ذهبت جوائز حرية الصحافة لعام 2019 التي أعلنتها منظمة مراسلون بلا حدود، مساء 12 أيلول/سبتمبر، لثلاث صحافيات، بينهن المدونة السعودية إيمان النفجان التي تحاكم في بلادها حالياً.
وخلال الاحتفال الذي أقيم في العاصمة الألمانية برلين، أعلن فوز النفجان بـ"جائزة الشجاعة"، في حين نالت كارولين موسكات، صحافية من مالطا، "جائزة الاستقلالية"، وحصدت المدونة الفيتنامية فان دوان ترانغ "جائزة التأثير".
وبحسب "مراسلون بلا حدود"، فإن العوامل المشتركة بين الصحافيات الثلاث هي "الخوف الذي فرض عليهن في حياتهن اليومية، ومنعهن من مغادرة بلادهن، وإغلاق مواقعهن وصفحاتهن الإلكترونية". وقد أعربت المنظمة عن أملها في أن تسهم جوائزها في الضغط على الحكومات المعنية.
من هي إيمان النفجان؟
والنفجان هي واحدة من الناشطات الحقوقيات والنسويات اللواتي اعتقلن خلال حملة أيار/مايو عام 2018، ولديها مدونة تحمل اسم "Saudi woman" كانت قد أنشأتها عام 2008، واعتادت الكتابة فيها عن قضايا النساء في بلادها.
وكانت في تلك الأثناء من أبرز المطالبات بالسماح للمرأة في السعودية بقيادة السيارات، بعد مشاركتها في حملة الاحتجاج من أجل تمكين المرأة خلال الفترة الممتدة من 2011 حتى 2013، وهو المطلب الذي عادت السلطات السعودية وحققته، لكن برعاية ولي العهد محمد بن سلمان.
وانضمت النفجان إلى مجموعة من الناشطات البارزات كلجين الهذلول وهتون الفاسي في مجهوداتهن للاعتراف بحق النساء في قيادة السيارات بحرية داخل المملكة في حزيران/يونيو عام 2018.
وبعد تحقيق ما طالبت به الناشطات لم يطلق سراحهن رغم المطالبات والانتقادات الدولية. ووجّهت لهن اتهامات بالضلوع في "النشاط المنسّق لتقويض الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي للمملكة"، وفق المدعي العام السعودي.
وفي آذار/مارس الماضي، أفرج عن النفجان مؤقتاً بشرط حضور جلسات المحاكمة وعدم مغادرة البلاد، مع الناشطتين رقية المحارب وعزيزة اليوسف.
وجرى الإفراج عن النفجان بعدما كشفت حسابات معنية بقضايا المعتقلين في السعودية عن إعلانها، في جلسة محاكمتها الثانية في 28 آذار/مارس الماضي، أنها حاولت الانتحار بسبب ما تعرّضت له من تعذيب وانتهاكات، مؤكدةً للقضاة تحرش محققين بها وقيامهم بلمس جسمها في مناطق حساسة وضربها بعصي ثخينة من أجل الإدلاء باعترافات زائفة.
استحقاق الجائزة
وفي حين تهدف جوائز "مراسلون بلا حدود" بشكل أساسي إلى ممارسة الضغوط على الحكومات المعنية، فإن الجائزة التي تسلمتها النفجان جاءت كـ"نتيجة مباشرة" لحادثة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي العام الماضي في قنصلية بلاده في إسطنبول، حسب متحدثة باسم المنظمة.
ولدى إعلان فوزها بالجائزة، قالت سوزان كولبل الصحافية في صحيفة "دير شبيجل" الألمانية: "نهنئ إيمان النفجان على الفوز بجائزة الشجاعة لهذا العام، وهي المدافعة عن حقوق النساء ضد نظام الوصاية الحالي في المملكة العربية السعودية".
بينما تحاكم في بلدها، فازت الناشطة السعودية إيمان النفجان بـ"جائزة الشجاعة" الصحافية لعام 2019، والجائزة "نتيجة مباشرة" لحادثة اغتيال جمال خاشقجي... كيف؟
ونظراً لمنعها من مغادرة السعودية، تسلمت الجائزة نيابة عن النفجان طالبتها السابقة أميمة النجار، وهي أيضاً مدونة تدافع عن حقوق المرأة السعودية من مكان إقامتها في إيطاليا.
وصرحت النجار لدويتشه فيله قائلة إن "الحكومة السعودية تسعى في كثير من الأحيان إلى ‘تلميع صورتها‘ في اللحظات التي تصبح فيها وحشيتها ظاهرة للعيان"، مستشهدةً على ذلك برفع الحظر المفروض على المرأة لقيادة السيارة، والذي أعادته إلى "دورها (المملكة) في الأعمال الوحشية في اليمن بعدما أصبح واضحاً للعيان".
وأضافت: "بعد مقتل جمال خاشقجي، تلقت السعودية ردود أفعال قوية من وسائل الإعلام، لكن بعد فترة وجيزة أطلقت سراح بعض الناشطات، ليكون العالم سعيداً وينسى قليلاً خاشقجي".
ولفتت المدونة السعودية إلى أن العشرات يقبعون في السجون السعودية بسبب "كتابتهم عن النظام في مدونات أو والتعبير عن تعاطفهم مع أولئك المدونين"، مبينةً أن "الغالبية منهم يواجهون اتهامات تتعلق بالإرهاب، لكن بعد الضغط الدولي ورد الفعل من وسائل الإعلام، جعلت الحكومة التهم متعلقة بالجرائم الإلكترونية".
وكان وفد من "مراسلون بلا حدود" قد زار الرياض وعقد "اجتماعات سرية مع مسؤولين سعوديين رفيعي المستوى" على مدار ثلاثة أيام خلال نيسان/أبريل الماضي سعياً للإفراج عن 30 صحافياً موقوفاً في المملكة، بحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية نقلاً عن اثنين من المسؤولين في المنظمة في تموز/يوليو الماضي .
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...