شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"عاقبة المطبلين"… إبعاد المغامسي عن الإمامة في السعودية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 29 مارس 202001:22 م

استبعد الداعية السعودي المعروف بولائه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، صالح المغامسي، من إمامة مسجد قباء على خلفية تغريدة نصح فيها بـ"الإفراج عن المخطئين من السجناء لزوال البلاء وانجلاء وباء كورونا".

ورأى العديد من المعلقين أن تلك هي "عاقبة المطبلين"، مذكرين بدفاع الشيخ المستميت عن قرارات وسياسات القيادة السعودية الحالية.

واكتفت وسائل الإعلام السعودية، مساء 28 آذار/مارس، بالتنويه عن "تعيين وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عبداللطيف آل الشيخ، سليمان الرحيلي، إماماً وخطيباً لمسجد قباء، خلفاً للشيخ صالح المغامسي"، من دون أي إشارة إلى نقل المغامسي إلى مسجد آخر أو استبعاده تماماً من الخطابة.

اعتذار متأخر

وفي 27 آذار/مارس، غرد المغامسي مهنئاً قيادة البلاد بنجاح القمة الافتراضية لقادة مجموعة العشرين التي استضافتها بلاده، ثم عقب بالقول: "وأضيف من أسباب رفع البلاء وكشف الوباء ثلاثة: الالتجاء إلى الله بالدعاء والاستغفار، والإحسان إلى الفقراء والمنقطعين، والعفو -ما أمكن- عن المخطئين من المسجونين". 

وأثارت التغريدة ردود فعل واسعة واعتبر على نطاق واسع أنها محاولة لإحراج السلطات السعودية، لتزامنها مع دعوات حقوقية للإفراج عن المعتقلين السياسيين في المملكة اقتداءً بخطورة بحرينية مماثلة، في ظل تخوف من تفشي فيروس كورونا في السجون.

لاحقاً، حاول المغامسي تدارك الموقف فحذف تغريدته، وغرد مجدداً معتذراً: "بعد تأمل وجدت أنني لم أوفق في تغريدتي والتي قصدتُ بها العفو عن مساجين الحق العام في المخالفات البسيطة، كما جرت عليه عادة القيادة المباركة في رمضان. أمّا أصحاب المخالفات الجسيمة فمردّه لما يقرره الشرع بحقهم. وعن سييء النية الذي حاول استغلالها ضد وطني أقول: لن يزيدكم خبثكم إلا خساراً".

لكن هذا لم يغير من الأمر شيء حتى كتابة هذا التقرير، فلم يصدر أي قرار بتعيين المغامسي في أي مسجد.

"لم ينفعه لا اعتذاره ولا نفاقه للقيادة"... استبعاد الداعية المعروف بولائه لبن سلمان، صالح المغامسي، عقب مطالبته بالإفراج عن "المسجونين المخطئين"

هجوم من الطرفين

وعبر وسم #صالح_المغامسي، اتفق الجانبان المؤيد للقيادة السعودية الحالية والمعارض لها على الهجوم على المغامسي الذي وصفوه بـ"النفاق"، رافضين اعتذار الداعية.

فرأى الفريق الأول أنه يظهر تأييد الحكام بينما يتبنى فكر "الإخوان المسلمين"، وقال الفريق الآخر أنه نافق الحكام بمخالفة الشريعة لينال "عاقبة المطبلين".

وتعجب البعض من ظن الشيخ أن "محابى وأي خطأ يصدر منه فهو معصومٌ منه".

وكتبت الناشطة السعودية سارة اليحيى: "المغامسي كان يفتي ضد نساء لسلب حقهن مثل بقية شيوخ الدين، قال إن من تستقل منهن ستفتح أبواب شر! تجاهل السجينات المنسيات والمعنفات! و تذكر السجناء ‘المطاوعة والمجرمين‘!"، متسائلةً إن كانت تلك نهايته.

في الوقت نفسه، ذكّر عدد من مؤيدي القيادة السعودية الحالية بمواقف سابقة للمغامسي تخالف نهجها. من أبرز هذه المواقف دفاعه عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، التي تعتبرها القيادة الحالية "حركة إرهابية". 

ومن بين هؤلاء إمام وخطيب جامع الأميرة الجوهرة بنت سعود الكبير بالرياض، الحارث سراج الزهراني، الذي هاجم المغامسي مذكراً بمناسبة سابقة ناشد فيها العاهل السعودي السابق الملك عبد الله بن عبد العزيز الإفراج عن سجناء سياسيين ومعتقلي رأي.

وقال الزهراني: "ليلة البارحة كانت هناك حملة للمطالبة بإخراج المعتقلين، وكالعادة تبوء حملاتهم بالفشل لأنها تصطدم بوعي المجتمع السعودي بعد توفيق الله. لكن صالح المغامسي غرّد تغريدته تزامناً مع هذه الحملة؛ فهل يكفي اعتذاره البارد خاصة وأننا لم ننس استغلاله لأزمة سابقة ليلدغ الوطن؟!".


دعوة المغامسي تزامنت مع حملة #قبل_الكارثة المطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي خشية تفشي كورونا في السجون السعودية

قبل الكارثة

وعبر وسم #قبل_الكارثة، دعت العديد من المنظمات والحسابات الحقوقية وذوي المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي في المملكة، على مدار اليومين الماضيين، السلطات إلى المبادرة بالإفراج عنهم تخوفاً من تفشي فيروس كورونا في السجون ووقوع "فضيحة سياسية" لقيادة البلاد.

وقالت علياء شقيقة الناشطة المعتقلة لجين الهذلول: "إذا انتشر وباء الكورونا في السجون السعودية، فستتعرض إلى عزلة إضافية على الساحة الدولية. قمة مجموعة العشرين عن بعد، كانت شاهدا على ضعف الموقف السعودي على الساحة الدولية. أطلقوا سراح المعتقلين #قبل_الكارثة واكسبوا تعاطف الناس".

وناشد حساب "معتقلي الرأي"، المعني بقضايا سجناء الرأي في المملكة، بالإفراج عن المشايخ وكافة المعتقلين على خلفية تعبيرهم عن آرائهم ومن بينهم معتقلات الرأي والناشطات، مبرزاً تقدم الكثير منهم في السن ومعاناتهم مع الأمراض المزمنة لاسيما المتعلقة بالجهاز التنفسي.

وحذر عبد الرحمن نجل الداعية المعتقل سفر الحوالي من أن والده "مصاب بأمراض مزمنة شديدة ويستعمل حبوب تثبيط المناعة لوجود عضو دخيل من غير جسده، وفي مثل حالته إصابته بـ كورونا يؤدي الى وفاته وكل ذلك بسبب كتاب قدم فيه النصح لأصحاب القرار وللعلماء".


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image