في نسختها السنوية الثلاثين، أعلنت المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة (IWMF)، في 20 أيار/مايو، فوز أربع صحافيات، بينهن العربيتان سولافة مجدي والسورية يقين بيدو (الشهيرة بميرنا الحسن)، بجائزة الشجاعة الصحافية لعام 2020.
والمصرية سولافة مجدي مسجونة احتياطياً منذ تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019 من دون تهمة وتُجدد عقوبتها تلقائياً منذ ذاك الحين على ذمة القضية 488 حصر أمن دولة عليا لسنة 2019، مع زوجها الصحافي حسام الصياد، بسبب فضحهما التعذيب الذي تعرضت له صديقتهما المقربة الصحافية إسراء عبد الفتاح عقب اعتقالها.
أما الحسن، فهي صحافية مستقلة تعمل في الصفوف الأمامية بإحدى أكثر بقاع الأرض خطورة على الصحافيين، إدلب حيث تستعر الحرب الأهلية السورية منذ تسع سنوات تقريباً. علماً أن الحسن تعرضت لحملات تشويه وتهديد بالقتل من موالين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
كذلك فازت بالجائزة المراسلة الاستقصائية الفنلندية جيسيكا آرو، والصينية غوليشرا هوغا التي تنتمي إلى الأقلية الإيغورية المسلمة المضطهدة في إقليم شينغيانغ.
"شجاعة غير مألوفة"
"في الوقت الراهن، يعدّ السعي وراء الحقيقة والحاجة إلى صحافة متنوعة في ازدياد مستمر. يذكرنا الفائزون بجائزة الشجاعة الصحافية هذا العام بأن اللواتي يروين أهم القصص الحيوية في العالم، مهما كانت المخاطر، هن بطلاتنا الحقيقيات. نهنئ جيسيكا وسولافة ويقين وغوليشرا على عملن الرائع وشجاعتهن غير المألوفة"، قالت إليسا لو مونيوز، المديرة التنفيذية لـIWMF لدى إعلانها أسماء الفائزات".
وأشارت المؤسسة الإعلامية الدولية للمرأة إلى أن سولافة كانت ملتزمة تناول "قصص حقوق الإنسان والاضطرابات الاجتماعية والتحول السياسي في مصر، وحقوق الأقليات، وحقوق المرأة، وقضايا التعليم، وحقوق الإنسان واللاجئين، والتحرش الجنسي في المجتمع المصري"، لافتةً إلى تعاونها مع عدة صحف ومواقع مصرية وعربية وعالمية مثل الرؤية الإماراتية وTRT World التركية، ومدى مصر وبي بي سي مصر.
ولفتت إلى تأسيس سولافة مبادرة "كل يوم صورة" وهي مدرسة تدرب الصحافيات الشابات والباحثات على إعداد التقارير المصورة عبر الهاتف المحمول. وذكرت المؤسسة الصحافية غير الربحية أن سولافة "سجنت في ظروف مؤلمة منذ تشرين الثاني/نوفمبر عام 2019، ولم تتلقَّ محاكمة عادلة".
المصرية سولافة مجدي، المعتقلة بلا محاكمة عادلة أو تهم حقيقية، والسورية ميرنا الحسن التي تعمل في "واحدة من أخطر البيئات"، تفوزان بجائزة الشجاعة الصحافية لعام 2020
ولم تتمكن أسرة سولافة من الاحتفال بالجائزة لا سيما في ظل انقطاع أخبارها تماماً منذ شهرين ونصف الشهر، وفق ما ذكرت والدتها تغريد زهران لموقع "درب" المحلي المستقل.
يُذكر أن آخر زيارة قام بها الأهل لسولافة في 8 آذار/مارس الماضي، قبل أن تمنع وزارة الداخلية الزيارات عن السجناء بداعي مواجهة فيروس كورونا والخشية من انتقال العدوى إليهم.
لكن منذ ذاك الحين، تشكو أسرة سولافة "التعنت ورفض إدخال المال أو الطعام أو المستلزمات الشخصية والصحية إليها، فيما يحظى بقية السجناء بحاجاتهم المتنوعة".
"تخاطر بحياتها في أخطر بيئات الأرض"
وعن فوز ميرنا بالجائزة، قالت المؤسسة: "تقدم قصصها من واحدة من أخطر البيئات على وجه الأرض، إدلب. وهي أول امرأة تظهر أمام الكاميرا من المدينة لتوثيق الثمن الباهظ الذي يدفعه الضعفاء بسبب الحرب، بعدما فقدت كل شيء باستثناء حياتها".
ولفتت إلى أنها "كانت تتنقل بين مسقط رأسها (إدلب) واللاذقية في بداية الحرب السورية عام 2011. ثم استقرت في إدلب عقب انتهاء دراستها علم الاجتماع. علماً أن خبرتها تمتد خمس سنوات في القضايا السياسية والعسكرية والإنسانية. وكانت قد خضعت لاستجوابات عنيفة واعتقالات متكررة وحملات تشويه في بلد يحتل المركز 174 من بين 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2020، بحسب منظمة مراسلون بلا حدود".
وشددت المؤسسة على أن ميرنا "تواصل المجازفة بحياتها عبر الكاميرا من الخطوط الأمامية، وتواجه تهديدات بالقتل من أنصار نظام الأسد لكونها امرأة وصحافية".
"هذه الجائزة رمز الشجاعة ليس فقط بالنسبة لي، ولكن لجميع النساء العاملات في الصحافة"... "الشجاعة الصحافية الدولية" تكرّم "الصحافيات اللواتي يكتبن في موضوعات محرمة، ويعملن في بيئات معادية للمرأة، ويتبادلن الحقائق الصعبة"
وفي تعليقها على الجائزة، قالت الصحافية السورية: "هذه الجائزة هي رمز الشجاعة ليس بالنسبة إلي فحسب، بل أيضاً بالنسبة إلى جميع النساء العاملات في الصحافة. يشرفني أن يكون اسمي في عداد الفائزات الأخريات، النساء اللواتي يضحين بحرياتهن الشخصية من أجل مواجهة الظلم الاجتماعي".
عن الجائزة
تسعى جوائز الشجاعة الصحافية الدولية إلى إظهار أن الصحافيات لن يتنحين ولا يمكن إسكاتهن، ويستحققن الاعتراف بقوتهن في مواجهة الشدائد. وهي تكرم على وجه التحديد "الصحافيات الشُجاعات اللواتي يكتبن في موضوعات محرمة، ويعملن في بيئات معادية للمرأة، ويتبادلن الحقائق الصعبة".
وتقدٰر IWMF عالياً جهود الرواد الذين يزيلون الحواجز لتمكين النساء في جميع أنحاء العالم من استكشاف قوة أصواتهن وجعلها مسموعة.
وتشير إلى أن أموراً مثل التحرش الجنسي والتهديدات والهجمات والقمع الحكومي والسقف الزجاجي العنيد والأجر غير المتكافئ والاتهامات بنشر الأخبار المزيفة وانعدام الثقة المتزايد في وسائل الإعلام، هذه كلها تهدد حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم. لكنها توضح في الوقت نفسه أن الصحافيات يشعرن بالإكراه الأكبر إثر هذه الهجمات.
وزاد عدد الصحافيات اللواتي قُتلن عام 2017 نحو ثلاثة أضعاف على عدد المغدورات منهن عام 2018.
وعلى مدى 30 عاماً، كرمت المؤسسة حوالى 100 صحافي رائد في 56 دولة.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...