شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!
قصة أكاديمية أردنية تحصد تفاعلاً واسعاً...

قصة أكاديمية أردنية تحصد تفاعلاً واسعاً... "طبخت لطلابي العرب الذين اشتاقوا لطبخ أمهاتهم"

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 11 مايو 202007:23 م

قد تكون رائحة "الطبيخ" العربي من أبرز العلامات للحكم على الطعم، وكلما كانت قريبة من رائحة "طبيخ الأمهات" حجزت مكاناً في قلب من يشتمّها، فيحملها معه ويشتاقها أينما حلّ.

كرست الثقافة العربية قاعدة ثابتة هي أن لا طعم يشبه طعم طبخ أمهاتنا، حتى لو كان المذاق غير مستحسن أحياناً، لكن ذلك حقيقة تربينا عليها تماماً مثل حقيقة "شعور الأم تجاه أولادها، هم ليسوا مجبرين على حبها لكن من واجبها أن تحبهم" كما ورد في فيلم "طعام، صلاة، حب" لإيلزابيث جيلبرت.

في دول عديدة، حجزت مطاعم تقدم مأكولات عربية مكاناً لها بفضل الطلاب العرب المغتربين الذين يجذبهم الحنين دوماً إلى المطبخ العربي. سدّت هذه المطاعم جزءاً من حنين هؤلاء، لكن، مع ذلك، ما الحب إلا للطبق الأول المُعدّ بأيدي الأمهات تحديداً.

هذا ما أظهره فيديو انتشر أمس على مواقع التواصل الاجتماعي لأستاذة أكاديمية في إحدى الجامعات الأمريكية. مدته ثلاث دقائق وبضع ثوان كانت كفيلة بإظهار مشاعر الحنين، والاشتياق، والتعاطف، حتى المشاعر المتعلقة بالعروبة. 

بطلة الفيديو مغتربة أردنية اسمها نانسي خوري تحدثت عن تجربة مرت بها في الجامعة حيث تدرّس طلبة عرباً، وذكرت أنه يمنع على الأساتذة استخدام اللغة العربية أمام الطلاب العرب، الذين لم يكونوا متيقنين من أنها تتكلم العربية.

في إحدى المرات، استرقت السمع إلى حديث دار خلال المحاضرة، وللحال تجاوزت الشروط الأكاديمية ووضعت مشاعرها كأم أولاً وكسيدة عربية ثانياً في الأولوية.

بدأ صوت خوري يتغيّر شيئاً فشيئاً خاصة عندما وصلت إلى فقرة وصف حالة طلابها بعدما حضّرت لهم مفاجأة في غرفة الاستراحة. اختنقت بالبكاء وهي تصفهم، وهم ينظرون إلى طنجرة "المقلوبة" ثم إليها، بينما يتسائلون: "إنت عربية؟"

أشارت خوري في الفيديو الذي حصد رواجاً واسعاً إلى أن حديث الطلاب أثناء تلك المحاضرة ذهب نحو أن أحدهم اشتاق لطبخة من أمه تحتوي على أرز ولحم ضأن، ورد عليه زميله بأنه يشتهي التبولة، وينتهي الحديث بمداخلة زميل ثالث اشتاق لطعم الحمص.

"شغلت السيارة وقبل ما أروح على البيت فكرت شو الطبخة اللي ممكن تجمع بين الي اشتهوه الطلاب؟"، قالت نانسي في الفيديو، وكانت أكلة "المقلوبة" الخيار الأنسب. اتجهت إلى السوبر ماركت وجلبت مستلزماتها والمقبلات الأخرى التي تتصدرها التبولة والحمص.

عندما أعدّت "المقلوبة" صباح اليوم التالي، ذكرت أنها وضّبتها بـ "حرام"، وهذه عادة الأمهات للدلالة على "حنانهن" لدى الاحتفاظ بطبخة ما لفلذات أكبادهن.

عقب دقيقتين من سرد التجربة، بدأ صوت خوري يتغيّر شيئاً فشيئاً خاصة عندما وصلت إلى فقرة وصف حالة طلابها بعدما حضّرت لهم مفاجأة في غرفة الاستراحة. اختنقت بالبكاء وهي تصفهم، وهم ينظرون إلى طنجرة "المقلوبة" ثم إليها. كادت تختنق عندما حكت كيف بدأوا يتسائلون: "إنت عربية؟ إنت عربية؟"، وردت عليهم: "عربية أردنية وأفتخر".

حصد الفيديو تفاعلاً واسعاً بعدما وصل عدد مشاهداته إلى حوالى مليون ونصف المليون، وبيّن مدى أهمية الطبخ المنزلي والحنين إليه لا سيما في فترة التباعد الاجتماعي وحظر التنقلات، وبعث برسالة أرادتها خوري ذات مغزى إنساني، هي: "طلاب عرب من عدة دول وعدة أديان صرنا بفضل المقلوبة روح واحدة. يا ريت، نحن العرب، مو بس بالغربة نكون روح واحدة".

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image