفة باللطافة أسوأ من العنصرية المباشرة". 
وأضافت: "التعاطف هنا شكل من أشكال العنصرية. تعاطف تانيا بقولها 'أحلم أن أكون سوداء' بدا كأنها تقول: أنا متواضعة جداً إلى درجة أني لا أمانع أن أكون سوداء، بل أحلم بهذا". 
وأشارت إلى أن تعاطفاً كهذا مهين، بغض النظر عن نيّة المتعاطف، موضحة: "النية ليست مهمة إذا شعر الطرف الآخر بالإهانة. فكرة الوجه الأسود مؤسفة!". 
وانتقلت نسمة إلى الكلام على العنصرية في المجتمع العربي، قائلةً إنها "متجذرة فيه". وتابعت: "هنالك مجتمعات عربية عنصرية تجاه السود، حتى المجتمع السوداني والمجتمع الصومالي. البعض يستغرب أننا نتكلم العربية... لا أفهم النقطة التي تتحدث عنها تانيا، وهي أنها تحلم أن تكون سوداء لتتضامن مع السود". 
وختمت: "لا يمكن أخذ الوجه الأسود خارج السياق التاريخي المتمحور حوله والمتعلّق بالعبودية". 
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard