"حكمت فعدلت، وعملت فانتصرت، أردوغان".
"الأتراك والحكومة التركية يشتغلون للشعب مو زينا الشعب يشتغل للحكومة".
"لن أحتفل باليوم الوطني للمملكة بل على المملكة الاحتفال بوجودي بها".
"التقيت سيدة من أهل الرياض، فأخذت تتكلم عن حياة الرفاهية التي تعيشها دون أن أسألها. فقيل لي إن أهل الرياض مصابون بعقدة أمراء آل سعود (تقصد الغطرسة والاستعراض)".
"كلام قبل 55 سنة: أبو راس يقول للشيخ محمد البيز الذي رفع سبع وأنزل ست، فقال له سبع وليس ست، فأجابه لا يا شيخ، واحدة خذوها آل سعود".
"هل تعلم أن آل سعود ينفقون من المال العام على خيولهم واسطبلاتهم أكثر ما ينفقون على شعبهم وقبائلهم".
هذه منتخبات من تغريدات الكاتبة السعودية سارة مطر بين عامي 2011 و2014، تم نبشها واتهامها بناءً عليها بـ"الإساءة إلى الوطن والأسرة الحاكمة" عبر وسم #سارة_مطر_تسيء_للوطن.
أدلة اتهام "خطيرة"
من المرجح أن هذه التغريدات "القديمة جداً" ليست سبباً كافياً للهجوم على الكاتبة الشابة واتهامها بـ"الخيانة"، لكن هناك أسباباً إضافية قد تثير بدورها المزيد من علامات الاستفهام.
#ساره_مطر_تسيء_للوطن
— بن محمد (@saudix7m) May 12, 2020
فضلاً لا أمراً..شاركونا بالهاشتاق عن سارة مطر الكاتبة والصحافية
صديقة ميساء العمودي و سعاد الشمري والسورية اميرة عباس
تطاولت على الوطن وقادته وشعبه الكرام@media_ksa @OKAZ_online @makkahregion @bip_ksa @pss_ar @malkassabi @makkahnp @ce_pss pic.twitter.com/IA7IONKZIV
مطر متهمة بـ"الارتباط بعلاقة صداقة مع الناشطة الحقوقية سعاد الشمري (أول امرأة ترافعت في محاكم السعودية) والكاتبة والصحافية ميساء العمودي والإعلامية إيمان الحمود، والدفاع عن عائلة الناشطة الحقوقية لجين الهذلول (برغم توضيحها أنها ضد ‘تصرف لجين‘) والتضامن مع الإعلامية أميرة العباس، وتداول مقاطع توعوية للداعية المعتقل سلمان العودة وطارق السويدان، والكتابة ذات مرة لصحيفة ‘الوطن‘ القطرية (قبل أزمة حصار قطر)".
"لم تشفع" للكاتبة، التي تعرف عن نفسها في تويتر بأنها "كاتبة سعودية، سيناريست شطورة، أصدرت ستة مؤلفات، رحل والدي وترك لي وطني، ووطني دائماً على حق. عشقي لوطني لا حد له. إنها السعودية العظمى، وطن المجد والعدل"، لم تشفع بها تغريداتها الحديثة التي تمتدح أو تدعم العاهل السعودي الحالي الملك سلمان بن عبدالعزيز أو ولي عهده محمد بن سلمان، والتي أعادت التذكير بها عقب الهجوم عليها.
"سخرتْ من آل سعود، وامتدحت أردوغان، ودافعت عن إعلاميات وناشطات حقوقيات، وتداولت نصائح سلمان العودة وطارق السويدان"... هجوم شديد على كاتبة سعودية على خلفية تغريدات تنتقد آل سعود قبل أكثر من سبع سنوات
وفي رد غير مباشر على الاتهامات الموجهة إليها، قالت مطر التي تكتب في صحيفتي "عكاظ" و"مكة" السعوديتين: "حبايبي عشان العشر الأواخر وما أبغى أي شي يشتتني، قررت أعطل تويتر وأرجع لكم كل فترة... ما أبغى أضيع أثمن أوقات رمضان في مهاترات تافهة. شكراً لرجال الأمن... شكراً لوطني". كما شاركت نص "عقوبة جرائم التشهير في المملكة"، مهددةً به على نحو مداور مهاجميها عبر الإنترنت.
"مجنسة/ متسعودة"
وكما هو معتاد في مثل هذه الحالات، زعم الكثيرون أنها "لا بد أن تكون مجنسة" و"بالطبع ليست سعودية" ووصفوها بـ"المتسعودة". ولفت مغردون إلى ضرورة إقامة "رادع لمطر وأمثالها"، مطالبين وزير الإعلام السعودي بمنعها من الكتابة لـ"عدم بث سمومها على الشعب"، ولافتين إلى شكوكهم في وجود "إسقاطات خبيثة" في مؤلفاتها لا سيما "قبيلة تدعى سارة".
ودافعت قلة عن احتمال أن تكون "قناعاتها القديمة قد تغيرت".
ومطر ليست الضحية الأولى لعمليات نبش تغريدات لشخصيات معروفة في المملكة، أكانوا سعوديين أو أجانب، بغية ملاحقتهم والمطالبة بتجريدهم من مناصبهم بسببها. ففي آذار/مارس الماضي، أعفي عبد الله المديميغ، وكيل إمارة منطقة جازان، بعد تداول تغريدات له اعتبرت "مسيئة إلى الوطن". وهذا ما حدث أيضاً لأساتذة جامعيين ومسؤولين بارزين كثر.
لكن الهجوم على النساء اللواتي ينشرن آراء "مختلفة عن الشائع" اتخذ صورة أكثر حدة إذ ذهب إلى تجريدهن من الهوية إذا كن سعوديات.
قبل أيام، ارتفع وسم #أميرة_عباس_ليست_سعودية بسبب تغريدة تعود إلى عام 2013 للإعلامية التي يعتبرها سعوديون كثر "مثيرة للجدل دائماً". وطالب فريق منهم بمعاقبة سعاد الشمري عبر وسم #كفي_عن_النباح_ياسعاد في الشهر الماضي بسبب تغريدات قديمة لها انتقدت فيها حقوق الإنسان وحقوق المرأة في المملكة.
وشُكك سابقاً في جنسية الكاتبة والصحافية السعودية ريم سليمان بعدما فرت من المملكة عام 2018، كاشفة عما تعرضت له من "قمع وتعسف وتهديدات بالسجن والتعذيب". ووُصفت بـ"السورية النصيرية".
نبش التغريدات القديمة للشخصيات الشهيرة والمسؤولين في السعودية يطال الكاتبة سارة مطر بعد سعاد الشمري وأميرة العباس... ومزاعم بأنهن "مجنسات/ متسعودات/ لسن سعوديات"
"ناكرات خير المملكة"
الجدير ذكره أن الهجوم على بعض المسؤولين في السعودية ارتكز على هوية زوجاتهم، خصوصاً إذا كن مشهورات. وهذا ما حدث لدى الهجوم على عبد الرحمن مظهر، زوج المذيعة سارة الدندراوي في أواخر كانون الثاني/يناير الماضي، عبر وسم #زوج_دندراوي_يسيء_للوطن على خلفية تغريدات دعت إلى "إسقاط آل سعود" و"تسخر من السعوديين"، ويعود بعضها إلى عام 2011.
كذلك أُعفيت المذيعة الفلسطينية رزان ملش من العمل لدى شبكة القنوات الرياضية السعودية في كانون الثاني/يناير الماضي. وقبلها غادرت الإعلامية الأردنية من أصول فلسطينية علا الفارس شبكة قنوات "إم بي سي" السعودية مطلع العام 2019 بعد 15 عاماً من العمل فيها بسبب تغريدة اعتبرت مسيئة إلى المملكة.
وعام 2017، أوقفت مجموعة "إم بي سي" المذيعة المصرية رنا هويدي وأحالتها إلى التحقيق بسبب "تغريدات مسيئة إلى السعودية والسعوديين قبل سنوات". واتهمن جميعهن بـ"إنكار خير المملكة".
تعليقاً على الهجوم ضد مطر، أوضح الصحافي السعودي سلمان الجابري أنه ليس من المنطق محاسبة أشخاص على تغريدات نشروها قبل سنوات، في حين أن الدولة تصالحت مع "التجار والمسؤولين الفاسدين قبل خمس سنوات"، مذكراً بأن "القضاء السعودي يسقط القضايا بالتقادم" ومعتبراً أن هدف النابشين في تغريدات الإعلاميين والكتاب السعوديين "إضعاف الإعلام السعودي من خلال تخويف الإعلاميين وتخوينهم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين